اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تعتبر إنفلونزا المعدة، أو ما يُعرف طبياً بالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، من الأمراض الشائعة التي تصيب الملايين حول العالم سنويًا، خصوصًا في فصلي الخريف والشتاء. ورغم شيوع هذه الحالة واعتبارها غالبًا مرضًا بسيطًا وعابرًا، إلا أن هناك أضرارًا وتداعيات صحية قد تكون خطيرة، خاصة إذا لم تُعالج بشكل صحيح، أو إذا أصابت الفئات الضعيفة مثل الأطفال، وكبار السن، ومرضى نقص المناعة.

تنجم إنفلونزا المعدة عادة عن فيروسات مثل النوروفيروس والروتا، وتنتقل هذه الفيروسات بسهولة عبر الطعام أو المياه الملوثة أو من خلال ملامسة الأسطح غير النظيفة. تبدأ الأعراض عادة بعد يوم إلى يومين من العدوى، وتشمل الإسهال الحاد، والغثيان، والتقيؤ، وتقلصات البطن، مع ارتفاع طفيف أو متوسط في درجة الحرارة. ويكمن الخطر الأكبر في المضاعفات الناتجة عن فقدان الجسم لكمية كبيرة من السوائل والأملاح، وهو ما قد يؤدي إلى الجفاف الحاد.

الجفاف هو أحد أخطر تداعيات إنفلونزا المعدة، إذ يؤدي إلى اضطراب في توازن الإلكتروليتات داخل الجسم، مما قد يتسبب في هبوط ضغط الدم، تسارع ضربات القلب، الدوخة، بل وفي بعض الحالات الشديدة، إلى فقدان الوعي أو حتى فشل كلوي مؤقت. الأطفال والرضع هم الأكثر عرضة لمخاطر الجفاف السريع بسبب صغر حجم أجسامهم وارتفاع معدل فقدان السوائل، ولهذا من الضروري مراقبتهم عن كثب في حال إصابتهم بإنفلونزا المعدة.

إلى جانب الجفاف، قد تؤدي إنفلونزا المعدة إلى مضاعفات أخرى مثل سوء الامتصاص المؤقت في الأمعاء، مما يحرم الجسم من الاستفادة الكاملة من العناصر الغذائية. كما أن استمرار الإسهال لفترات طويلة قد يتسبب  بتهيّج بطانة الأمعاء، وزيادة فرص الإصابة بالتهابات بكتيرية أو فطرية لاحقة نتيجة ضعف الجهاز المناعي المحلي في الأمعاء.

من الناحية الاجتماعية والاقتصادية، تُعد إنفلونزا المعدة من الأسباب الشائعة للتغيب عن العمل والدراسة، خاصة في حالات التفشي الواسعة مثل تلك التي تحدث في المدارس أو دور الرعاية أو بيئات العمل المغلقة. كما أنها قد تفرض عبئًا إضافيًا على أنظمة الرعاية الصحية في الدول، بسبب الحاجة إلى العلاج أو دخول المستشفيات في الحالات المتقدمة.

للوقاية من إنفلونزا المعدة، ينصح الأطباء باتباع قواعد النظافة الشخصية الصارمة، مثل غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل تناول الطعام. كما ينبغي الحرص على غسل الفواكه والخضراوات جيدًا، وتجنب استهلاك الأطعمة والمشروبات الملوثة أو غير المطهية بشكل كامل. في بعض الحالات، مثل فيروسات الروتا عند الأطفال، يُوصى بالتطعيم كوسيلة فعالة للوقاية.

في الختام، ورغم أن إنفلونزا المعدة تُعد في الغالب حالة ذاتية الشفاء وتختفي الأعراض في غضون أيام، إلا أن تجاهلها قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطرة، خاصة في حال إهمال تعويض السوائل والأملاح المفقودة. لذا من الضروري الانتباه للأعراض، واستشارة الطبيب عند ملاحظة علامات الجفاف أو استمرار الإسهال والتقيؤ لفترات طويلة، لتجنب الوصول إلى مرحلة الخطر. 

الأكثر قراءة

نتنياهو يهدّد وأورتاغوس تساوم... لبنان يردّ بالتفاهمات والترقب انتكاسة لمخزومي في بيروت: طموح السراي يصطدم بضعف التمثيل السني «بلديات المتن»: نيكول الجميّل تتحدى ميرنا المرّ في معركة الاتحاد