اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


بعد انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية في كانون الثاني الماضي، اتجهت الانظار العربية والدولية الى لبنان جديد بالتزامن مع خطاب قسم لافت، استبشر اللبنانيون خيراً بإمكان تطبيقه بمساعدة داخلية وعربية ودولية، فأتت هدية المملكة العربية السعودية للرئيس الجديد بعد اقل من شهر على انتخابه، إعلان رفع حظر سفر السعوديين الى لبنان، لكن وبسبب تدهور الاوضاع الامنية والغارات "الاسرائيلية" الفجائية، والقصف الصاروخي وعمليات الاغتيال، وعدم سيطرة الدولة أمنياً على كامل الاراضي اللبنانية، لم يصمد القرار ولم يتحقق فعلياً.

اما اليوم ومع بروز لبنان ضمن موقع سياسي جديد، حمل في طياته مظلة عربية ودولية، لمساعدته على تخطي كل المعضلات التي يعيشها، فيبدو القرار هذه المرّة وفق مصدر ديبلوماسي على صداقة كبيرة مع نائب لبناني، اشار الى انّ رفع حظر سفر السعوديين الى لبنان سيصدر في شهر أيار المقبل وبصورة رسمية، كذلك السماح بإعادة التصدير والتجارة، وكل ما من شأنه إعادة العلاقات الى سابق عهدها بين بيروت والرياض.

وتابع: "التطمينات قائمة بشأن الإجراءات والتدابير الأمنية في محاذاة مطار بيروت، والتشديد على ضبط الامن في كل المناطق اللبنانية لتحقيق الاستقرار، وإزالة كل ما من شأنه وضع لبنان في خانة غياب الامن، لانّ الخطوات التي تنفذ تؤكد أنّ الغيوم السياسية والامنية السوداء التي كانت تخيم على العاصمة بيروت وبعض المناطق، في طريقها السريع الى الزوال، والقرار المرتقب سيشكل خطوة لافتة ستعكس حجم الاهتمام السعودي بلبنان وقريباً جداً سيكون لسورية الاهتمام عينه، لانّ المملكة تسعى الى تحديث علاقات إيجابية بين بيروت ودمشق، من الند الى الند وقائمة على احترام متبادل لسيادة البلدتين، وخلق سياسة جديدة مختلفة كليّاً عن تلك التي كانت سائدة ايام الوصاية السورية على لبنان".

الى ذلك، تجري تحضيرات سعودية لعقد قمة رئاسية رباعية، تجمع واشنطن والرياض وبيروت ودمشق، على هامش زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى المملكة الشهر المقبل، وستناقش اوضاع المنطقة والاهتمام السعودي في بيروت ودمشق لتحقيق الاستقرار ضمنهما، وتفعيل التنسيق لفتح صفحة جديدة والتقارب بينهما، وهذا ما طبقه رئيس الحكومة نواف سلام بطلب سعودي خلال زيارة الاخيرة الى سورية، والتي وُصفت بالايجابية جداً نظراً لنتائج المحادثات، التي اجراها سلام والوفد الوزاري اللبناني مع الرئيس السوري احمد الشرع، وشملت ملفات امنية واقتصادية وتجارية مشتركة، إضافة الى ضرورة الاتفاق على ترسيم الحدود بين البلدين، وتشكيل لجنة مشتركة لوضع خطة شاملة لإعادة النازحين السوريين الى ديارهم، وطي صفحات الماضي الاليم، ولم يغب ايضاً ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية وضرورة كشفه بصورة نهائية.

هذه الصورة الجامعة لمسؤولي لبنان الرسميين في الدول العربية، وآخرها زيارة رئيس الجمهورية يوم امس الى الدوحة، بدعوة من الأمير تميم بن حمد آل ثاني، والتي أدّت دوراً بارزاً في إنجاز الاستحقاق الرئاسي، من خلال مشاركة السفير القطري في "اللجنة الخماسية"، جاءت للتأكيد مرة جديدة أنّ لبنان لا يمكن ان يعيش خارج السرب العربي، وإلا سيلاقي التعثر في كل خطواته، وانطلاقاً من هنا سيواصل الرئيس عون زياراته العربية الى دولة الإمارات نهاية الشهر الجاري، ومن ثم الى المملكة التي لم يحدّد موعدها النهائي بعد، لكن تردّد انها لن تتخطى منتصف الشهر المقبل، وفي الجعبة رسائل إيجابية تؤكد انّ لبنان حريص على أفضل العلاقات مع دول مجلس التعاون، وأنّ للبنان رؤية جديدة ستطبّق انطلاقاً من خطاب القسم واتفاق الطائف، لبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، لانّ المسار يسير على السكة الصحيحة وستظهر نتائجه تباعاً.

الأكثر قراءة

الفاتيكان يكشف سبب وفاة البابا فرنسيس