اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



ملفان يشغلان الساحة اللبنانية هذه الايام، بعدما تراجعت ارتدادات الزلازل التي ضربت الاقليم خلال الاسابيع الماضية، يربط بينهما خيط السلاح الرفيع، بين جولة المفاوضات التي يجريها الوفد اللبناني في واشنطن مع الجهات المانحة والصناديق الدولية، والذي ووجه بشروط  تتخطى مسألة الاصلاح لتصل الى اشتراط تنفيذ القرار 1701، وبين ابريق زيت الحوار الداخلي والانسحاب "الاسرائيلي"، حيث تراوح الاتصالات مع الجانبين الاميركي والفرنسي مكانها، في ظل غض طرف دولي واضح وقبة باط اميركية تستغلها "اسرائيل"، للامعان في خرق قرار وقف اطلاق النار.

ففي مشهد طرح الكثير من التساؤلات حول توقيته ودلالاته وطول مدته، كثفت "اسرائيل" من اعتداءاتها وعملياتها العسكرية جنوب الليطاني وشماله لتصل الى جبل لبنان، في مسلسل من الخروقات تجاوز عددها الثلاثة آلاف منذ اعلان وقف النار، برا وبحرا وجوا، حيث درجت خلال الفترة الاخيرة على تركيز نشاطها خارج جنوب الليطاني، تزامنا مع تعزيز مواقعها داخل الاراضي اللبنانية، معتمدة سياسة الارض المحروقة، من خلال استهداف السيارات والبيوت الجاهزة في قرى المواجهة، محولة المنطقة الى شريط عازل بحكم الامر الواقع.

غير ان اللافت خلال الايام الاخيرة ، وفقا لمصادر ميدانية، تغيير الجيش "الاسرائيلي" من قواعد تعامله مع لجنة الاشراف على تنفيذ وقف النار، حيث اعتاد سابقا على اعطاء داتا النقاط و"المواقع المشتبه بها" شمال الليطاني للجنة، ليصار الى ابلاغ الجيش اللبناني للكشف عليها، وفقا للآلية التنفيذية المتفق عليها، والتي كسرتها "تل ابيب" هذه الايام، اذ بمجرد ابلاغ اللجنة تعمد الى تنفيذ غاراتها، متحججة بان النقاط المستهدفة عبارة عن مواقع لمنصات اطلاق الصواريخ على انواعها، وتحديدا في منطقة اقليم التفاح وجبل الريحان، التي صنفتها على انها قاعدة خلفية للحزب.

تصعيد، دفع بالمراقبين الى التساؤل عن اسبابه، حيث ربطه البعض بكلام امين عام حزب الشيخ نعيم قاسم وبعض مسؤولي الحزب، والرسالة العابرة للقارات، وتحديدا لواشنطن وقبلها لـ "تل ابيب"، بالتزامن مع الجولة الثانية من المفاوضات الايرانية - الاميركية في روما، والتي مفادها بان حزب الله لا يزال ضمن المعادلة، رغم الضغوط الدولية والاقليمية لنزع سلاح حزب الله وعدم الاكتفاء بابعاد الحزب من جنوب الليطاني.

في المقابل، يرى آخرون ان التصعيد "الاسرائيلي" سابق لكلام الحزب عن نزع السلاح، وهو شبه يومي منذ 27 تشرين الثاني، من غارات واغتيالات وصلت الى شمال الليطاني وبيروت والبقاع، كلفت اكثر من 150 شهيدا من المدنيين وعناصر الحزب والجيش اللبناني، في اطار القرار "الاسرائيلي" بتجزئة الحرب على لبنان رغم التزامه بتنفيذ الاتفاق، وعدم خرقه من قبل الحزب على مدى حوالى خمسة اشهر.

وفي هذا الاطار، تكشف مصادر مواكبة للاتصالات الدولية، ان لبنان ابلغ المعنيين بشكل واضح وصريح، ان الجيش اللبناني ورغم عدم الالتزام "الاسرائيلي"، وبناء على "التعهدات" التي قدمت للدولة اللبنانية، شارف على الانتهاء من تسلم كافة مواقع حزب الله في منطقة جنوب الليطاني، حيث قام بمصادرة حوالى مئة الف قطعة سلاح خفيف ومتوسط، وعشرات آلاف المقذوفات من كل العيارات، حيث قام بتفجيرها وفقا لما تنص عليه بروتوكولات التعامل مع الذخائر المصادرة في الجيوش حول العالم.

وتابعت المصادر، اما فيما خص السلاح شمال الليطاني، فهو بشقيه اللبناني والفلسطيني، خاضع لحوار وطني، وفقا لما تقتضيه الظروف الداخلية لجهة التوقيت، رغم ان الوحدات العسكرية والقوى الامنية باشرت بتنفيذ اجراءات امنية على كامل الاراضي اللبنانية، بما فيها منطقة الضاحية الجنوبية وطريق المطار، دون تسجيل أي اشكالات تذكر، لضبط الامن.

الأكثر قراءة

اورتاغوس تشيد برئيس الجمهورية: قائد مصمّم على تعافي وطنه لبنان يترقب التسوية الأميركية ــ الإيرانية كواليس الانتخابات البلدية... بري حريص على المناصفة في بيروت