لبنان لم يعد في القبضة الأميركية فحسب، في القبضة "الاسرائيلية". دونالد ترامب "الحاخام" الأعظم، مثلما هو الأمبراطور الأعظم، أطلق العنان لبنيامين نتنياهو ليس فقط لاقامة "اسرائيل الكبرى"، وانما لاقامة "اسرائيل العظمى". لا فلسطيني في غزة، ولا فلسطيني في الضفة، حتى ولا داخل الخط الأخضر. دولة "يهودية" خالية من الأغيار (الغوييم)، اذ ذاك ترفع أقواس النصر بجماجم هؤلاء الآخرين، لاستقبال "الماشيح" المخلص. أي خطر يهدد "اليهود؟
شمعون بيريز الذي اضطلع بدور مكوكي بين "تل أبيب" وباريس، أي بين دافيد بن غوريون وصديقه غي موليه، لانشاء مفاعل ديمونا (وحيث ولدت القنبلة النووية)، قال "الآن بنينا الهيكل الثالث، الذي لا تستطيع أي قوة في الأرض هدمه"، بعدما هدم نبوخذنصر البابلي الهيكل الأول، وهدم تيتوس الروماني الهيكل الثاني.
العرب كوميديا بشرية، باقون هكذا الى الأبد. لا اسلام الآن سوى اسلام تورا بورا. "الحاخام" مئير كاهانا اعتبر أن المسيحية والاسلام بدعتان في الطريق الى الاندثار. لن تبقى هناك سوى الديانة "اليهودية" التي هي حقاً ديانة الله الأولى والأخيرة. الغريب تخوفه أن تهدم أميركا، وبسبب صراع المصالح، وتأثيره في بنيتها الأخلاقية والفلسفية، الهيكل الثالث.
هل نتصور أن نتنياهو الذي ما زالت طائرته تذكرنا بابقاء مقابرنا مفتوحة على مصراعيها، قد أزال البلدات الحدودية من الوجود لدواع أمنية فقط، أم لترحيل الشيعة من الجنوب، وحتى من كل لبنان، اذا صدقت المعلومات الخطيرة التي تقول ان ممثلين من الحكومة "الاسرائيلية"، وآخرين من الادارة السورية، يعقدون اجتماعات متتالية للبحث في الموضوع اللبناني. ليس فقط مصير حزب الله، وانما مصير الشيعة. تذكروا أن هناك أكثر من مليوني نازح سوري في لبنان، مَن استبقاهم، ومن يصر على بقائهم؟ لعلكم تعلمون...
لذلك نقول للرئيس نبيه بري، وهو العالم بكل الخفايا، وللشيخ نعيم قاسم الذي قال هرتسي ليفي ان دوره آت، مكانكما ليس في الحكومة. وجودكما فيها يعني دفعكما الى الزاوية، لاعتبار الكثيرين أن الثنائي مسؤول عن كل المصائب والويلات التي حلت بالبلاد. الخطة باستثارة كل القوى السياسية والطائفية، لتفجير الداخل اللبناني وحصار الشيعة، الذين باتوا بين اسنان أحمد الشرع في الشمال، واسنان بنيامين نتنياهو في الجنوب. هل الحقائب الخمس هي التي تنقذ الشيعة من "بئس المصير"؟ وهل حقيبة المالية بفضائحيتها، مدخل الشيعة الى المعادلة التي لم يكونوا يوماً جزءاً منها، لا في ميثاق 1943 ولا في وثيقة 1989؟
هذا ليس كلاماً في الهواء أو في الهباء. الآن عمليات جراحية كثيرة ومتتالية، لاستكمال السيناريو الخاص بتغيير الشرق الأوسط. لا أحد في الحلبة سوى أميركا وسوى "اسرائيل"، ما يستدعي أقصى حالات الحيطة والحكمة ايضاً.
ندرك الأداء الاسطوري لرجال المقاومة، المسألة ليست بهذه السهولة، لكن الشيعة اللبنانيين الذين شهدوا أنواعاً مختلفة من التهجير، والذين كانوا وما زالوا ضحايا كل الأمبراطوريات وكل الممالك وكل القبائل التي حكمت المنطقة، هم الآن أمام اختبار وجودي قد يكون الأشد هولاً في تاريخهم، ما يستدعي الحد الأقصى من الوعي بما يجري حولهم وفوقهم، لا شك أن أخطاء قاتلة قد حدثت، ولا مجال في اي حال، لا للحديث عن أسبابها ولا عن خلفياتها. تذكروا أن جهة لبنانية أبدت خيبتها (ولكن بلغة ملتبسة) لعدم اغتيال "اسرائيل" للسيد حسن نصرالله ابان حرب 2006. هذه المرة أخذ نتنياهو بـ"نصيحة" الجهة اياها.
كم كنا سذّجاً بوصفنا نتنياهو بـ"دونكيشوت اليهودي" عندما قال لدى اطلاقه العملية العسكرية ضد غزة، بـتغيير الشرق الأوسط ( بمؤازرة الولايات المتحدة). كيف لهذا الرجل أن يفعل ما لم يتمكن الأباطرة وحتى الآلهة من فعله؟ امتطى ظهر جو بابدن ـ البطة العرجاء ـ وها هو يكمل مهمته في تغيير المسار الاستراتيجي والايديولوجي للمنطقة.
كلام هائل داخل الأوساط السياسية والديبلوماسية العربية. مشاركة الثنائي في حكومة نواف سلام هي المجازفة الكبرى، ان لم يكن الانتحار الكبير. مرة واحدة، ليحاول الشيعة الافادة من المآسي التاريخية التي مروا بها. اتركوا الحقائب (هل هي الدجاجات التي تبيض الذهب أم هي الركيزة الدستورية لشرعية الطائفة)؟
ثمة شيعة (الشيعة الأحرار كما يصفون أنفسهم) جاهزون لشغلها ضماناً لميثاقية تفتقد الأساس الفلسفي للميثاقية اذا عدنا الى المادة 95 من الدستور، ولطالما كانت هاجس الرئيس نبيه بري الذي لا شك أنه يدرك حساسية المرحلة وخطورة المرحلة. الجنون الأميركي ـ "الاسرائيلي" في ذروته وضد الثنائي بالذات. في هذه الحال، ما الحكمة في أن يكون في الخطوط الأولى، ما دام المسرح الداخلي، وبالتدخل الخارجي، قد بات جاهزاً للتفجير؟
مكان الشيعة الآن على الأرض، لا في العلالي، ولا بين اصحاب المعالي. الحكومة مصيدة محكمة. ما الغاية من التلميحات الأميركية والتهديدات "الاسرائيلية" (والهجمات السورية عند الحدود) الشديدة الوضوح؟ في نظرنا، المشاركة في الحكومة خطيئة الخطايا، نهاية النهايات.
هذا لا يعني في اي حال، أن طريق ترامب ـ نتنياهو في الشرق الأوسط مفروش بالورود. ثمة مفاجآت وهي تقترب...
يتم قراءة الآن
-
تعثر ولادة الحكومة... «شياطين» اميركية او عناد داخلي؟ سلام يُجهض توافق عون وبري على «الشيعي» الخامس اورتاغوس في بيروت ومواجهات خطيرة على الحدود الشرقية
-
صراع قصر اليمامة والبيت الأبيض؟!
-
لبنان في قبضة «القتل والسرقات»: تصاعد الجرائم وسط غياب أمني مقلق!
-
الشيعة في خطر... لبنان في خطر أيها الرئيس أيّها الشيخ لا تشاركا في الحكومة
الأكثر قراءة
-
الكلام الأميركي تفجيري وغير مسبوق... عون: لا يعنينا الأنظار الى لقاء بري وأورتاغوس... والثنائي يردّ في 23 شباط مُسلحو «هيئة تحرير الشام» قصفوا قرى حدوديّة بالمسيّرات... قتلى وجرحى
-
مورغان وتاغوس: "إتنبهوا منيح"... وردّ حزب الله الأحد 23 شباط
-
سلام أرسل اسماً شيعياً جديداً لبري بعد لقاء بعبدا... ووعده بدرسه التماهي مع "الفيتو" الأميركي "أزمة مفتوحة"... و "الثنائي" يثق بعقلانيّة عون
عاجل 24/7
-
22:52
البنتاغون: الخارجية الأميركية توافق على بيع محتمل لذخائر ومجموعات توجيه لإسرائيل بقيمة 6.75 مليار دولار، وصواريخ هيلفاير بقيمة 660 مليون دولار.
-
22:51
وزير الدفاع الأميركي: القرارات المتعلقة بالشرق الأوسط يتخذها الرئيس ترامب وفق مصالحنا الاستراتيجية في العالم.
-
22:06
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: سنقيم علاقات مع كوريا الشمالية، وكلفت إيلون ماسك بمراجعة إنفاق وزارة الدفاع.
-
21:54
فوز المريميين الشانفيل على NSA بنتيجة 86-68 ضمن المرحلة الأولى من "ديكاتلون" بطولة لبنان لكرة السلة
-
19:38
نواف سلام غادر قصر بعبدا من دون الإدلاء بتصريح
-
19:24
الرئيس جوزاف عون اتصل بالرئيس السوري أحمد الشرع للتهنئة واتفقا على التنسيق لضبط الوضع على الحدود اللبنانية السورية ومنع استهداف المدنيين