اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


​يُعَدُّ ضيقُ التنفُّسِ عرضًا شائعًا يرتبطُ بالعديدِ من الحالاتِ الصحّية، خاصّةً تلك المتعلّقةِ بالجهازين التنفّسيّ والقلبيّ. يحدثُ هذا الشعورُ عندما يواجهُ الجسمُ صعوبةً في الحصولِ على كميّةٍ كافيةٍ من الأوكسجين، ممّا يؤدّي إلى إحساسٍ بعدمِ الراحةِ وضيقٍ في الصّدر.​

تتضمّنُ بعضُ الحالاتِ مثلَ الرّبو، حيثُ يؤدّي إلى التهابٍ وتضيّقٍ في الممرّاتِ الهوائيّةِ وزيادةِ إنتاجِ المخاط، ممّا يُسبّبُ صعوبةً في التنفّسِ وأعراضًا مثلَ الصّفيرِ والسّعال. كذلكَ، يُعتبَرُ داءُ الانسدادِ الرئويّ المزمنِ من الأسبابِ الشّائعةِ، حيثُ يتسبّبُ بتقليلِ تدفّقِ الهواءِ من الرّئتين، ويُصاحَبُ بأعراضٍ مثلَ السّعالِ المزمنِ والصّفير. بالإضافةِ إلى ذلكَ، يمكنُ أن يؤدّي الالتهابُ الرئويُّ إلى التهابِ الأكياسِ الهوائيّةِ وامتلائها بالسوائل، ممّا يعيقُ عمليّةَ التنفّسِ ويسبّبُ ألمًا في الصّدرِ وارتفاعًا في درجةِ الحرارة.​

قد يكونُ قصورُ القلبِ الاحتقانيُّ مسؤولًا عن ضيقِ التنفّس، حيثُ يعجزُ القلبُ عن ضخِّ الدّمِ بكفاءةٍ، ممّا يؤدّي إلى تراكمِ السوائلِ في الرّئتينِ والشّعورِ بضيقٍ في التنفّس. كما يمكنُ أن تسبّبَ اضطراباتُ نظمِ القلبِ وعدمُ انتظامِ ضرباتهِ صعوبةً في التنفّسِ نتيجةَ تأثيرِها في كفاءةِ ضخِّ الدّم. بالإضافةِ إلى ذلكَ، يُعتبَرُ مرضُ الشّريانِ التّاجيِّ من الأسبابِ المحتملةِ، حيثُ يؤدّي تضيّقُ الشّرايينِ التي تزوّدُ القلبَ بالدّمِ إلى تقليلِ تدفّقِ الدّمِ إلى عضلةِ القلب، ممّا قد يُسبّبُ ضيقًا في التنفّسِ وألمًا في الصّدر.​

هذا وهناكَ عواملُ أخرى تساهمُ في حدوثِ ضيقِ التنفّس، مثلَ فقرِ الدّمِ (الأنيميا)، حيثُ يؤدّي نقصُ خلايا الدّمِ الحمراءِ إلى تقليلِ نقلِ الأوكسجينِ إلى الأنسجةِ، ممّا يسبّبُ الشّعورَ بالتّعبِ وضيقِ التنفّس. بالإضافةِ إلى ذلكَ، قد تؤدّي السّمنةُ إلى زيادةِ العبءِ على الرّئتينِ والقلب، ممّا يسبّبُ صعوبةً في التنفّس. كما يمكنُ أن يتسبّبَ التوتّرُ والقلقُ في تسريعِ وتيرةِ التنفّسِ، ممّا يخلقُ شعورًا بضيقِ التنفّس. في بعضِ الحالاتِ، قد يكونُ ضيقُ التنفّسِ ناتجًا عن حالاتٍ طارئةٍ مثلَ الانسدادِ الرئويِّ، حيثُ يحدثُ انسدادٌ في الشّرايينِ المؤدّيةِ إلى الرّئتينِ نتيجةَ جلطةٍ دمويّةٍ، ويُعتبَرُ من الحالاتِ الخطرةِ التي تتطلّبُ عنايةً طبيّةً فوريّةً.​

كما يمكنُ أن يؤثّرَ ضيقُ التنفّسِ بشكلٍ كبيرٍ في جودةِ الحياةِ اليوميّةِ للفرد، حيثُ قد يحدُّ من القدرةِ على ممارسةِ الأنشطةِ البدنيّةِ والمهامِّ اليوميّةِ البسيطةِ. قد يؤدّي ذلكَ إلى شعورٍ بالإحباطِ والقلقِ، خاصّةً إذا كانَ ضيقُ التنفّسِ متكرّرًا أو مستمرًّا. بالإضافةِ إلى ذلكَ، قد يؤثّرُ في القدرةِ على النّومِ بشكلٍ مريحٍ، ممّا يسبّبُ تعبًا وإرهاقًا مستمرًّا.​

​نظرًا لتعدّد الأسباب المحتملة لضيق التنفّس، يُنصَح الأفراد الذين يعانون من هذا العَرَض المستمر أو المتكرّر بمراجعة الطبيب لتحديد السبب الدقيق ووضع خطة علاجية مناسبة. يتضمّن التشخيص عادةً مجموعة من الفحوصات، مثل اختبارات وظائف الرئة التي تقيّم كفاءة عمل الرئتين من خلال قياس حجم الهواء الداخل والخارج وسرعة التنفّس. بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم تخطيط كهربية القلب (ECG) لتقييم النشاط الكهربائي للقلب والكشف عن أي اضطرابات في نظم القلب. قد تُجرى أيضًا صور الأشعة السينية على الصدر لتحديد مشكلات مثل تضخم القلب أو وجود سوائل في الرئتين.

للتقليل من مخاطر ضيق التنفّس، يُنصَح باتباع نمط حياة صحي يشمل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث تُسهم في تحسين كفاءة الجهازين التنفسي والقلبي. يجب استشارة الطبيب لتحديد التمارين المناسبة لكل فرد. كما يُفضَّل الحفاظ على نظام غذائي متوازن للحفاظ على وزن صحي، والإقلاع عن التدخين وتجنّب التعرّض للملوّثات البيئية التي قد تؤثر سلبًا في صحة الرئتين.​

 

الأكثر قراءة

الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرنسيس