اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يعيش لبنان منازلة كبيرة بين السيادة والتبعية، ويجهد أصحاب التبعية لتأكيد ان ما قبل طوفان الأقصى هو غير ما بعده، وأن نصر العدو نصر لهم، ويزيدون من الانحناء كي يُستكمل ما يرونه هزيمة عسكرية بهزيمة سياسية تريحهم من شبح المقاومة، وقد بالغوا في طلباتهم حتى وصلوا الى فكرة العزل التي طرحها قبلهم أطراف كثيرة بمناسبات متعددة ولم تر النور، استهجن العدو ومعه أسيادهم ارتفاع نسبة خيانتهم.

هم يعتقدون ان خدماتهم لأسيادهم وللعدو تؤمن له حيثيات سياسية وقيادية في البلد، ويمنّون النفس بهزيمة المقاومة وعزلها كي يتمتعون بذهب السلطة.

لا شك انهم لا يقرؤون التاريخ، ولم يمر في قاموس أفكارهم ما يسمى العِبرة من الوقائع التي حدثت منذ فترة، هم لا يتذكرون شاه ايران ولا صدام حسين ولا حسني مبارك ولا الملك فيصل، ولا يريدون ان يفتحوا باب معاقبة الأسياد للأتباع.

يا سادة وانتم لستم بسادة، ويا كرام وانتم لستم بكرام، مصلحتكم في بقاء المقاومة قوية، مصلحتكم في تسهيل أعمال المقاومة كي تبقى مصدر خوف للعدو ولأسيادكم، استمراريتكم مربوطة باستمرارية المقاومة ونهايتكم في ضعفها، فلا تكونوا أغبياء وتحفروا لأجسادكم مقابر نهاياتكم.

لقد بالغتم في شوفة الحال ورأيتم أعناقكم أكبر مما هي بكثير، فأطلقتم عيارات كلامية من الوزن الثقيل، وتصرفتم كأنكم أسيادا وأصحاب قرار، ولم تتعظوا من سوء التقدير وأخطاء الأراء والمواقف، فعشية كل استحقاق كنتم تصابون بنكسة ومع كل نكسة كنتم تزعمون أنكم مصابون بوعكة صحية، فتشربون البندول السائل وتنامون على أمل الشفاء العاجل.

يا سادة تعرفون أخبار الثيران الثلاثة، وقصة نابليون مع الخائن حيث قال: مثل الذي خان وطنه كمثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه، وقصته مع الفلاح الذي بتر يده وقال له: خذ اسمك إليك فلا يشرفني ان احمله على جسدي أيها المحتل الغازي.

يجب ان نعترف جميعا ان لبنان جسد واحد بعدة رؤوس، وحياته بحياتها وان أصاب أحدها ضيم توجّع الجسد كله، وان مات رأس واحد ماتت أعضاء الجسد جميعها، وإن صدف ورقص رأس فان رقصته تكون رقصة الاحتضار التي تسبق الموت. لا ترقصوا رقصة الاحتضار كيلا يموت لبنان.

يا ساده لا تشمتوا بالموجوع، ولا تمارسوا سياسة تقليب المواجع، فأنتم تعلمون ان الموجوع قوي وقادر، لا تقطعوا الشعرة التي تجمع، لا تدعوا التبعية تعمي البصر والبصيرة وتصبحوا كمن ينحرون رقابهم بخناجرهم.

لا تقطعوا شعرة اللقاء لأنها ضمانة البقاء.