اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


نحن امة واقفة بين الموت والحياة ومصيرها متعلق بالخطة التي نرسمها لأنفسنا والاتجاه الذي نعينه.... فالتاريخ لا يسجل الأماني والنيات بل الأفعال والوقائع.

تصاب بنوبة جنون وانت تقرأ كتاب المحاضرات العشر لأنطون سعادة، فتضرب أخماسك بأسداسك وتصرخ، هل كان الحضور يستوعب ما يقوله هذا الرجل الواقف حياته على أمته في زمن الخسارات الكبيرة؟ هل أدرك بعض من حضر قصد سعاد من قوله نحن أمة واقفة بين الموت والحياة ؟ هل استطاع أحدهم ان يقرأ ما رآه أنطون سعاده بعد نكبة الحزب ونكبة الأمة؟ وما أشبه نكبة الحزب بنكبة الأمة!

كم كنا أغبياء! لأننا لم نسأل ولو لمرة واحدة ماذا حدث للأمة، التي كانت بين الموت والحياة؟

هل ماتت؟ هل ما زالت حية؟ هل ما زالت واقفة بين الموت والحياة؟ وما الذي فعلناه من أجلها؟

ان الاخطار المهددة للأمة من الجهات الست، تحرمنا من متعة طرح الأسئلة والتساؤلات عن المرحلة الماضية، وتفرض علينا الدخول في معاينة الواقع الحالي، والدخول في مشروع الإنقاذ.

بعد مرور ثلاثة أرباع القرن ، وبعد حدوث ما يشبه الاعاصير المتتالية، وبعد النكسات والانتكاسات لم تنته صلاحية الأسئلة، ولم تنته صلاحية الأجوبة.

يردد القوميون الاجتماعيون في كل مجالسهم : نحن امة واقفة بين الموت والحياة، فهم يشعرون أكثر من أي وقت مضى ان التنين يضغط على رقبة الأمة بغاية خنقها، وهم ينظرون بمسؤولية الى: ومصيرها متعلق بالخطة التي نرسمها لأنفسنا والاتجاه الذي نعينه.

ما زالت الامة واقفة بين الحياة والموت، وهي تنتظر منكم الخطة التي ترسمونها لأنفسكم والاتجاه الذي تعينونه لتحديد مصيرها.

إن كانت القيادات التي تعاقبت على قيادة الحزب بعد استشهاد الزعيم، أهملت العمل على انجاز الخطة التي تحدث عنها، فإنكم مطالبون اليوم بإنجازها، لأنها الخطة الوحيدة المعاكسة لخطة العدو والكفيلة بالنهوض بالأمة.

تدركون بوعيكم واحاسيسكم خطورة ما تتعرض له الأمة وعظمة ما تنتظره منكم، وتعلمون ان أولى مهماتكم هي انجاز وحدتكم المرتكزة على دستور حزبكم، والقائمة على قوى الصلاح وليس على قوى الفساد التي انهكت النهضة.

أمتكم تنتظر منكم أفعالا ووقائع، ولا تنتظر منكم كلاما وأقوالا، فكما سجلتم في الماضي مواقف البطولة المؤيدة بصحة العقيدة، ينتظركم التاريخ لتسجلوا الأفعال والوقائع التي تواجه الاخطار وتنتصر عليها ويسجلها التاريخ.

لقد اخترتم طريق الحياة، لأنكم الأحياء وطالبو الحياة، ولأنكم أقسمتم على ان يكون سعاده قائدكم وقدوة لكم. فلا تستوحشوا طول الطريق ولا تخافوا كثرة العثرات، ولا ترضوا بأقل من وحدتكم، كي تلاقوا اعظم نصر لأعظم صبر في التاريخ.

آمنتم أن طريقكم طويلة لأنها طريق الحياة، إنها الطريق التي لا يثبت عليها الا الأحياء وطالبو الحياة، فلا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل.

الأكثر قراءة

اقبال متوسط وإشكالات أمنية في انتخابات الشمال عون في الكويت: نحن بحاجة لاستثمارات لا لهبات ترامب الى السعودية... سفير اميركا في «اسرائيل»: الرئيس لن يعترف بدولة فلسطينية