اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


 بين ترددات الصدمة الترامبية باطلاق مسار التفاوض الجدي والهادف مع ايران، وارتدادات مواقف نائبة المبعوث الاميركي للشرق الاوسط مورغان اورتاغوس، التي "ما تركت ستر مغطى"، "منتقمة" من بلعها الموسى في لبنان، عبر اطلالات تلفزيونية عربية ودولية مدلية بكل ما "قاعد عا قلبها"، عاد اللبنانيون الى رصيف انتظار محطة المفاوضات الجديدة، وما ستؤول اليه على صعيد المنطقة، ومن ضمنها لبنان.

من هنا، تكشف مصادر سياسية مواكبة للحركة السياسية، عن مفاتحة رئيس الجمهورية لرئيس مجلس النواب خلال زيارته الاخيرة لبعبدا، لمناقشة الرسائل والطروحات الاميركية، امكان نجاح اطلاق حوار ثناىي بين بعبدا وحارة حريك حول القضايا العالقة والمطالب الدولية، مستفيدا من تجربته في قيادة الجيش، لجهة المواءمة بين متطلبات السلم الاهلي والمطالب الدولية، آخذا بعين الاعتبار التغييرات الجذرية التي حصلت.

امر، بحسب المصادر لم يمانعه رئيس المجلس وشجع عليه، مبديا استعداده لتأدية الدور المطلوب منه، بما يسمح بتفكيك لغم "الحرب الاهلية".

وفي هذا الاطار، يجد الموقف الأميركي صداه على ما يبدو عند اكثر من طرف سياسي لبناني، وتحديدا "مسيحيو العهد" من "قوات" و "كتائب" ومن حولهم من قوى، بدأت تقف على مسافة من الرئاسة والحكومة، معتبرين ان الامور "ما فيها تمشي هيك"، وصولا ببعضهم الى الهمس في مجالسه الخاصة "كنا مفكرين غير هيك"، مستعجلين استثمار التغييرات التي حصلت، قبل ان ينقلب السحر الاميركي، وهو ما المحت اليه مورغان اورتاغوس في خلوة "عالواقف" لها مع احدى الشخصيات خلال عشاء اقيم على شرفها.

وتكشف المصادر ان معراب ليست في موقع "فرط" تحالفها مع العهد، رغم ان "حكيمها" يفضل الحفاظ على هامش من التمايز وحرية الحركة، مرتبط بحسابات انتخابية داخلية، وبتعزيز العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية بعد فترة من "البرودة"، وهو ما نجح في تحقيقه من خلال شبه التماهي في المواقف بين معراب وواشنطن، والتي ترجمته الاخيرة بتخصيص جعجع دون غيره من القيادات السياسية غير الرسمية، بزيارة موفدتها الى بيروت، بناء على قرار من ادارتها، ناقلة اليه اكثر من رسالة، وهو ما اثار حفيظة وريبة بعض القوى التقليدية من حلفاء اميركا.

وتشير المصادر الى ان "القوات اللبنانية" نجحت بالتعاون مع حزب "الكتائب" وبعض الحلفاء في تشكيل جبهة، "فرملت" مشروع رئيس الجمهورية في الدعوة الى حوار وطني حول استراتيجية الامن الوطني، مع ما يعنيه ذلك من "حشر" لهذه القوى، وبالتالي توزيع مسؤولية نتائج الحوار على الاطراف المشاركة، ما فرض ايقاعا جديدا على اللعبة عنوانه حوار ثنائي يتحمل نتائجه وقراراته عون منفردا، رغم ان هذه القوى، تقدمت بطرح بديل يقوم على صيغة وسط، عنوانها انشاء لجنة عسكرية مشتركة بين الجيش اللبناني وقيادة حزب الله لدرس آلية تسليم السلاح، وهي صيغة تسقط امامها تحفظات الخارج والداخل حول حوار وطني سياسي لبحث مستقبل السلاح ودوره.

وختمت المصادر، بان الجانب اللبناني يحاول جاهدا اقناع الادارة الاميركية، سواء بالتواصل المباشر او عبر وسطاء اوروبيون وعرب، بخطورة طرح مسألة السلاح بطريقة استفزازية، لما لذلك من نتائج عكسية على الاستقرار العام، دون ان تنجح كل تلك الجهود حتى الساعة، في ظل اعتبار واشنطن ان الوقت قد حان والحجج الرسمية غير حقيقية، وان المشروع في المنطقة لن يقف عند حدود لبنان، او يسير وفقا للتقييم الزمني اللبناني، لذلك فان الرئيس ترامب لن يصبر كثيرا.

 

                                                                                                    

الأكثر قراءة

عون يتجاهل الجدول الزمني «وينفّس الاحتقان» حول السلاح قائد الجيش «يضع النقاط على الحروف».. و«الثنائي» مرتاح سباق بين الديبلوماسية والمواجهة وجنبلاط يحذّر من الحرب