لا طاولة حوار بل أفكار... والحزب مُنفتح ولكن: فلتنسحب "إسرائيل" و"ما حدا يحاورنا من تحت الطاولة"!
بعد مغادرة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس الاراضي اللبنانية، انشغل الداخل اللبناني بالحديث عن اسرع الطرق لتحقيق المطلب الاميركي بنزع السلاح سريعا ، وتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار. فبدأ الحديث يكثر عن طاولة حوار سيدعو لها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون قريبا، لبحث استراتيجية الامن الوطني، وسط انقسام داخلي حول جدوى هكذا طاولة، لاسيما انها تعتبر بحسب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "مضيعة للوقت ولا تحل المشكل"، قبل ان تخرج بعض المعطيات التي تفيد بان الاتجاه هو لحوار ثنائي سيقوده عون مع حزب الله، فما دقة المطروح؟
في واقع المعطيات، ان الكلام عن اتجاه لحوار داخلي ، ترافق من جهة مع ما نقله النائب سجيع عطية عن الرئيس عون من انه لمس لدى حزب الله مرونة بمسألة التّعاون وفق خطّة زمنيّة معيّنة بموضوع نزع السلاح، ومع مواقف لافتة صدرت عن اكثر من نائب في حزب الله سواء النائب حسن فضل الله او علي فياض، حيث اجمعا على سياسة مد اليد ومؤكدة استعداد الحزب للحوار من أجل الاتفاق على إستراتيجية دفاع وطني، كما الانفتاح على أي مسار حواري داخلي تطلقه الدولة اللبنانية لمعالجة الملفات العالقة.
صحيح ان الاطراف المعنية ابدت ابجابية متبادلة، لكن كل المعطيات تشير الى ان لا شيء رسميا بعد لناحية بعبدا . فالحديث عن طاولة حوار لبحث الاستراتيجية الدفاعية كلام غير دقيق حتى الساعة، فالرئيس عون لم يفاتح احد بانه سيدعو قريبا لطاولة حوار لهذا الغرض، لا سيما انه يدرك تماما ان هكذا خطوة ستحدث انقساما داخليا ، وتكشف اوساط مقربة من رئيس الجمهورية ان ما يعمل عليه الرئيس راهنا هو عملية جس نبض ، عبر حوارات ولو غير رسمية مع المعنيين، اي الحزب والرئيس بري، للبحث بالآلية والجدول الزمني الممكن.
وعلى خط "الثنائي الشيعي" ، يعلق مصدر موثوق مطلع على جو الحزب حول كل ما يحكى بالقول : منذ لحظة انتخاب الرئيس عون ابدى حزب الله كل ايجابية ومرونة تجاه التعاون، وبالتالي فالحزب منفتح على الحوار مع الجميع، لكن شرط الا يملي علينا احد شروطا. فنحن من النوع الذي كلما زاد الضغط عليه كلما تشدد اكثر وبيئتنا كذلك، اذ لا نلين على الضغوط".
وفي اطار الغمز من قناة "القوات"، والهجوم الذي ساقته بحق وزير الثاقفة غسان سلامة، قال المصدر : غريب كيف "بتقوم القيامة" اذا تحدث وزير يملك من الوطنية ما يكفي من تاريخ ناصع مشرف ، فمن المعيب التصرف بهذه الطريقة، والمستغرب هو محاولة البعض المطالبة بتطبيق اكثر مما تريده اصلا الولايات المتحدة و"اسرائيل".
وعما اذا كان الاتجاه هو فعلا لنزع السلاح سريعا وتعاون الحزب بهذا الموضوع، لفت المصدر : " هذا الموضوع لن نقاربه الآن ، فلينفذوا الـ 1701 اولا ، ولتنسحب "اسرائيل" ويمنعوا الاعتداءات علينا وعلى اهلنا وبعدا منشوف"... ويضيف المصدر نحن ذاهبون لبناء البلد وتنفيذ الطائف، وباتجاه اجواء ايجابية، لكن "طولوا بالكن علينا".
ويكمل المصدر بكلام بارز ليقول: "ما حدا يحاورنا من تحت الطاولة، وينتقد بالعلن ويشن الهجومات كي يكسب شعبيا".
وعما اذا كان المصدر يقصد ان "القوات" عملت على فتح قنوات مع الحزب من تحت الطاولة؟ فرد سريعا : "ليس هناك من فريق بالبلد الا وحاول معنا منذ اشهر عدة "...
وبالعودة الى ما يطرح حول حوار ثنائي مع الحزب ، تشير اوساط مطعة على جو الحزب الى ان هذا الموضوع هو بيد رئيس الجمهورية، ووفق ادارته هو ، ولكن قبل ان ندير اي حوار، فلتؤمن مناعة وسيادة وقوة للبنان، تطمئن الشعب بانها هي من تحميه".
وفي هذا السياق، تكشف مصادر ميدانية مطلعة على ما يحصل جنوبا، ان احدا لا الاميركي ولا حتى "الاسرائيلي" طالب بتسليم السلاح الخفيف، انما المطلوب فهو نزع السلاح الذي يشكل خطرا على "اسرائيل"ن وهذا ما يقوم به الجيش الذي يتم تسليمه هذه الاسلحة ،لكنه يعمد لتفجيرها لا مصادرتها كما تقول المصادر.
على اي حال، فقبل ان تتوضح الصورة في الجنوب وكيفية الانسحاب "الاسرائيلي" لا شيء سيتضح، وما يطرح اليوم لا يعدو كونه مجرد افكار وعملية جس نبض، يبدي فيها من جهة رئيس الجمهورية كل واقعية وحكمة، تنطلق من واقع ادراكه بان عملية نزع سلاح حزب الله لا يمكن ان تتم بالقوة، لانها تحدث فتنة داخلية لا يرضى الرئيس عون ان تسجّل بعهده ان الجيش وضع بمواجهة مع الحزب ، ومن جهة اخرى يبدي فيها الحزب كل انفتاح على بحث الموضوع، شرط الانسحاب "الاسرائيلي" اولا من التلال التي احتلها العدو ابان اتفاق وقف اطلاق النار ووقف الاعتداءات والخروقات لاتفاق وقف اطلاق النار.
هذه المقاربة الواضحة للرئيس عون، الذي حرص في كل مناسبة على التشديد على ان السلاح يحل بالتوافق والحوار، يشاطره اياها، بحسب ما تكشف اوساط متابعة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الذي سمع منه بعض من التقوه خلال وجود اورتاغوس في بيروت، ان غبطته اسمع المعنيين ان السلاح لا يمكن ان ينزع بالقوة، منعا للفتنة الداخلية ودخول البلاد بالمحظور، وبالتالي فلا بد من الحوار الداخلي لتمرير الموضوع بهدوء.
واللافت في هذا الاطار، ان كل من التقى اورتاغوس، لاسيما النواب الذين اجتمعوا من مختلف الاطياف بدارة نائب رئيس مجلس ادارة "مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان" نجاد فارس على مأدبة عشاء مع اورتاغوس بدعوة من فارس، والتي شكلت محطة لافتة بزيارة الموفدة الاميركية قبيل مغادرتها بيروت، فهموا جيدا الرسالة الاميركية : "نزع السلاح سريعا من دون تحديد مهلة محددة، والا فاميركا لن تتدخل، ولن يدخل اي فلس الى البلاد لا للاستثمار ولا لاعادة الاعمار"!
يتم قراءة الآن
-
يوم سقوط نتنياهو؟
-
لا نزع للسلاح تحت النار
-
أنظار العالم نحو مسقط... هل تجنب الوساطة السعوديّة الحرب؟ التحضير لطاولة الحوار بدأ... وأجواء جيّدة بين بعبدا والحارة الحكومة أقرّت مطالب المعلّمين... وجابر مُصرّ على إصلاح المصارف قبل اجتماعات البنك الدولي
-
الرئيس عون في ذكرى 13 نيسان : دفنا الحرب الى الأبد... وسلاحنا هو وحدتنا وجيشنا الحكومة تستبق المفاوضات مع صندوق النقد بإقرار إصلاح المصارف ورفع السريّة المصرفيّة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
16:49
لقاء هام يجمع الرئيسين نواف سلام وأحمد الشرع في سوريا غداً
-
16:30
وزير التجارة الأميركي: سنفرض رسوماً جمركية على الأدوية خلال شهر أو شهرين
-
16:23
حماس: منع الاحتلال المسيحيين من الوصول للقدس للمشاركة في إحياء "أحد الشعانين" استهداف لشعبنا بكل مكوناته
-
16:04
وزير الخارجية البريطاني: هجمات إسرائيل على المرافق الطبية في غزة مؤسفة ويجب أن تتوقف
-
15:43
الرئاسة السورية تعلن وصول الرئيس أحمد الشرع والوفد المرافق له إلى الإمارات
-
15:36
البابا فرنسيس من ساحة الفاتيكان: لنتذكر لبنان
