اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


 

تفصل ثلاثة أسابيع فقط مدينة جزين عن انتخاب مجلسها البلدي الجديد، وسط احتدام سياسي متصاعد يُضفي على الانتخابات البلدية والاختيارية طابعاً تنافسياً حاداً، يتجاوز الشأنين الإنمائي والخدماتي. ووفق مصادر جزينية مطّلعة تحدثت إلى "الديار"، فإن الانتخابات التي كان يُفترض أن تكون توافقية، تحوّلت إلى مواجهة سياسية مباشرة، خصوصاً بعد تعثّر الاتفاق بين التيار الوطني الحر، "القوات اللبنانية"، والنائب السابق إبراهيم عازار.

فشل التوافق وتبدّل التموضع

تفيد المعلومات بأن مفاوضات جدّية كانت قد جرت لتشكيل لائحة ائتلافية تضم "التيار"، "القوات"، وعازار، وتم التوافق على اسم رئيس البلدية، غير أن الخلافات ظهرت عند توزيع الأعضاء، ما أدّى إلى انسحاب "القوات" من الاتفاق، وفق ما تقول مصادر مطّلعة. وتُتهم "القوات" بفرض أسماء حزبية وغير توافقية، ما أدى إلى "تطيير" الاتفاق، في حين تنفي "القوات اللبنانية" هذه الاتهامات، وتعتبرها من باب الحملات السياسية المعتادة التي يشنها خصومها.

وتشير المصادر إلى أن المشهد الانتخابي استقرّ على تشكيل لائحتين أساسيتين: الأولى تضم عازار وتحالف التيار الوطني الحر وبعض العائلات، والثانية مدعومة من "القوات اللبنانية" و "الكتائب" وعائلات أخرى. وقد عُقد اجتماع ضمّ عازار و "التيار" وممثلين عن العائلات لتثبيت أسماء اللائحة، بينما لا تزال لائحة "القوات" و "الكتائب" قيد التشكيل، وقد تُعلن في الأيام المقبلة.

معركة بلدية بنكهة سياسية

وترى أوساط جزينية مستقلة أن المعركة، رغم طابعها البلدي، تتجاوز الشأن المحلي إلى كونها اختباراً سياسياً حقيقيًا في منطقة يغلب عليها التوزيع المسيحي، خصوصاً بين التيار الوطني الحر و "القوات اللبنانية". وتُقرأ هذه المعركة كمؤشر تمهيدي للانتخابات النيابية المقبلة بعد نحو عام ونصف، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز حضوره التمثيلي.

وفي هذا السياق، تخوض "القوات" الانتخابات من موقع القوة، مستندة إلى فوزها بالمقاعد النيابية الثلاثة في جزين عام 2022، فيما يسعى تحالف التيار – عازار إلى تحقيق فوز يُعيد الاعتبار بعد الخسارة النيابية، ويعكس تحوّلاً في المزاج الشعبي المحلي.

هكذا، تتجه جزين نحو استحقاق بلدي قد يحمل أبعادًا أوسع من حجمه، في ظل ديناميات سياسية متغيّرة واستعدادات مبكرة للمعركة النيابية المقبلة.

الأكثر قراءة

كوميديا أم تراجيديا نزع السلاح؟