تستمرُ آلة القتل "الإسرائيلية" في غزة، في محاولةٍ واضحة للقضاء على الشعب الفلسطيني والأرض دون تردد وهوادة، مدعومة بغطاء أميركي ممنهج ، وعلى الرغم من حالة الانقسام السياسي داخل حكومة نتنياهو، والتظاهرات التي تشهدها بعض الدول دعماً واستنكاراً لما يجري من إبادة، إلا أن كل ذلك يبقى خجولاً حيال ما يجري من قتلٍ ودمارٍ .
وفي المعطيات المتوفرة للمشهد الداخلي الفلسطيني، والمؤثر بشكل أو بآخر على مجريات المفاوضات لما له علاقة باستمراريّتها، يشيرُ مصدرٌ متابع للملف إلى أن "الدول العربية المشاركة في المفاوضات تعيد حساباتها وقراراتها، من اجل تفعيل المفاوضات بعد توقفٍ أدخل قطاع غزة في حربٍ شرسة، مما أدى إلى ضغوطٍ يمارسها الكيان الصهيوني على القطاع، من أجل إشراك السلطة الفلسطينية كعامل من العوامل الأساسية لأية مفاوضات، على أسس تفاهمية بين السلطة والكيان تعتبرُ مساعدة للخروج من الأزمة".
ثم تقوم السلطة باستيعاب حركة حماس داخل منظومتها الأمنية والعسكرية، بحسب المصدر، شرط حصر القرار السياسي بيد السلطة الفلسطينية ضمن تفاهمات ثنائية بينها وبين الكيان ، مما يريح الجانب الصهيوني، كون ذلك يُخرِجُ السيطرة الكاملة لحركة حماس من المشهد السياسي ، وتكون بذلك السلطة هي الآمر الناهي لأية مستجدات أمنية قد تطرأ على الساحة الفلسطينية، ويسجل بذلك انتصارٌ للكيان الصهيوني بانه استطاع أن يُخرجَ حركة حماس والمقاومة من أي مفاوضاتٍ، وإرغامها للخروج من المشهد السياسي، وبالتالي استضعافها على كافة المستويات، لأن "إسرائيل" تعتبر ان السلطة الفلسطينية هي الأقرب اليها.
في المقابل ، يرى المصدر أنه" يتردد أن هناك تباينات داخل المكون الفلسطيني ككل حول تلك الفرضية التي يسوَّقُ لها ، وخاصةً لدى الدول العربية المعنية بها ، وقد تلقى صدّى في اللقاء المرتقب في القاهرة بمشاركة فرنسية من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وضمن مساعيه، للوصول إلى حلول جدية توصل إلى تسوية على تلك الأسس، التي من شأنها ان تعيدَ المفاوضات". اضافةً إلى ذلك، والكلام للمصدر نفسه "فقد عبرت بعض الأوساط في جلسات مغلقة، وهي مقربة من حركة حماس، عن بعضٍ من القلق حول عدمِ وجود تفاهمات في المرحلة الآنية، ناهيك عن التباعد بين الأفرقاء داخل محور المقاومة، والتي من الممكن أن توصف بالبرودة، لعدم تمكنها من التواصل الذي كان سائداً خلال الحرب ، خاصةً بعد التغيرات التي طرأت على المعالم الجيوسياسية أكان في سوريا ، أو ما شهده لبنان خلال الهدنة الزائفة التي فرضت عليه .
وأضاف المصدر "أننا دخلنا في مرحلة جديدة عناوينها متعددة ومختلفة الأوجه، تفرض علينا معطيات لا نستطيع إلا الأخذ بها ، ولكن العوامل الإقليمية والدولية هي التي ساهمت في إبعاد بعض المخاطر عن المحور، لما لها من تأثير مباشر على كل ما يجري في المنطقة ، والسبب هو المصالح الذاتية لكلٍ من الدول حول وجودها في منطقة الشرق الأوسط ، باعتبارها منطقة نفوذٍ متعددة الأوجه سياسياً واقتصادياً ، وكل منها ينظر إلى مصالحه وغاياته التي من الممكن من خلالها الوصول إلى مقدرات تلك المنطقة الغنية بالموارد الأولية ، ناهيك عن النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط".
ومن هنا، يعتبر المصدر، "أن الولايات المتحدة الأميركية تعيدُ حساباتها ضمن تلك المعطيات المتوفرة اقتصادياً ، لا سيما فيما يخص توجهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يضع خطوطاً عريضة ضمن استراتيجيةٍ أساسيةٍ، وفي أولوياتها الوضع الاقتصادي وهو الهاجس الأهم لدى الرئيس ترامب . فمن يتابع ويدقق في ما يقوم به الرئيس الأميركي من سياسات اقتصادية، عبر رفع الرسوم الجمركية على أغلب المواد والسلع المستوردة من دول العالم، يدرك جيداً اننا أمام تغيرات شاملة ، ما يعني أن قرارات ترامب ستجرُ العالم إلى الفوضى ، بالرغم من أن هذه القرارات خارجة عن المنظومة الدولية والاتفاقيات الجمركية العالمية القائمة على اتفاقيات دولية ، منها "GATT" التي تنظم العلاقات الجمركية الدولية وتخفض الحصص وغيرها من الحواجز التجارية ، عدا الاتفاقيات الثنائية المبرمة بين الدول، ومنها منظمة التجارة العالمية "WTO" التي من شأنها أن تنظم وتسهل التجارة الدولية بين الأمم".
وعليه، يقول المصدر "نحن أمام مشهدٍ سيعيدُ خلط الأوراق ويؤثر بشكلٍ أو بآخر على مجريات ما يحدث في المنطقة ، بانتظار مستجداتٍ و معطياتٍ جديدة، خاصة في ظل الحروب الإقليمية في المنطقة ، التي ستسمح لبعض الدول الكبرى بفرز مستجدات تتعلق بشكل مباشر بأحداثها".
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:02
بيان مصري - سعودي: نؤكد على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها وأهمية شمولية العملية السياسية، وعلى أهمية حل الدولتين ونرفض بشدة محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم في غزة أو الضفة.
-
22:53
القناة 13 "الاسرائيلية" عن لابيد: إذا غادر رونين بار رئاسة الشاباك فإن نتنياهو سيعين دمية ستلغي التحقيق وتمنع محاكمته.
-
22:52
القناة 13 "الاسرائيلية" عن لابيد: الحكومة لا تعرف كيف تجند عددا كافيا من الجنود ولا تعرف ما الذي سيحدث في اليوم التالي، وهناك مواد استخباراتية تشير لإمكانية وقوع اغتيال سياسي ونتنياهو يعلم ذلك ويمكنه منع حدوثه.
-
22:51
القناة 13 "الاسرائيلية" عن زعيم المعارضة يائير لابيد: نتنياهو وسموتريتش يبيعان معادلة كاذبة إما النصر بالحرب أو إعادة الرهائن وهذا غير صحيح، والحكومة لن تنتصر في الحرب لأنها لا تعرف كيف تنتصر.
-
22:50
هيئة البث "الإسرائيلية": سلاح الجو أجرى اليوم تدريبا يحاكي هجمات صاروخية على قواعده الجوية، والتدريب يأتي ترقبا لرد إيراني على أي هجوم محتمل في إيران.
-
21:42
نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ مارك وارنر: هيغسيث غير كفؤ أبدا ليكون وزير دفاعنا وعليه أن يرحل.
