اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

«ديبلوماسيّة الشكل وصرامة المضمون»... الموفدة الأميركيّة: طبّقوا المطلوب وإلاّ لن نتدخل

لبنان يردّ: فلتنسحب «إسرائيل... و<حلّوها» مع إيران أولاً!!

فيما كانت انظار اللبنانيين تتجه الى زيارة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس الى بيروت، وما قد تكون تحمله في جعبتها من رسائل وتهديدات، اعتاد عليها لبنان في زمن ترامب الرئاسي، اتت زيارة اورتاغوس مفاجئة لبعض المسؤولين حتى قبل المتابعين للسياسة اللبنانية، بعدما تبين ان كل ما كان يروّجه البعض قبيل الزيارة لا يعكس حقيقة مضمونها.

فالمعلومات من مصادر متابعة لجو اللقاءات كشفت ان اورتاغوس لم تأت الى بيروت هذه المرة بغية التهديد والوعيد، ولو ان عنوان لقاءاتها مع المعنيين اتسم بـ «ديبلوماسية في الشكل وصرامة في المضمون». وتشير المصادر الى ان صراحة اورتاغوس التي وصفها كثر في زياراتها السابقة بالوقاحة، تحولت الى ديبلوماسية تعمّدت الولايات المتحدة الارتكاز اليها وسط التصعيد «الاسرائيلي» المتواصل.

ففي مختلف اجتماعاتها الرسمية، سواء في قصر بعبدا او السراي او حتى عين التينة، تشرح المصادر المتابعة ان لا تهديد وجه الى لبنان ، لكن الرسائل كانت حازمة، كما ان رسائل لبنان بالمقابل اتت ايضا واضحة وواحدة في المقرات الثلاثة.

ففي بعبدا ، حيث كان لقاء الساعة والعشرين دقيقة ، شددت اورتاغوس على وجوب تطبيق الـ 1701 كاملا، تماما كما اتى في الاضافات التي شملته في اتفاق 27 تشرين الثاني، وعلى وجوب ان تكون عملية انتشار الجيش اسرع مما يحصل راهنا. فكان جواب الرئيس عون ان المناطق التي تصبح خالية من اي وجود للاحتلال ينتشر فيها الجيش، وهو يقوم بوجباته كاملة وعازم على بسط سلطته على كامل الاراضي اللبنانية، لكن على «اسرائيل» ان تنسحب من الاراضي التي احتلتها خلال الحرب الاخيرة، كي يتمكن الجيش من استكمال انتشاره.

وعليه، طالب الرئيس عون بانسحاب «اسرائيل» وتطبيق القرار كاملا، وبدء ترسيم النقاط 13 العالقة. واكد عون للموفدة الاميركية ان لا مشكلة في لجان تقنية عسكرية، لكن لا يمكن للبنان ان يقبل بلجان تضم ديبلوماسيين.

وتكشف المعلومات ايضا ان لقاء بعبدا سواء الموسع او الخلوة التي جمعت عون مع اورتاغوس، تطرق الى الحدود السورية - اللبنانية من باب سؤال توجهت به اورتاغوس حول نتائج اجتماع الرياض، حيث كان اتفاق على وجوب استمرار التنسيق والاتصالات بين الجانبين اللبناني والسوري.

وعما كان يحكى حول جدولة نزع سلاح حزب الله، واذا كانت اورتاغوس قد حددت للبنان مهلة معينة لنزع سلاح حزب الله، ردت المصادر بشكل جازم بالقول:»قطعا فهي لم تأت على ذكر اية مهلة».

كما في بعبدا، هكذا كان الوضع في عين التينة، حيث كان لقاء مطول استمر لأكثر من ساعة وثلث الساعة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، تعمد خلاله رئيس البرلمان تقديم قائمة تتضمن 18 قانوناً إصلاحياً أنجزها المجلس النيابي، الذي لا يزال ينتظر مشاريع قوانين إصلاحية أخرى، من ضمنها إعادة هيكلة المصارف والسرية المصرفية والإصلاح الإداري ولا سيما مجلس الإنماء والإعمار. وفيما وصفت اوساط مطلعة على جو الاجتماع بان اللقاء كان ايجابيا، اشارت الى ان موقف لبنان الرسمي نقله ايضا بري لاورتاغوس برفض اي لجان تتضمن ديبلوماسيين او سياسيين.

اما في السراي، فهنا كان الطبق الاساس وهو الاصلاحات والاجراءات التي تتخذها حكومة نواف سلام في هذا الاطار، اذ كشفت مصادر مطلعة على جو اللقاء، بان الموفدة الاميركية لم تحمل معها اي تهديد للبنان، كما ان سلام لم يسمع منها اي حديث عن مهلة معطاة للبنان لنزع سلاح حزب الله.

وفيما وصفت المصادر اللهجة التي خاطبت بها اورتاغوس المسؤولين بالاهدأ ديبلوماسيا من السابق، اشارت الى انها اعربت لسلام عن ترحيب بلادها بما تنجزه الحكومة على خط الاصلاح، لا سيما رفع السرية المصرفية واعادة هيكلة المصارف، كما اعتبرت ان اقرار آلية التعيينات يشكل تطورا مهما على طريق اصلاح مؤسسات الدولة كما المؤسسات العامة.

وبحسب ما نقلت المصادر، فاورتاغوس شددت على انه يجب على مجلس النواب ان يعمل على اقرار هذه الاصلاحات، توصلا لاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وهنا ابدى سلام مرة جديدة على مسمع اورتارغوس تصميمه على اكمال هذه المهمة.

وبحسب المعلومات، فقد تطرقت اورتاغوس خلال لقائها سلام في السراي الى ما لمسته من اجراءات متشددة في مطار بيروت، مشيدة بهذا الامر، ومعتبرة ان هذه الاجراءات من شأنها ان تشكل حماية للمسافرين كما الطيران المدني.

اما في موضوع الجنوب واعادة الاعمار، فطالبت اورتاغوس بان يعمد الجيش الى تكثيف عملياته بشكل اكبر لضبط السلاح بيد الدولة، وبسط سلطته على كامل الاراضي اللبنانية. وهنا شدد سلام ايضا كما عون على وجوب الانسحاب «الاسرائيلي» اولا، ما يعزز وضع الدولة ويقوي موقفها لتعزيز انتشار الجيش، وضرورة الحصول على دعم الدول الصديقة لتعزيز قدرات الجيش. مؤكدا ان الجيش يقوم بواجباته جنوبا استكمالا لتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار، لكن على «اسرائيل» الانسحاب اولا.

وفي موضوع التفاوض، وما يحكى عن طلب اميركي بتفاوض سياسي مباشر، كشف مصدر موثوق بان سلام قال لاورتاغوس ان هناك حلين لا ثالث لهما، رافضا اي تفاوض مباشر، ومستحضرا تجربة الناقورة واموس هوكشتاين اذ قال : الحل الاول هو تكرار تجربة الناقورة ابان التفاوض لترسيم الحدود البحرية، وذلك عبر لجنة تقنية عسكرية، واما الذهاب للحل الثاني والمتمثل بالديبلوماسية المكوكية التي عمل عليها وبرع فيها، وقال سلام للموفدة الاميركية ما مفاده:  « اذا تمكّنتِ من القيام بعمل شبيه بذاك الذي قام به اموس، فعندها يمكنكِ ان تحققي نجاحا كبيرا، لاسيما ان وجود اميركا كراعي وكوسيط يعطي فعالية اكبر باتجاه تحقيق نتائج اسرع، وقد راقت هذه الفكرة لاورتاغوس واعجبتها.

وفي هذا السياق، كشفت اوساط مطلعة على اجواء اللقاءات مع الرسميين، بان اكثر من مسؤول لبناني رفيع أسمع اورتاغوس رسالة مفادها: « حلّوها انتو وايران بتنحل بلبنان، فلماذا توريطنا بكل هذه المسألة».

هذا في اللقاءات الرسمية، اما في الاجتماعات التي انتقتها اورتاغوس، فلفت هنا لقاؤها مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، والذي اعتبر بحد ذاته رسالة اميركية بارزة تجاه مواقف معراب، اذ ترى مصادر مطلعة على جو اللقاء بانه يأتي انطلاقا من حجم جعجع التمثيلي وموقعه، ووضوح موقفه السياسي الذي لم يتبدل، ولاسيما انه خلال الحرب عقد مؤتمرين للحديث حول وجوب تطبيق القرارات الدولية ، كاشفا عن تطابق آراء ساد اللقاء بين وجهة نظر جعجع والرأي الاميركي. واكدت المصادر ان كل ما يحكى عن تطبيع غير صحيح، خاتمة بالقول : حدود المسألة اتفاقية الهدنة لا اكثر ولا اقل.

وبحسب المعلومات فقد سمع جعجع الرسالة الاميركية بشكل واضح ومفادها : لتطبيق القرار 1701 كاملاً، اضافة لكل ما ورد في البيان الوزاري، والا فلا تطلبوا من الولايات المتحدة التدخل للجم «اسرائيل». فانتم امام خيارين: اما تحمل مسؤولياتكم وتطبقوا ما سبق والتزمتم به، والا فلبنان سيبقى كما هو الحال راهنا وبلا اية مساعدات، والقرار لكم ونحن لن نتدخل! 

الأكثر قراءة

حزب الله يتعامل بحذر مع «هدوء» أورتاغوس إسرائيل تواصل اغتيالاتها... والعين على لقاء نتنياهو ــ ترامب