اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لا تعكس اجواء الهدوء المهيمنة على البلاد ظاهريا، على احوال السياسة وواقع الحال الذي يخيم على البلاد، في ضوء مجموعة الازمات والملفات التي تنتظر اقلاع ورشة العمل الحكومية، للشروع في تنفيذ مضمون البيان الوزاري.

فالملفات الداخلية المطروحة، لم تحجب الاهتمام عما يدور في الاقليم وانعكاساته على الساحة اللبنانية، كمتأثر اول بالتطورات على الساحتين السورية والفلسطينية تحديدا، والتي باتت تفرض ايقاعها على العمل الحكومي، خصوصا بعد نتائج القمة العربية في الرياض، ورد البيت الابيض على ما صدر عنها من مقررات، ما يلزم الحكومة اللبنانية باتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية لبنان وتحصينه، وفي مقدمة هذه الاجراءات التعيينات الامنية والعسكرية، حيث تميل الامور نحو تمريرها على دفعتين، تتضمن الاولى منها قائد الجيش ومدير عام الامن العام، في حال نجحت اتصالات الساعات الاخيرة في انجاز الاتفاقات المطلوبة، تزامنا مع تأكيد وزير المال على ان تعيينات البنك المركزي ستبصر النور قبل نهاية شهر آذار.

وسط هذا المشهد، تكشف مصادر درزية ان مناسبة السادس عشر من آذار ستكون استثنائية هذه السنة لجهة رسائلها السياسية، اذ علم ان وليد "بيك" يسعى لمشاركة وفد من دروز السويداء في الذكرى، لاظهار حجمه على الساحة الدرزية، واضفاء الشرعية على مواقفه فيما خص الوضع السوري، وكلام لجهة الخطاب الذي سيخرج به والذي يتضمن مواقف واضحة و "نوعية" ، تتناول التحديات المستجدة بفعل التحولات الكبيرة، خصوصا تلك المرتبطة بمحاولات العدو "الاسرائيلي".

واشارت المصادر الى ان "بيك" المختارة لا ينفي تشاؤمه وخوفه على التسوية التي انجزت في لبنان، نتيجة المواقف الاميركية المنحازة "لاسرائيل"، وبسبب التعامل "الفج" من قبل الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع "معارضيه" في السياسة، متخوفا من استنساخ التجربة الاوكرانية مع عدد من القيادات العربية، اذ يبدو انه مصر على تطبيق خياراته في المنطقة.

ورأت المصادر ان مواقف الشيخ طريف ليست بمستغربة، فهو يحمل الجنسية "الاسرائيلية"، ويعمل على توسيع قاعدته الشعبية، وقد نجح بالتعاون مع بعض الضباط الدروز في الجيش "الاسرائيلي" في اقناع حكومة بنيامين نتانياهو بالتدخل لصالح الدروز في جرمانا، علما ان دخوله الساحة السورية ليس بجديد، فهو عمل منذ سنوات على ارسال المساعدات العينية والمادية الى ابناء طائفته في سوريا.

وفي هذا الاطار، ابدت المصادر تفهمها لما يصدر من مواقف عن بعض "القيادات الدرزية"، وتحديدا الوزير السابق وئام وهاب، والتي تأتي في سياق لتموضعه الجديد منذ انطلاق حرب الاسناد، وصولا الى انهيار النظام السوري، خصوصا ان الاخير كان سبق واعلن عن نقله رسائل غير مباشرة وعروض بين "تل ابيب" ودمشق.

وطمأنت المصادر الى انه رغم وجود بعض المخاوف الناتجة عن دخول "طابور خامس" على خط الاختلافات الموجودة داخل الطائفة، الا ان الاكيد ان حكمة الدروز التاريخية قادرة على احباط أي مخطط فتنوي، يهدف الى تشتيتهم وعزلهم عن محيطهم العربي، واستخدامهم بوابة لتفتيت سوريا ولبنان.

وفي هذا الاطار، غمزت المصادر من قناة بعض اجهزة الاستخبارات ، التي قد تكون تعمل ضد توجهات وليد جنبلاط وتقف خلف الحملة التي يتعرض لها، على خلفية المواقف التي اتخذها في الفترة الاخيرة، والتي جاءت معارضة لتوجهات دولية، كان سبق وحذر منها.

وختمت المصادر بان اعادة احياء مشاريع الدولة الدرزية وحلف الاقليات في المنطقة، انما هي وهم دفعت الطائفة ثمنه غاليا في الماضي، وبالتالي فان الدروز هم مكون اساسي في الدول التي ينتمون اليها، وجزء من النسيج الاجتماعي لهذه الدول، مؤكدة ان الاتصالات الجارية مع القيادة السورية والرئيس احمد الشرع قادرة على ايجاد الحلول المناسبة.

الأكثر قراءة

كوريا الشمالية: على أميركا التخلي عن تهديداتها العسكرية إذا كان لديها مخاوف بشأن سلامة أراضيها