دربي مدريد يستعر والحسم النهائي في ملعب "متروبوليتانو"
أسلحة الظل و"جبن" سيميوني ينقذان ريال من عبث أنشيلوتي

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

لم تتغير أفكار كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد ونظيره دييغو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو مدريد كثيرا في ثالث ديربي يجمع بين قطبي العاصمة الإسبانية.

وحسم الريال الديربي هذه المرة وفاز 2-1 في سانتياغو برنابيو، ضمن ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، لتبقى بطاقة ربع النهائي معلقة حتى موعد الإياب في ملعب واندا ميتروبوليتانو يوم الأربعاء المقبل.

تراجع مربك

ومن دون مفاجآت دفع كارلو أنشيلوتي بالتشكيل الأساسي باستثناء تعديل وحيد بإشراك إبراهيم دياز ليكمل توليفة الوسط بجوار الثنائي الفرنسي كامافينغا وتشواميني لتعويض غياب بيلينغهام للإيقاف وداني سيبايوس للإصابة.

وأشرك أنشيلوتي اللاعب الأوروغواياني فيدريكو فالفيردي منذ البداية في مركز الظهير الأيمن رغم الشكوك بشأن حالته البدنية، حيث أكمل الرباعي الدفاعي بجوار راؤول أسينسيو وروديغر وفيرلان ميندي وخلفهم تيبو كورتوا.

وفي الأمام تواجد الثلاثي رودريغو وفينيسيوس وكيليان مبابي.

ويمكن القول إن الريال تفوق في معركة وسط الميدان في الدقائق الأولى وترجم ذلك رودريغو بمهارة فردية وهدف مذهل.

لكن أنشيلوتي أهدر في الوقت نفسه أفضل سيناريو لم يكن يتخيله لما تقدم بهدف بعد 4 دقائق، إذ تراجع بشكل غير مبرر، وأبعد ثلاثي الهجوم الحاسم (رودريغو، مبابي، فينيسيوس) كثيرا عن مرمى أتلتيكو، حيث لجأ للدفاع ولم يضغط على غريمه في مناطقه بالقوة اللازمة بعد الهدف لإرباكه بصورة أكبر، فمنح خصمه الفرصة للاستحواذ والتقاط الأنفاس حتى تعادل ألفاريز بلمسة خيالية أخرى تثبت دور أصحاب المهارة في مثل هذه المعارك.

ثغرة فادحة

ونتيجة قرار أنشيلوتي لم يظهر مبابي وفينيسيوس بالشكل المطلوب، إضافة إلى تباطؤ كل منهما في الأداء وفقدان الكرة بسهولة أيضا في لقطات عدة على غير العادة.

وكان الفرنسي كامافينغا ثغرة في ريال مدريد إذ قدم أداء دفاعيا سيئا، كما كان يفقد الكرة كثيرا وبسرعة، ولم يقم في المجمل بأي دور بارز في اللقاء وكان نقطة ضعف في توليفة أنشيلوتي فاستبدله بمودريتش في الدقيقة 62 في محاولة لضبط الإيقاع.

من جهة أخرى، ظهرت الإيجابيات في أداء النجم المغربي إبراهيم دياز الذي لعب دورا مهما في دعم زميله فيرلاند ميندي.

وأبطل دياز فخا لطالما نصبه سيميوني لأنشيلوتي في الديربيات الماضية: الضغط على هذه الجبهة التي يشغلها بالتناوب جوليانو سيميوني وخلفه ماركوس يورينتي، وتتغير في الشوط الثاني بتقدم يورينتي للأمام وخلفه البديل الأرجنتيني ناهويل مولينا.

وفي المجمل يمكن القول إن أسلحة الظل والمهارات الفردية كان لها الدور الأبرز في تفوق الريال، حيث ركز أنشيلوتي على استغلال الثنائي فالفيردي ورودريغو في ضرب الجبهة اليسرى لأتلتيكو مدريد التي يشغلها خافي جالان، وسجل منها الريال هدفه الأول مبكرا. وكان رودريغو مزعجا في ظل ارتباك غالان.

أما دياز فقد نثر سحره في لقطة تعبر عن تطور مستواه مؤخرا ولدغ الروخيبلانكوس بقرار التسديد المفاجئ والصعب بهذه الطريقة الرائعة التي لم تكن في حسبان دفاع أتلتيكو والحارس أوبلاك.

جبن سيميوني

احتفظ سيميوني بطريقة اللعب 4-4-2 معتمدا على خط وسط متماسك يضم الثلاثي باريوس ورودريغو دي بول وغريزمان، وأمامهم الثلاثي صامويل لينو يسارا وجوليانو سيميوني يمينا، وخوليان ألفاريز في عمق الهجوم.

يحسب للمدرب الأرجنتيني أن فريقه لم يفقد صلابته الذهنية بعد استقبال هدف مبكر بعد مرور أربع دقائق فقط في الشوط الأول، وهدف آخر بعد مرور 10 دقائق من الشوط الثاني.

نجح دييجو سيميوني في ترتيب أوراق فريقه في الشوط الأول، وخرج بالتعادل، لكن المدرب الأرجنتيني لم ينجح في تكرار السيناريو بالشوط الثاني في ظل تحفظه الشديد الذي وصل إلى درجة "الجبن" الفني حيث غير خطة اللعب إلى 5-4-1 تفاديا لاستقبال هدف ثالث، ومعتمدا على المرتدات واستغلال جبهتي الملعب التي لم تقدم البصمة المطلوبة.

فالثلاثي البديل كونور غالاغر وأنخيل كوريا وألكسندر سورلوث لم ينجحوا في ترك البصمة المطلوبة وكانوا أقل كثيرا من جريزمان ودي بول وباريوس وجوليانو سيميوني سواء على مستوى خلق الفرص أو الاستحواذ أو بناء الهجمات.

أنشيلوتي: نفذنا خطة الديربي في أول فرصة فقط!

الى ذلك، أكد كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، أن فريقه خاض مباراة صعبة أمام أتلتيكو مدريد، مشيرًا إلى أن التأهل لم يحسم قبل مواجهة الإياب الأسبوع المقبل.

وقال أنشيلوتي، خلال تصريحاته لقناة "موفيستار" الإسبانية: "كما هو متوقع، كانت مباراة صعبة. مواجهة أتلتيكو مدريد دائمًا ما تكون كذلك. في الشوط الأول فقدنا الكثير من الكرات بشكل غير ضروري، مما منحهم الفرصة للتسجيل عن طريق جوليان ألفاريز. لكن في الشوط الثاني كنا أفضل ونجحنا في تحقيق التقدم".

وحول خطته للمباراة، أوضح المدرب الإيطالي: "كانت تعتمد على اللعب عبر الأطراف، مع وجود فينيسيوس جونيور ورودريغو. ونجحنا في ذلك خلال أول فرصة، لكننا فقدنا الصبر بعد ذلك".

وأشار أنشيلوتي إلى المجهود الدفاعي الكبير الذي قدمه اللاعبون، قائلا: "عملنا بجد، وتحكمنا في المباراة جيدًا. مارسنا ضغطًا عاليًا، رغم أن الفكرة لم تكن الضغط المستمر، بل الحفاظ على التماسك الدفاعي، وهذا ما نجحنا فيه".

وعن تغييراته خلال المباراة، كشف أنشيلوتي: "لم أفكر في استبدال إبراهيم دياز قبل أن يسجل الهدف الثاني، ولكن كنت أريد استبدال كامافينغا لكننا انتظرنا قليلًا لأنه لم يكن في أفضل حال بسبب بعض الآلام في الظهر. في النهاية، دخل لوكا مودريتش وأضاف لمسته الكلاسيكية".

وبخصوص المواجهة المرتقبة في الإياب، أوضح: "لقد حصلنا على أفضلية صغيرة، لكن الإياب سيكون صعبًا. أتلتيكو مدريد سيضغط أكثر، لكن المباراة ستكون متكافئة. جودة الفريقين عالية، رغم أننا في دور الـ16، لكنها موقعة بمستوى نصف نهائي أو نهائي".

وختم كارلو: "نحن لسنا سعداء بمواجهة أتلتيكو في هذا الدور، ولا هم سعداء باللعب مع ريال مدريد".

دياز يحذر لاعبي الريال بعد الديربي

من جهته، أكد إبراهيم دياز، نجم ريال مدريد، أن الفوز على أتلتيكو مدريد بنتيجة 2-1 يعد خطوة مهمة، لكنه شدد على أن التأهل لا يزال مفتوحًا، مشيرًا إلى ضرورة تقديم أقصى ما لديهم في مباراة الإياب.

وقال دياز في تصريحات لقناة "موفيستار" الإسبانية، عقب المباراة: "اللعب هنا أمر لا يُصدق، دائمًا أقول ذلك، لكن عندما ترتدي هذا القميص، عليك أن تقدم كل شيء. الهدف كان جيدًا، لكن الأمر لم ينتهِ بعد، لا تزال هناك مواجهة الإياب ويجب أن نقاتل بنفس القوة".

وتحدث دياز عن أداء الفريق خلال اللقاء، قائلًا: "كنا متماسكين دائمًا، صحيح أنهم أدركوا التعادل مما أثر علينا قليلاً، لكننا دخلنا الشوط الثاني بشكل قوي. نحن ريال مدريد، ويمكننا تغيير مجريات المباراة في أي لحظة".

وكشف: "كل شيء لا يزال مفتوحًا، صحيح أننا انتصرنا على أرضنا، لكن في الإياب علينا أن نقدم كل شيء، فهذه هي بطولة دوري الأبطال، وأي تفصيلة قد تصنع الفارق".

وختم نجم ريال مدريد حديثه بالتأكيد على دوره في الفريق: "أنا هنا لأساعد الريال، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يجب أن أفعله".

رودريغو: فاجأنا أتلتيكو.. وفالفيردي فهم نيتي

بدوره، أعرب رودريغو غويس، نجم ريال مدريد، عن سعادته الكبيرة بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب في مباراة الديربي ضد أتلتيكو مدريد.

وفي تصريحاته لشبكة "موفيستار" الإسبانية، قال رودريغو: "لا أعرف كم مرة حصلت على هذه الجائزة، لكنني سعيد جدا".

وأكد: "إنها جائزة فردية مهمة، وأنا سعيد من أجلي والفريق. لقد كانت مباراة صعبة، لكن في النهاية حققنا الفوز".

وتحدث عن هدفه الرائع الذي منح التقدم لريال مدريد في الدقائق الأولى فقال: "كانت لقطة جميلة مع فيدي فالفيردي، لقد فهم نيتي بشكل رائع".

وشرح: "راوغت للداخل وسددت بالقدم اليسرى. أطبق ذلك كثيرا في التدريبات".

وعن الأداء الدفاعي الكبير الذي قدمه الفريق اليوم، قال رودريغو: "لقد فاجأنا أتلتيكو قليلا. في العادة نحن من نهاجم أمامهم".

واسترسل: "لكن اليوم استحوذوا على الكرة لفترات أطول. اضطررنا للدفاع كثيرا حتى سجل إبراهيم دياز هدف التقدم".

وبخصوص مباراة الإياب، علق النجم البرازيلي: "ستكون صعبة، لكن إذا لعبنا بتركيز، يمكننا التأهل".

أما عن المكان الذي سيضع فيه جائزة أفضل لاعب في المباراة، فقال مبتسما: "في مكان مميز بالمنزل".

مرتبط بمبابي.. شرط فينيسيوس للبقاء مع ريال مدريد

لن يكون تجديد عقد البرازيلي فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، سهلاً على النادي الملكي.

وتلقى فينيسيوس جونيور عرضاً مغرياً للانتقال إلى الدوري السعودي، ليتعين على ريال مدريد فتح خزائنه لتجديد عقد أحد نجومه الكبار.

ولا يزال يرتبط فينيسيوس بعقد مع ريال مدريد مستمر حتى صيف 2027، وأكد اللاعب في أكثر من مناسبة رغبته في البقاء مع الفريق الملكي لأطول فترة ممكنة.

لكن حسب صحيفة "آس" الإسبانية، فإن ريال مدريد قد يضطر لكسر سلم رواتبه من أجل تمديد عقد فينيسيوس حتى يتجنب رحيله إلى الدوري السعودي.

وأضافت "آس" أن صاحب الـ24 عاماً يتقاضى حالياً راتباً صافياً قدره 15 مليون يورو سنوياً، لكنه يريد 5 ملايين يورو إضافية ليرتفع إلى 20 مليون يورو سنويا.

وإذا تم استيفاء هذا الشرط، سيتفوق اللاعب البرازيلي على زميله الفرنسي كيليان مبابي الذي يتلقى مبلغ 19 مليون يورو صافياً في الموسم، وما يقدر بنحو 40 مليون يورو باحتساب مكافأة التوقيع بعد ضمه مجاناً.

وبهذا، يريد فينيسيوس الحصول أعلى مكانة في النادي الملكي، خاصةً بعدما أظهر أهميته في المواسم الأخيرة، في الوقت الذي انتقل فيه مبابي للنادي مؤخراً دون أن يفوز بأحد الألقاب الكبيرة.

وحسب صحيفة "سبورت" الكاتالونية، فإن حصول فينيسيوس على هذا الراتب من شأنه أن يزعج زميله الإنكليزي الآخر جود بيلينغهام، الذي لا يصل راتبه إلى 10 ملايين يورو.