يكثر الكلام على الطفولة، والأم الشابة، مع طفلها الاول، تجد نفسها بحاجة الى شعور بثقة النفس والى قراءة الكتب حول تربية الطفل ورعايته الجسدية والنفسية. لكن الام التي مر على زواجها عشر سنوات، وانجبت خلالها اربعة او خمسة اولاد، فاننا نجد انه اصبح لديها مفاهيم خاصة وفريدة حول الطفولة، فهي مع أطفالها الخمسة لا تستطيع ان تطبق معظم القواعد والمفاهيم التي قرأتها عن تربية الاطفال، بل تجد نفسها حائرة بين تعدد الطباع وتفاوت الذكاء بين كل فرد من أولادها. ففي أسرتها الصغيرة، ثمة طفل هادىء ورصين، وثمة ابنة عنيدة شرسة... هنا لا بد لها من ان تفكر بعامل الوراثة، وبعوامل كثيرة اجتمعت للتأثير في تكوين طباع طفلها. فهي تردد باستمرار: "ولدي ما يزال ذلك الطفل الحيوي الذي لا يعرف الهدوء والاستقرار... الآخرون كل الآخرين يوجهون سهامهم نحو الأم في حال وجود أي خلل في نمو أو سلوك طفلها، هل هي المسؤولة حقاً عن تصرفات ولدها تجاه المجتمع والعائلة؟ هل عليها ان تقرأ الكتب لكي تطبق آراء علماء النفس والتربية حول تربية الأولاد؟
من هي الأم الصالحة والأم الانانية؟ ولكن السؤال الاكثر أهمية هنا: من هو طفلك، وكيف ينظر الابناء الى والديهم؟
اسئلة كثيرة وشاملة تجدها الام في هذا المقال طفلة بحاجة الى الحنان والتعبير عن افكارها ورغباتها.
كيف ينظر الابناء الى والديهم؟ وما هي صورة الأم والأب المثالية؟
ابحاث كثيرة اجريتها كصحافية وكاتبة واختصاصية في علم النفس والتربية: ماري الاشقر ـ ابحاث على عدة اطفال واولاد صغار وشبان فوجدت ان اختيار الفتاة الصغيرة والصبي لصورة والديهما المثالية لا تتطابق مع صورة الشبان والأولاد الكبار، فلدى الصغار رؤية رومنطيقية وخيالية عن الأهل، وبخاصة عن والدهم، اما الكبار الذين يرون الاشياء بوضوح وواقعية فيحاكمون الاشياء بوضوح وواقعية لأتفه الاسباب. ان صورة الاب المثالية لم تعد مجرد صورة جميلة لاي وسيم، بل شخصية تجمل الطفولة، تعلمها وتحميها، غير ان اكتشاف الطفولة ونظرتها الى الاهل يجب ان تنطلق من الواقع القريب جداً. فمجتمع الاهل في عصر السابق يختلف عنه في عصرنا. والمرأة التي كانت تعمل خارج البيت في العصر السابق ليست هي الام والمرأة المثالية.
المرأة المثالية كانت تبقى في بيتها وتهتم فقط بشؤون زوجها واطفالها، لكن الطفل لا يريد ان يأكل ويشرب ويذهب الى المدرسة، يريد ان يرى والدته جميلة تعتني بنفسها. ان هذه الصورة لا تنطبق الا على المرأة اليوم، ان تكون رياضية وحيوية فرحة وسعيدة بحياتها. وغالبا ما ينتقدها الولد اذا وجدها منطوية على نفسها، تقضي معظم اوقاتها في المطبخ، كذلك لا يريدها ان تصبح امرأة، لعبة لا تهتم الا بجمالها، انه يحبها طبيعية، ترتدي الثياب البسيطة، وتركض معه في الغابة، وتشاركه قراءاته والعابه الرياضية. في المقابل، يريد ان يساعدها في الاعمال المنزلية ويرتاح لمشاركة والده ووالدته في بعض الاعباء المنزلية ويعاملها برقة وحنان عندما تكون تعبة او مريضة. أحد الاولاد يقول لرفيقه: "والدي يهتم بي وبإخوتي عندما تكون والدتي خارج البيت، كما انه يسمح لوالدتي بالخروج وزيارة صديقاتها"... الطفل، عادة يرى العالم من خلال والديه، فلا مجال للضحك عليه او التظاهر بالوفاق والصبر والشجاعة. انه يلاحظ أدق الاشياء والتصرفات، فهو سعيد بين والديه المتحدين وحزين في عائلة مفككة يكثر فيها الشجار والصراخ ومظاهر العنف. المهم ان يرى الطفل الكبير والدته ووالده على حقيقتهما مع حسناتهما وسيئاتهما مع مشاكلهما المادية والاجتماعية وليس المهم ان تبوح الام لابنتها بكل مشاكلها وان تقرأ لها الكتب المسلية والمفيدة، بل ان تحاول ان تكون سعيدة ومنفتحة على الحياة اليومية.
كذلك بالنسبة الى الاب. فليس لامهم هنا ان يتظاهر بالشجاعة والارادة، بل ان يعيش هذه الصفات امام ولده ويجابه المصاعب اليومية ويكون سعيدا في انتصاراته.
واهمية وجود الفرح في العائلة لانه خبزها اليومي. قال هوفمان عام 1963: المرأة التي يعاملها زوجها بطريقة ديكتاتورية، تعامل اولادها بالطريقة نفسها التي يعاملها بها زوجها، اي انها تمارس ديكتاتورية الدم. وثمة نقطة هامة تتعلق بالزوجين المتحدين كثيرا الى حد انهما يفصلان حياتهما، اهتماماتهما واسرارهما عن اولادهما الذين يشعرون بالكبت والحرمان. لكن عندما يكبر الاولاد ويصبحون في عمر المراهقة، سوف يوجهون سهامهم الحادة نحو ابائهم لكي يعبروا عن كبتهم الماضي واثبات وجودهم في الحاضر.
المال، الهدايا، الراحة المادية، امور لا تكفي لاسعاد الطفولة، فهي بحاجة اكثر الى انتباه الوالد واهتمام الوالدة واجابتهما عن الاسئلة التي تطرح حول الحياة اليومية والاشياء التي تراها في طريقها الى المدرسة والقصص التي تراها دائما ولا تجد تفسيرا على الام تفسيرها للطفل وابحاث عدة اجريتها على مجموعة من الاطفال تبين ان اهتمام الام باطفالها لا يمنعها من العمل خارج البيت. فهي تتصرف بطريقة متزنة وبعيدة عن الانفعالات العصبية وبالمقابل فان الطفل يسعد بعودة الام من العمل سعيدة ومرتاحة الاعصاب. يشار في هذا المجال ان الام تبالغ كثيرا في رعاية ولدها الوحيد، فيصبح عندئذ انانيا لا يعرف بالتحديد ماذا يريد، كما انه لا يترك لوالدته حرية التحرك والبحث عن نفسها في عائلتها ومجتمعها.
يتم قراءة الآن
-
انجاز التعيينات الامنية الخميس... «تسوية» شقير وعبدالله أنقذتها؟ بري للخماسية: «وطني معاقب» واوتاغوس: مفاوضات الحدود قريبا الحجار يكسر الجمود... والبيطار على مشارف قرارات حاسمة!
-
أيّها الشرع زامير في دمشق
-
قلق من تداعيات مجازر الساحل... وردود فعل رسميّة خجولة؟ بلاسخارت تنقل أجواء سلبيّة من «اسرائيل»... متري: لا نزع للسلاح بالقوة إنجاز أمني للجيش شمالاً... وتحقيقات المرفأ تنطلق من جديد
-
قراءة في المتاهة الإيرانيّة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:01
قيادة الجيش: ما بين الساعة 12.00 والساعة 14.00، ستقوم وحدة من الجيش بتفجير ذخائر غير منفجرة من مخلفات العدوان الإسرائيلي في بلدة كفرملكي - صيدا
-
11:48
القناة 13 الإسرائيلية: نتنياهو طرق على المنصة في المحكمة وقال لدي الحق في الحصول على بضع دقائق للدفاع عن نفسي
-
11:46
القناة 13 الإسرائيلية: نتنياهو فقد أعصابه في المحكمة وصرخ في وجه القضاة وقال لقد جعلوا حياتي بائسة
-
11:39
بدء جلسة لجنة المال والموازنة برئاسة كنعان وحضور وزير المال ياسين جاير لبحث واقرار ٣ بنود تتعلّق بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية
-
10:45
رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إرنستو راميريز ريغو دعا خلال لقائه رئيس الجمهورية إلى ضرورة وضع خطة إصلاحية مالية موحدة تساعد لبنان على الخروج من أزماته والرئيس عون شدد بدوره على التزام لبنان بالمضي في تنفيذ الإصلاحات
-
10:44
الجيش اللبناني: ما بين الساعة 10.30 والساعة 16.00، ستقوم وحدة من الجيش بتفجير ذخائر غير منفجرة في جرد بلدة قوسايا - زحلة.
