اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لم تعد بعد الثامن عشر من شباط الضربات الإسرائيلية والاستهدافات داخل الأراضي اللبنانية خروقات بل أصبحت اعتداءات بكل ما للكلمة من معنى، وبخاصة أنها تمتد على كامل الأراضي اللبنانية من الجنوب الى البقاع وصولاً الى تهديد الضاحية الجنوبية لبيروت من قِبل العدو الإسرائيلي بأنها لن تكون مستثناة من اعتداءاته، فبغض النظر إن كان هذا التهديد هو للضغط على لبنان فقط أم للتنفيذ، فإن الدولة التي أخذت على عاتقها مهمة حماية البلد بالطرق الديبلوماسية لم تطلب اجتماعاً واحداً بلجنة المراقبة على الاتفاق الذي يخرقه الصهاينة ولم تُقدِّم شكوى واحدة الى مجلس الأمن بشأن الاعتداءات الإسرائيلية إن لجهة الاحتلال أو الاستهداف.

لقد تحوّل بقاء الاحتلال الإسرائيلي في النقاط الخمس في الجنوب الى منطقة عازلة، وبذلك تجاوَز ما تم الإعلان عنه في البداية وبضوء أخضر أميركي وفق ما قاله الإسرائيلي بنفسه فيما بعد، وحول ما يتعلّق باستمرارية احتلاله لمساحة جغرافية محدَّدة بحجة أنها تُشكِّل خطراً عليه، وفق المصادر، فما يقوم به العدو على الحدود الجنوبية يمكن وضعه في إطاريْن:

الأول: طمأنة المستوطنين الذين حان موعد عودتهم الى مستوطنات الشمال.

الثاني: الاستباحة، بمعنى أن الأميركي يقول للإسرائيلي: تستطيع فعل ما تريد، أي أن يده مطلقة تماماً في لبنان.

فهو لا ينسِّق مع لجنة المراقبة التي من المفترض أن تنقل ملاحظاته الى الجيش اللبناني، وإنما يتحرّك فوراً ليستهدف أي مكان في لبنان.

لقد أنشأ العدو الإسرائيلي منطقة عازلة مقابل كل مستوطنة تقول المصادر، وهذه المنطقة المحتلة وبشكل بديهي سيَمنع الصهاينة من إعادة الإعمار فيها، كما أنهم سيَضغطون والأميركي من أجل وضع عراقيل بهذا الملف في القرى الحدودية بالتحديد ومحاولة ربطه بشروط سياسية، إلا أن الخيارات هنا محدودة بالنسبة لهم، باعتبار أن أي لعب بهذا الملف سيَرفع أسهم إيران والمقاومة بالإعمار بعيداً عن الدولة اللبنانية، لذا تَعتبر المصادر أن هذا يتناقض مع الاتجاه السياسي المفروض اتباعه في هذه المرحلة.

رغم ما تقوم به "إسرائيل" على الحدود الجنوبية، فإن عودة المستوطنين الى الشمال تُشكِّل نقطة ضعف بالنسبة لها، وفق المصادر، ومع ذلك فإن حسابات الكيان تتركز في هذه المرحلة على نقطتين

الأولى: لن يسمح بإعادة الوضع في مناطق الحافة الأمامية الى ما قبل السابع من أكتوبر، أي يريد إبعاد الخطر عنه، بغض النظر إن كان يستطيع أم لا.

الثانية: لن يَسمح بإعادة بناء قدرات حزب الله من وجهة نظره، لذا يوسِّع نطاق استهدافاته، كما أنه يقوم باستهداف عناصر يعملون بمجال إعادة بناء القدرات وفق ما يَدَّعي، كل ذلك تحت عنوان: ممنوع على حزب الله إعادة بناء قدراته.

أمام كل ما يفعله الإسرائيلي من اعتداءات، تبدو الدولة اللبنانية عاجزة أمام تماديه، باعتبار أنها لا تقوم بأي مبادرة ولا بأي خطوة يمكن أن تحدّ من الاستباحة الإسرائيلية للأراضي اللبنانية بضوء أخضر أميركي وصمت لجنة المراقبة التي لا تحرّكها على ما يبدو الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية...

واقع من الواضح أنه لا يمكن أن يطول، لأنه لا يمكن تقبّله من قِبل أصحاب الأرض، هذا ما سمعه رئيس الحكومة بنفسه خلال زيارته الى الجنوب، ولمس أن هؤلاء الناس لا يقدِّمون تنازلات ولا يَرضخون لضغوطات وخيارهم جاهز ومجرَّب بحال الدولة لم تنتهز فرصتها بتأدية دورها الطبيعي الذي لطالما تمنّوا أن تؤديه لحمايتهم بدل أن يتولّوا هم هذه المهمة بأنفسهم...

الأكثر قراءة

محادثات بناءة لعون في الرياض وتحديات امام قمة القاهرة قلق من «فخ» ملف اعادة الاعمار وطريق التعيينات سالكة استنفار سياسي درزي لمواجهة الفتنة والفوضى والتقسيم