اذا كان الله قد بعث بدونالد ترامب لانقاذ أميركا، أميركا العظمى، والا لكانت رصاصة بنسلفانيا اخترقت رأسه، ولم تلامس أذنه فقط، فهو قد بعث ببنيامين نتنياهو ليس فقط لانقاذ "اسرائيل"، "اسرائيل العظمى"، وانما لانقاذ البشرية.
السوبرمان "اليهودي" اذ شبّه النظام في ايران بـ "النظام النازي" في المانيا، الذي أشعل الحرب العالمية الثانية، قال في حفل احتفالي بذكرى الهولوكوست "ان الصراع بين "اسرائيل" وايران سيحدد مصير المجتمعات البشرية جمعاء"، معتبراً أن "خسارة المعركة المصيرية أمام ايران ستضع دول الغرب في دائرة الاستهداف اللاحق لمخططاتها التوسعية"؟ !
لا نتصور أن ثمة مقاربة للمشهد أكثر كاريكاتورية (وأكثر غباء) من مقاربة رئيس الحكومة "الاسرائيلية". لن نجد آية الله خامنئي في قصر الاليزيه، أو في قصر بكنغهام فقط، سيجتاح البيت الأبيض أيضاً. حقاً من أين سيأتي الايرانيون بتلك القوة الجبارة، التي تمكنهم من تهديد البشرية جمعاء. لا نعتقد أن حيازة القنبلة النووية تكفي لذلك. لا بد من قوة ما ورائية تتعدى الخيال البشري. وعلى الولايات المتحدة، كجزء من المعسكر الغربي، أن تدرك أن ايران لا الصين، هي التي لا تهدد فقط قيادتها للكرة الأرضية، وانما تهدد حتى وجودها.
لن نسأل "في هذه الحال، لحساب من يعمل الله"؟ اذا كان قد بعث بترامب لانقاذ أميركا، وبعث بنتنياهو لانقاذ العالم، هنا نستعيد قول هنري كيسنجر أن الصراع في الشرق الأوسط، كحوض لاهوتي، هو بين نصف الله والنصف الآخر، لا بد أن يكون هناك نصف، كما قايين وهابيل، يقتل النصف الآخر.
كلام رئيس الحكومة "الاسرائيلية" في منتهى الوضوح. هو موجه الى كل من واشنطن وطهران. لا اتفاق لأننا سنضرب في أي لحظة، حتى لو احترق الشرق الأوسط. لا أحد يعلق على ذلك خوفاً من "تكشيرة يهوه". لكن الأكثرية تعلم من هي الدولة التي تمسك بكرة النار، ان من خلال الترسانة النووية، أو من خلال الايديولوجيا التي تتقيأ الدم، كضرورة وجودية بالنسبة الى بقاء "اسرائيل". هكذا رأى الفيلسوف "اليهودي" الفرنسي برنار ـ هنري ليفي الضجيج الاسبارطي الذي يزعزع حتى الهياكل العظمية لدى الأعداء.
الكاتب الألماني غانتر غراس كتب عن "ذلك النوع من قارعي الطبول، الذين ينتهون تماماً كما قوالب الفحم الحجري على أرصفة جهنم". من يقرأ ما في رأس نتنياهو الآن، لا بد أن يلاحظ أن رأسه بات يشبه قالب الفحم الحجري. هذا ما لاحظه عاموس هارئيل، الذي يقارن بين الانفجار الذي حصل داخل البيت الفلسطيني، والانفجار الذي حصل داخل البيت "الاسرائيلي"، اعتبر أن الحرب بأهوالها، جعلت مصير "الاسرائيليين" كما مصير الفلسطينيين في عنق الزجاجة.
ماذا لو قفز نتنياهو فوق ترامب؟ لن يكتفي بضرب المنشآت النووية والنفطية. على طريق، وطريقة الفوهرر، تحويل العدو الى حطام. في هذه الحال، كيف ستتعامل "اسرائيل" مع البلدان العربية، بل مع بلدان الشرق الأوسط؟ لعل رجب طيب اردوغان الذي قال ان المشروع "الاسرائيلي" يلحظ اقتطاع أجزاء من الأناضول، سيستبدل الطربوش العثماني بالقلنسوة اليهودية.
لطالما قلنا ان الرئيس التركي احترف التسلل بديبلوماسية الثعبان أو باستراتيجية الثعبان، من الأبواب الخلفية. هذا ما فعله في سورية، ليفاجأ بأن رئيس الوزراء "الاسرائيلي" يرفع العصا في وجهه. وها هو يستعد للحلول محل الأميركيين في قاعدة "النتف"، ما يمكنه من السيطرة، وكما ذكرنا أكثر من مرة، على المثلث الحدودي السوري ـ العراقي ـ الأردني.
هل ترانا نضرب في الخيال اذا قلنا أن "الموساد" سيتولى ادارة "تنظيم الدولة الاسلامية" ("داعش") في المنطقة. في هذه الحال، ما حال اردوغان الذي عرض على رئيس الحكومة "الاسرائيلية" أكثر من صفقة حول سورية. نتنياهو الذي يسعى لتقويض النظام الايراني، لن يدع دمشق في قبضة النظام التركي.
لا أحد سوى دونالد ترامب يستطيع الحد من جنون بنيامين نتنياهو، ومنعه من ضرب ايران. ولكن لماذا زوده بتلك الكمية الهائلة من القنابل، التي باستطاعتها اختراق التحصينات الايرانية، وكذلك ملاحقة محطات الرادار وتعطيلها. وكما هو معروف تقنياً، لا يمكن أن تكون كل المنشآت النووية في قلب الجبال، ثمة أجزاء هامة ويفترض أن تترك في العراء. هذه حال مفاعل ديمونا الذي اقيم في صحراء النقب.
الايرانيون هددوا بتدميره، لكن المنظومات الدفاعية جاهزة لحمايته. ثم ما الجدوى العسكرية من ضربه بعدما شاخ، وتردد أنه بات خارج الخدمة. ولكن من تراه يعلم أين تم خزن الرؤوس النووية، التي بعضها تم نصبه في غواصات "دلفين"، وقد تم تأهيلها لحمل واطلاق تلك الرؤوس؟
ما يستشف من وسائل الاعلام "الاسرائيلية"، أن ترامب أبلغ نتنياهو بأن مفعول الضربة الديبلوماسية بالنسبة الى أميركا و "اسرائيل"، أكثر جدوى من الضربة العسكرية التي قد تستدعي تدخلاً برياً بات شبه مستحيل، بعد ذلك الخروج الفضائحي من أفغانستان. لكن زعيم "الليكود" ما زال قادرأ أن يقنع الرأي العام "الاسرائيلي" بأن تقويض النظام الثيوقراطي في ايران، يؤمن للدولة العبرية سلام الألف عام، كما يؤمن له الآ يبقى يتأرجح بين ليل الزنزانة وليل المقبرة.
ماذا يقول البنتاغون، لا ما يقوله ويتمناه، قائد القيادة المركزية الجنرال مايكل كوريلا؟ لا حرب...
يتم قراءة الآن
-
نزع السلاح ثم نزع الأرواح
-
اورتاغوس تشيد برئيس الجمهورية: قائد مصمّم على تعافي وطنه لبنان يترقب التسوية الأميركية ــ الإيرانية كواليس الانتخابات البلدية... بري حريص على المناصفة في بيروت
-
صوت المقاومة يعود... فهل يتبدل مسار التفاوض؟ علامات استفهام حول استدعاء أماني والحملة على جنبلاط القلق يتجاوز السلاح... خصوم المقاومة في سباق مع الوقت
-
قلق اوروبي من تصعيد «اسرائيلي»: احذروا نتانياهو! الطائفية تجهض التعديلات... والرهان على وطنية «البيارتة» المطالب المعيشية الى الشارع... وجولة اميركية جنوبا
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:06
الخارجية الأميركية: نراقب الوضع عن كثب بين الهند وباكستان ولم نتخذ موقفا بعد بشأن وضع جامو وكشمير، ونقف إلى جانب الهند وندين بشدة جميع أعمال الإرهاب.
-
23:05
الخارجية الأميركية: الرئيس ترامب أكد أنه لا يزال يعتقد أن السلام ممكن بين روسيا وأوكرانيا.
-
23:03
الخارجية الأميركية: مايكل أنطون مدير تخطيط السياسات بالوزارة سيشارك في المحادثات إلى جانب المبعوث ويتكوف.
-
23:03
الخارجية الأميركية: المبعوث الرئاسي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ شارك في محادثات إيجابية في لندن بشأن أوكرانيا.
-
23:02
الخارجية الأميركية: من غير المقبول امتلاك إيران للسلاح النووي، وجولة المحادثات النووية القادمة ستعقد في سلطنة عمان السبت وستشهد أول اجتماع للفرق الفنية.
-
22:35
وسائل إعلام تابعة لأنصار الله: عدوان أميركي على مديريتي الحيمة ومناخة بمحافظة صنعاء.
