اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يَستكمل أهل الجنوب والمقاومة صورة الثبات والصمود والانغماس في الأرض بعودتهم الى ديارهم، بعد حرب شنّها العدو الصهيوني دمّرت كل شيء، إلا إرادتهم وإيمانهم وعزيمتهم وإصرارهم ، على البقاء والاستمرار في نهجهم المقاوِم لكل محتل مهما بلغت التضحيات وكبُرت الأثمان، فإرادة التحدّي تبقى أقوى وتتغذى بالدماء التي سالت وزادت من قدسية هذه الأرض، التي كلما اعتدى عليها "الإسرائيلي" رفعت المقاومة بوجهه لواء الحماية وبعدها لواء البناء لتُؤكد شعارها بالوقائع أنها تحمي وتبني...

بمجرد الإعلان عن وقف إطلاق النار، بدأ حزب الله سريعاً بملف إعادة الإعمار، ففي منطقة جبل عامل الثانية التي تمتد من شمال الليطاني وصولاً للأوَّلي وتتضمّن البقاع الغربي، كان الإعداد لخطة إعادة الإعمار قبل الحرب، تقول مصادر متابعة، بحيث ان هذه الخطة تَستفيد من خطط سابقة. وخلال الحرب قامت اللجنة بمسوحات أولية عن حجم الأضرار، وعند انتهائها تم تعديل الهيكليات بما يتمشى مع حجم الأضرار وتوزُّعها، عندئذ بدأ العمل.

في تلك المنطقة تمت التجهيزات والتحضيرات وتدريب الفرق خلال أيام قليلة، وباشروا المسوحات، فسرعة العمل نتج منها البدء بالتعويض على الناس بعد حوالى أسبوعين، تؤكد المصادر، رغم حجم الدمار الكبير الذي لامس ثلاثة أضعاف مقارنة بعدوان تموز عام 2006.

حجم الدمار الكبير كان يتطلب فريق عمل كبير لتغطيته وزيادة عدد المراكز وتوزيعها، بشكل يُسهِّل على اللجنة والأهالي التعاون من أجل إنجاز هذه المهمة بوقتها المُحدَّد، وفق المصادر، لذا تم إنشاء سبعة مراكز في المنطقة:

1ـ الغازية (منطقة صيدا)

2- تول

3- زوطر

4- مدينة النبطية

5- عربصاليم (إقليم التفاح)

6 -السكسكية (منطقة الزهراني)

7- مشغرة (البقاع الغربي).

هذا التوزيع أدى الى إنجاز 95% من الخطة المُعَدّة للترميم باعتبارها المرحلة الأولى من إعادة الإعمار، وفق المصادر، فهذه المرحلة يُمكن تفنيدها وفق آلية العمل المعتمدة:

1- المسح الأوّلي الذي تمّ الإنتهاء منه من حوالى 25 يوماً.

2-البيوت أو المباني التي يُعتبر ضررها كبير، يتم إعادة الكشف عنها مرة ثانية وغالباً ما تكون لمصلحة المتضررين وتُخفِّف من حالة الإعتراض.

3- فتح باب الإعتراض بحال وجد المُتضرِّر أنه يَستحق تعويضاً أكبر، واللافت أن الإعتراض يتم بعد حصوله على الدفعة الأولى من المبلغ، بعدها تُعيد اللجنة الكشف وإذا وجدت أنه يَستحق يتم إعطاؤه الفرق.

وتقول المصادر ان الإستمارات التي تم تسليمها وأُحيلت للصرف حتى اللحظة، بلغت نسبتها حوالي 90% ، فملف الترميم في منطقة جبل عامل الثانية شارف على الإنتهاء بحدود العشرة أيام، باستثناء ملف الإعتراضات، أما سوق النبطية فبَعد التواصل مع عدة مصادر تبيّن أن إعادة إعماره تُرافقها تعقيدات تحتاج لدراسة مُعمَّقة ، تأخذ بعين الاعتبار حال المستأجرين القدامى والمالكين الجُدد من ناحية، ومن ناحية أخرى المحافظة على أثريته وشكله قدر الإمكان ، خاصة وأن هناك سوقاً شعبياً ومراكز تسوّق جديدة.

اللافت أن حزب الله يَعمل بهذا الملف بعقلية تحفيزية، ويَعتبر نفسه أمام تحدِّي إعادة الناس الى قراهُم وبلداتهم ومنازلهم بأسرع وقت ممكن، رغم عودة الناس من اللحظة الأولى الى بيوتهم المهدَّمة في الجنوب، لكن كما عوّدت المقاومة الناس التي هي منهم وهُم منها تعمل على إعادة البيوت أجمل مما كانت، هكذا تقول التجربة من أوائل التسعينيات الى عدوان تصفية الحساب عام 1993 ، مروراً بعدوان عناقيد الغضب عام 1996 ، وصولاً الى تحرير الجنوب عام 2000 ومؤازرة الأهالي للعودة، وليس آخراً بعدوان تموز عام 2006 كمحطة مهمة لإعادة الإعمار.

من هنا يُمكن اليوم التماس التعاون والثقة التي تراكمت عبر سنوات طويلة بين المقاومة وشعبها، إطمئنان موجود بخلفية إنتمائية تتمتع بها البيئة الحاضنة، التي وجدت نفسها أمام حزب يَفي دائماً بالتزاماته الأخلاقية والإنسانية تجاهها ، ويتعامل معها بمسؤولية ولا يتركها عندما يتخلى العالم عنها...


الأكثر قراءة

محادثات بناءة لعون في الرياض وتحديات امام قمة القاهرة قلق من «فخ» ملف اعادة الاعمار وطريق التعيينات سالكة استنفار سياسي درزي لمواجهة الفتنة والفوضى والتقسيم