اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

- الأحزاب تتقدّم على العائلات في معركة المدن الكبرى


- حرب إنتخابيّة في المتن: شبان من العائلات السياسيّة يرفعون التحدّي

- جونيه على صفيح ساخن: تحالف غير مسبوق بوجه التيار والبلدية

- البترون تنتقل من البرودة الى الإحتدام: باسيل وفرنجية في مُواجهة "الحرب"


تشتد الحماسة في معظم المناطق اللبنانية لخوض الانتخابات البلدية المرتقبة، بالتزامن مع تحالف الاضداد الذي يتقدّم في بعض المدن والقرى على توافق العائلات، الذي يرسم عادة مسار بعض البلديات، خصوصاً تلك التي تسيطر عليها العائلات الاقطاعية المعروفة. اما هذا العام فتبدو الاحزاب مسيطرة بأشواط، إستعداداً أيضاً لخوض الانتخابات النيابية في ايار العام 2026، لذا تدرس مشاريعها السياسية بإتقان، في محاولة لجعل الانتخابات البلدية " بروفا " ناجحة للنيابية، لذا تشهد القاعات البلدية اجتماعات ولقاءات من فوق الطاولة وتحتها وفق المعلومات، بهدف تحقيق التحالف القوي الذي يوصل الى شاطئ الامان البلدي والنيابي معاً، وافيد بأنّ بعض البلديات تغير تحالفاتها بين يوم وآخر، بحثاً عن نسبة اكبر للفوز.

الى ذلك، تتأرجح الحماسة بين منطقة واخرى. وفي هذا الاطار افيد بأنّ الاستحقاق البلدي يبدو خافتاً في قرى الجبل، بسبب تغييب المعارك والمنافسة بطلب من الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، الذي يسعى الى لمّ الشمل في المناطق الدرزية وتفادي اي معركة، لذا عقد لقاءً مع رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" طلال ارسلان، وكان اتفاق على تشكيل لوائح مشتركة بين الحزبين منعاً لحصول اي خلاف. وإنطلاقاً من هنا  اتفق الطرفان على إبقاء رئاسة بلدية الشويفات من حصة إرسلان، وفي مناطق اخرى من حصة جنبلاط ، لكنها لم تتبلور بصورة نهائية بعد، فيما يبرز دور العائلات في عاليه وعرمون.

وعلى الخط المسيحي، تبدو المنافسة على أشدّها في بعض القرى والبلدات بين الاحزاب المسيحية، حيث تشهد تحالفاً بين الاضداد اي" القوات اللبنانية" و" التيار الوطني الحر" الذي يسعى الى تجديد شعبيته، بعدما تم ّإقصاؤه وإخراجه من الحكومة وفق ما يقول مناصروه.

 في غضون ذلك، تنفرد بعض المناطق بوتيرة حماسية مغايرة، وتأتي في الطليعة بعض مناطق المتن الشمالي خصوصاً الساحلية منها: الجديدة - البوشرية - السدّ وهي الاكبر في قضاء المتن، حيث يصل عدد ناخبيها الى ما يقارب الـ20 ألفاً، وافيد بأنّ نجل رئيس البلدية السابق سيزار جبارة مرشح حالياً لرئاسة البلدية المذكورة، كذلك حفيد النائب الراحل أوغست باخوس الذي يحمل الاسم عينه، هو من المرشحين الذين يسعون الى تشكيل لائحة توافقية، تضم وجوهاً مخضرمة ومن الجيل الجديد ايضاً، كما تبرز بلديتا الدكوانة وسن الفيل على الساحل المتني، اما القرى الجبلية في المتن فيتوزع ولاء معظمها ما بين حزبي" القوات اللبنانية" و"الكتائب" وآل المر، إضافة الى العائلات الكبرى التي تميل سياسياً الى عائلة المر المتمثلة بالنائب الراحل ميشال المر، الذي يُسجّل له خدمات انمائية عديدة للاهالي وفق ما ذكر معظمهم.

وفي جونيه تبدو المعركة محتدمة جداً، مع بروز تحالف سياسي جديد من نوعه يضم"القوات اللبنانية" والنائب نعمة افرام والنائب السابق منصور غانم البون، ومنذ فترة إنضم اليهم النائب فريد الخازن، ضد تحالف ثنائي يضم رئيس البلدية الحالي جوان حبيش و" التيار الوطني الحر". وافيد عن توافق يشير الى انّ فيصل افرام شقيق النائب افرام سيترأس اللائحة لنيل منصب الرئيس، على ان يكون رشيد الخازن شقيق النائب الخازن نائبه. وفي هذا الاطار تلفت المعلومات الى انّ المدينة ستشهد منافسة قوية، نظراً للاسماء المرشحة التي تشكل ثقلاً عائلياً في كسروان، كذلك الاحزاب الداعمة لها.

اما وسط وجرد البترون فيشهد تحالفاً يضم " القوات اللبنانية" ومجد بطرس حرب، ضد "التيار الوطني الحر" وتيار"المردة "، بعد تحالف جمع النائبين جبران باسيل وطوني فرنجية، مما ينبئ بحصول معركة بلدية في ساحل البترون.

في بلدة القبيات العكارية، تتجه لائحتان الى خوض الانتخابات البلدية، الاولى مدعومة من "القوات " و" الوطني الحر"، والثانية من العائلات، وافيد في هذا الاطار بأنّ البلدة ستشهد منافسة قوية بين اللائحتين، لانّ الاهالي مصمّمون على فوز لائحتهم بعيداً عن السياسة، ويريدون تجربة جديدة في العمل والخدمات الانمائية.

بقاعاً تخوض عاصمة البقاع زحلة منافسة شديدة، فهنالك لائحة تضم تحالف "القوات اللبنانية" و"الكتلة الشعبية" برئاسة ميريام سكاف، ولائحة برئاسة رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب مدعومة من النائب ميشال ضاهر، ولائحة ثالثة قيد التأليف برئاسة جان عرابي، يدرس" التيار الوطني الحر" إمكانية دعمه لها، بعدما فشلت المفاوضات التي أجراها مع زغيب وسكاف.

كما يتجه المرشحون الى الانتخابات البلدية في بعض قرى البقاع الشمالي، لإعتماد المداورة بمنصب الرئيس، من خلال الاتفاقات والوعود بين العائلات والمرشحين المدعومين من حزب الله وحركة "أمل"، منعاً لحصول اي خلاف.

كما يشدّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي على ضرورة التزكية في مدينة صور، لذا يغيب تشكيل اللوائح، كذلك الامر في القرى الحدودية، كي لا يتعرّض الناخبون للقصف "الاسرائيلي" أثناء قيامهم بالإقتراع في الخيم، فيما تطالب العائلات بإعتماد مراكز في البلدات المجاورة لقراهم المهدّمة، بهدف مشاركتهم في عملية الاقتراع.

اما العاصمة بيروت وهي الابرز بلدياً، لانها تتميز بوضع خاص هدفه تحقيف المناصفة في المجلس البلدي بين المسلمين والمسيحيين، لكن حتى اليوم يبدو التوافق غائباً، خصوصاً بعد إنكفاء  تيار" المستقبل" عن المشاركة في الإنتخابات البلدية، على الرغم من اعلان الرئيس سعد الحريري في 14 شباط الماضي عن مشاركة تياره في الاستحقاقين البلدي والنيابي، لكن ووفق المعلومات فالرياض منعت هذه المشاركة.