اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


هل يتمكن الشباب وقوى "التغيير" من احداث انقلاب نوعي في الانتخابات البلدية والاختيارية، بوجه القوى السياسية التي حكمت البلاد منذ الطائف حتى الآن؟ الجواب عند المتابعين للملف البلدي، فالخبراء في مجال الاحصاءات يؤكدون ان الامر مستحيل حتى الآن دون اسقاط المفاجآت في بعض المدن. ويعزو الخبراء الاسباب الى ضعف القوى الشبابية وتشتتها، مقابل عمل منظم وإمكانات وماكينات انتخابية للاحزاب، رغم تأكيد الخبراء، ان العيون المحلية والاقليمية والدولية لا يهمها من الانتخابات سوى النتائج في المناطق الشيعية، ومدى قدرة الثنائي على الحسم، ونسب المقترعين، والجرأة في الترشح ضد الثنائي والمستويات، اين تقدم واين تراجع حزب الله، وهل وصلت الامور الى كسر هيبة الثنائي؟

في ظل هذه الاجواء والمناخات الإقليمية والدولية ضد حزب الله وحركة "امل"، والمحاولات لاضعافهما، فان الثنائي الشيعي يخوض الانتخابات البلدية والاختيارية موحدا في كل المناطق بلوائح منظمة، سخرت لها كل امكانات النجاح في الجنوب والضاحية والبقاع وجبيل وبيروت وكل المناطق التي يوجد فيها، وتجتمع اللجنة المشتركة يوميا بإشراف مباشر من الرئيس نبيه بري والامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، اللذين يتابعان كل التفاصيل مع اللجنة المركزية والفاعليات والعائلات، ويجري تشكيل اللوائح دون عقبات في ظل ادراك الجمهور الشيعي لما يتعرض له الثنائي دوليا واقليميا .

وحسب المعلومات فان الثنائي هو الفريق الأكثر ارتياحا في هذا الاستحقاق، والقادر على حصد نتائج الانتخابات دون خروقات في كل مناطق وجوده، ويشكل ذلك اكبر رسالة للمجتمع الدولي بان جسم الثنائي متماسك، في موازاة التفاف شعبي رغم كل ما حصل، مع بذل الجهود لمشاركة اعلى نسبة من المواطنين في الاستحقاق، لان كثافة المشاركة تشكل الرد الاكبر على كل الذين يروجون ويطبلون ويسوقون عن نهاية حزب الله، ودخول البلاد عصر السلام مع "اسرائيل". وسيحتفل الجنوبيون والبقاعيون وأهل الضاحية في عيد التحرير في ٢٥ ايار بشكل مختلف هذا العام، مع الفوز بنتائج الانتخابات البلدية، وايصال الرسالة الى العالم بان عيد هذا العام "بعيدين".

وفي المعلومات المؤكدة، ان هناك مساعي إقليميّة ودوليّة لرعاية ولادة لوائح بلدية في صور والنبطية، والتركيز على بعلبك في ظل الثقل الانتخابي السني، وهناك تواصل مع فاعليات يسارية ومثقفين شيعة ومحسوبين على "التيار الاسعدي"، لخوض الانتخابات في صور حتى بلائحة غير مكتملة بهدف الخرق، ووضعت من اجل هذا الهدف كل الاحتياجات، لكن المشكلة حتى الآن تكمن في عدم القدرة على اقناع هؤلاء بخوض الاستحقاق ضد الثنائي .

 اما الحزب الشيوعي اللبناني الذي يتمتع بقاعدة شعبية في العديد من البلدات الجنوبية، فانه يستعد لخوض الاستحقاق بشكل مستقل، وفي حساباته تحصين الساحة الجنوبية ضد الاحتلال "الاسرائيلي"، وهناك احتمالات لخوض الاستحقاق مع الثنائي في بعض القرى لحسابات عائلية وشعارات انمائية، لكن عنوان المعركة البلدية للشيوعي ليس كسر حزب الله و"امل"، كما تريد وتشتهي السفارات الخارجية.

وفي موازاة الانتخابات في مناطق الثنائي الشيعي من حيث الأهمية، فان الانظار مركزة ايضا على الاستحقاقات في بيروت وطرابلس وصيدا، على خلفية الحفاظ على المناصفة في بيروت والتمثيل المسيحي في طرابلس وصيدا. والسؤال: هل يستطع سعد الحريري من موقعه الحفاظ على المناصفة في بيروت، كما فعل والده الشهيد رفيق الحريري حيث حافظ على التمثيل المسيحي في صيدا وطرابلس؟ لكن المشكلة الكبرى تكمن في عزوف "تيار المستقبل" عن المشاركة كتيار في الانتخابات، وترك الحرية للعائلات والفاعليات السنية، كما ان العلاقة المعقدة بين "المستقبل" و "القوات اللبنانية" والثقة المفقودة بينهما، تحول دون التوافق بلديا في بيروت. فيما الصورة في طرابلس وصيدا ليست بالغامضة كما هو الحال في بيروت، مع قدرة الرئيس نجيب ميقاتي والقيادات الطرابلسية بالحفاط على التمثيل المسيحي، وكذلك أسامة سعد وبهية الحريري في صيدا .

اما في الجبل فان وليد جنبلاط هو الأكثر ارتياحا، لان كل الترشيحات تصب في طاحونته كزعيم للطائفة، مع ترك الحرية للناخبين وتشجيع الشباب على المشاركة. والسؤال: هل يترك جنبلاط بلدية الشويفات لطلال ارسلان والجاهلية لوئام وهاب؟ هذا هو الأرجح.

بلدية عالية محسومة للرئيس الحالي وجدي مراد لانجازاته، وكذلك بلدية عين عنوب لجمال عمار للاجماع حول شخصه، مع سعي "الاشتراكي" لتحالفات انتخابية في اقليم الخروب مع "المستقبل" و"الجماعة الإسلامية".

 ويبدو ومن خلال التحضيرات في الجبل، ان "القوات اللبنانية" اعدت كامل العدة لخوض الاستحقاق البلدي في كل البلدات المسيحية والمشتركة في الجبل، وتخطي الحماوة اللافتة في المناطق المسيحية في الجبل بين "القوات" و "التيار الوطني الحر" و "الكتائب" و "الاحرار"، أضعاف ما تشهده القرى الدرزية من تحضيرات ما زالت باردة "زيادة عن اللزوم".

الأكثر قراءة

دونالد ترامب لا يريد الانتحار