قرر لبنان ان يقدم الحل الديبلوماسي في استعادة ما له من ارض محتلة من قبل العدو "الاسرائيلي"، بالابتعاد عن الخيار العسكري المكلف، وهذا ما اعلنه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون امام زواره الذين يلتقيهم في القصر الجمهوري، وهو ما ابلغه ايضا الى العديد من الدول، لا سيما تلك المنضوية في "اللجنة الخماسية" العسكرية لمراقبة تنفيذ وقف اطلاق النار، الذي ابرم بين لبنان والكيان الصهيوني الغاصب في 27 تشرين الثاني الماضي، على ان ينفذ خلال 60 يوما، لكن العدو مدده الى 18 شباط الحالي بموافقة اميركية ولم ينفذه كاملا.
فانسحاب الاحتلال "الاسرائيلي" لم يحصل بالكامل، وابقى العدو على خمسة مواقع داخل لبنان على طول حدوده مع فلسطين المحتلة، تحت ذريعة حماية امن المستوطنات في الشمال، وتأمين عودة سكانها كما وعدهم رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو، وان تكون في اول آذار المقبل، لكن المستوطنين لن يعودوا في غالبيتهم لاسباب امنية واخرى مالية واقتصادية، وبسبب دمار لحق بمنازلهم ومؤسساتهم، اضافة الى اكثر من نصفهم البالغ عددهم 65 الفا قرروا الاقامة في وسط "اسرائيل"، وبرروا ذلك بعودة اهالي جنوب لبنان الى مدنهم وبلداتهم رغم انها مدمرة، وبعضهم تحدى جيش الاحتلال الذي قتل نحو 150 مواطنا مدنيا منذ 27 كانون الثاني الماضي، وهؤلاء يشكلون خزان حزب الله البشري.
فالذريعة التي يعنيها العدو باحتلال للمواقع الخمسة، اسقطها المستوطنون كما قادة عسكريون صهاينة ،بان الحرب المدمرة التي شنها العدو على حزب الله لم تحقق اهدافها، لجهة ألّا تقوم مقاومة ضد العدو "الاسرائيلي" في مرحلة ما، وشاهد المستوطنون كيف عاد الاهالي وهم متمسكون بارضهم والاقامة في منازل مدمرة وبين انقاضها شهداء، اذ ليس من بلدة عند الحافة الامامية التي حصلت فيها المواجهات العسكرية الا وسقط شهداء من ابنائها، بما يعزز المخاوف لدى المستوطنين من ان عودتهم ليست آمنة، مع استمرار الجيش "الاسرائيلي" في احتلاله لاراض لبنانية.
من هنا، لا يبدو ان الوضع في الجنوب خصوصا ولبنان عموما سيستقر امنيا، وتعود المقاومة اذا استمر الاحتلال الذي لن يكون وضعه آمنا، وفق ما تؤكد مصادر في حزب الله الذي سيعطي فرصة للدولة ان تقوم بواجبها الوطني في تحرير الارض، وان المسؤولين اعلنوا انهم سيسلكون طريق مجلس الامن الدولي، ومراجعة الامم المتحدة، والتواصل مع "اللجنة الخماسية" العسكرية التي يترأسها ضابط اميركي. وهذا ما بدأه رئيس الجمهورية الذي ومنذ فجر 18 شباط، لم تتوقف اتصالاته الديبلوماسية من اجل تطبيق كامل لوقف اطلاق النار، وانسحاب كامل للاحتلال "الاسرائيلي".
فبعد ثلاثة ايام على بدء نفاذ وقف النار، بدأ عداد تسجيل الخروقات "الاسرائيلية" يعمل، فلم تتوقف الاعتداءات، ومنها اغتيال يوسف سرور في عيتا الشعب امام منزله ، وهو ابن رئيس بلديتها ، فاحرق العدو سيارته بقصفها بمسيرة ، واصاب زوجته بجروح بالغة، اضافة الى استمرار دخوله الاراضي وتجريفها واقفال طرق، في ظل صمت "اللجنة الخماسية" العسكرية، وامام مرأى الجيش اللبناني والقوات الدولية.
وهذا ما احرج اركان الحكم في لبنان، الذين عقدوا اجتماعا ضم كلا من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، واصدروا بيانا اكدوا فيه على حق لبنان في الدفاع عن نفسه، مع التوجه الى المراجع الدولية المساعدة في تنفيذ القرار 1701.
لكن العدو "الاسرائيلي" اراد من بقاء احتلاله لاراض لبنانية، ان يختبر الحكومة اللبنانية حول قدرتها على نزع سلاح حزب الله في كل لبنان عملا بالقرار 1559 ، واذا لم يتمكن الجيش اللبناني من اجتثاث الوجود المسلح لحزب الله، فان العدو لن يتأخر عن فعل ذلك بقوته العسكرية في اي مكان في لبنان، وهو يستند الى ما ورد في قرار وقف اطلاق النار، كما في الاتفاق الاميركي – "الاسرائيلي" باحقية الجيش "الاسرائيلي" في ان يزيل كل خطر يهدد الدولة العبرية. واعطت واشنطن الحكومة اللبنانية مهلة زمنية تمتد لشهر، حتى ازالة سلاح حزب الله بالكامل من جنوب الليطاني وشماله، وهذا موضوع دقيق وسبّب انقساما داخليا، واعلن الرئيس عون انه لن يلجأ الى القوة، بل الحوار حول سلاح حزب الله.
فحزب الله الذي يحضّر لتشييع امينيه العامين الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين يوم الاحد ، في مأتم سياسي وشعبي لبناني وعربي ودولي، فان امينه العام الشيخ نعيم قاسم سيقول كلمته التي ستتضمن مواقف سياسية ووطنية، لا سيما باستمرار المقاومة او تعليق عملها لمصلحة الدولة ولو لفترة، والتي اكد الرئيس عون انها وحدها من يملك السلاح وقرار الحرب والسلم، وان لبنان اختار السلم بدل الحرب، وان ارضه المحتلة يعيدها بالقرارات الدولية والدعم الأممي للبنان.
انها فترة حرجة على لبنان، الذي تقع على دولته ان ترسم لشعبه مصيره ومستقبله، والجنوب جزء من ارض لبنان الذي عرف حروبا "اسرائيلية" عليه، وداخلية بين اللبنانيين انفسهم، اذ ترسم خرائط للمنطقة وتعد مشاريع للعالم، الذي تتصدر اميركا برئاسة دونالد ترامب اشغال دول فيه بمخططات، ومنها ما طرحه ترامب بشأن غزة ونقل شعبها منها، لاستثمارها عقاريا بمشروع سياحي – ترفيهي باسم "ريفييرا الشرق الاوسط".
فلبنان امام استحقاق مصيري وطني، وهو بين خطابين السلام يعيد الارض المحتلة، وهو شعار مؤتمر مدريد في العام 1951 الارض مقابل السلام ، او المقاومة تستعيدها وفق ميثاق الامم المتحدة.
يتم قراءة الآن
-
هل يقطع ترامب رأس نتنياهو؟
-
«اسرائيل» تقيم منطقة عازلة وواشنطن تضغط «لنزع السلاح» مخاوف أوروبية من «دفتر شروط» اميركي يؤدي لاضطرابات
-
باسيل وحزب الله... تباينات المرحلة لا تلغي ضرورة التقارب
-
الأحد التاريخي: تشييع القادة واستفتاء شعبي على قوة حزب الله الانتخابات البلدية 2025: تحالفات ومفاجآت واستعدادات مكثفة الجيش اللبناني يقود الخطة الأمنية في يوم التشييع
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:44
واس: القادة رحبوا خلال لقاء الرياض بعقد القمة العربية الطارئة المقررة في القاهرة في 4 آذار المقبل
-
23:44
ترامب: لن أذهب إلى موسكو في الـ 9 من أيار القادم
-
23:43
واس: لقاء الرياض عُقد بمشاركة ملك الأردن وأمير قطر ورئيس مصر ورئيس الإمارات وأمير الكويت وولي عهد البحرين
-
23:29
"أوجيرو": قد يواجه بعض المشتركين اضطرابات بسيطة في خدمة الإنترنت في عدد من المناطق اللبنانية وتعمل فرقنا على معالجة المشكلة بالسرعة القصوى
-
23:14
ترامب: بوتين وزيلنسكي بحاجة إلى العمل معا
-
22:56
قيادي في حركة حماس يؤكد تسليم جثمان الرهينة "شيري بيباس" إلى الصليب الأحمر الدولي
