مهما كانت اهمية الاستحقاق يبقى المشهد المسيحي نافراً، يجمع التناقضات والاضداد السياسيين وفقاً للمصالح، كما تؤدي النكايات المسيحية دوراً أساسياً بين أقطابها بهدف السيطرة على الساحة، إلا في بعض الاحيان حيث تتلاقى المصالح الخاصة، فتتألف اللوائح فجأة لتضم مرشحين حزبيين لطالموا كانوا خصوماً، لكن السياسة اللبنانية تبقى اللاعب الاكبر لتدوير الزوايا واللعب على الحبلين، بهدف تحقيق الفوز في استحقاقات معيّنة، خصوصاً الانتخابات البلدية التي تجمع الحلفاء والخصوم بحسب الحاجة.
هذا المشهد سيُهيمن على الاستحقاق البلدي هذا الاحد في بعض المناطق المسيحية، من ضمنها بلدة الحدت في المتن الجنوبي، حيث يتوقع اغلبية الاهالي تغييراً هذه السنة في النتائج ويقولون:" بعدما فازت لائحة جورج عون في الانتخابات البلدية الاخيرة بكل مقاعدها الـ18 بدعم من "التيار الوطني الحر"، اختلفت الاوضاع اليوم في البلدة بعد تراجع شعبية "التيار" بالتزامن مع فصل النائب الان عون، وانضمام عدد كبير من العونيين في الحدت الى صفوف معارضي "التيار"، لذا يبدو وضع رئيس البلدية الحالي والمرشح من جديد جورج عون متأرجحاً، بعد تشكيل لائحة برئاسة عبدو شرفان الذي كان حليفاً لعون في الانتخابات السابقة، وتضم حزبيين من "القوات اللبنانية" والعونيين المعارضين وبعض المستقلين، ما يضع البلدة امام منافسة شديدة، تشير الى تراجع حظوظ عون وتقدّم كبير لشرفان.
كما تنفرد مناطق في المتن الشمالي بحماسة لافتة، وبتحالف جديد جمع حزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب" للفوز بعدد من البلديات، خصوصاً الساحلية منها اي الجديدة – البوشرية – السدّ التي كانت تتنافس بين لائحتين، الاولى يترأسها سيزار انطوان جبارة نجل رئيس البلدية الحالي، لكنه انسحب قبل ايام بالتزامن مع دعم "القوات" و"الكتائب" لحفيد النائب الراحل اوغست باخوس الذي يحمل الاسم عينه، وقد شكّل لائحة توافقية تضم وجوهاً مخضرمة.
كما تشهد بعض القرى الجبلية المتنية تحالفاً مشابهاً ضد آل المر والعائلات الكبرى، التي تميل سياسياً الى عائلة المر.
وفي بيت شباب هنالك لائحتان تتنافسان بقوة، الأولى بعنوان" ضيعتنا بتستاهل" برئاسة سليم كنعان، مدعومة من حزب "القوات اللبنانية" وتضمّ مرشحين للعضوية من مختلف الاحزاب وتحظى بدعم العائلات، اما اللائحة الثانية فيرأسها موريس غبريل وتحمل اسم "كلنا لضيعتنا" وتلاقي دعماً من " الوطني الحر"، والحزب "القومي" و"الكتائب".
في الخنشارة تتنافس لائحتان ترتكزان على الدعم الحزبي والعائلي، واللافت انّ المرشحين لرئاسة البلدية ينتميان الى عائلة سماحة، التي تشكل نسبة كبيرة في البلدة، الاولى يرأسها عضو البلدية الحالي طانيوس سماحة، مدعوم من "القوات اللبنانية"، والثانية برئاسة فادي سماحة الذي يشغل منصب نائب رئيس حزب الوطنيين الاحرار، ويحظى الى جانب "الاحرار" بدعم من " الوطني الحر" والحزب "القومي" والنائب الياس بو صعب.
في جونيه وبعدما كانت المعركة محتدمة جداً، مع بروز تحالف سياسي جديد من نوعه قبل فترة، ضمن لائحة " نهضة جونيه" وتضم "القوات" والنائب نعمة افرام والنائب السابق منصور غانم البون، ومن ثم انضم اليهم النائب فريد الخازن، مقابل تحالف ثنائي ضم رئيس البلدية الحالي جوان حبيش والعونيين. لكن وبعد توافق ادى الى ان يتولّى فيصل افرام شقيق النائب افرام منصب الرئيس في حال الفوز، على ان يكون رشيد الخازن شقيق النائب الخازن نائبه، انسحب حبيش من المعركة، ليتولى سيلفيو شيحا رئاسة لائحة "جونيتنا" بدعم من "الوطني الحر"، إلا انّ إنسحاب حبيش قد يغير في الموازين.
شمالاً وتحديداً في وسط وجرد البترون، هنالك تحالف يضم "القوات اللبنانية" ومجد بطرس حرب، ضد التيار العوني وتيار"المردة"، بعد تحالف جمع النائبين جبران باسيل وطوني فرنجية، ما ينبئ بحصول معارك محتدمة.
في جزين لم تفلح المفاوضات والوساطات بتجنيب المدينة الجنوبية معركة بلدية، بعد سقوط تأليف لائحة توافقيّة، فتشكلت لائحتنان الاولى مدعومة من " الوطني الحر" والنائب ابراهيم عازار، ولائحة ثانية مدعومة من "القوات" وبعض العائلات، وتشير المعلومات من بعض الاهالي الى صعوبة المعركة بسبب وجود قلق من رسوب اللائحة الاولى، بعد خسارة التيار العوني لمقاعده في جزين في الانتخابات النيابية الاخيرة، ولفتوا الى انّ "القوات اللبنانية" تسعى للفوز برئاسة الاتحاد.
في عاصمة البقاع زحلة كانت الاوضاع البلدية مغايرة، بعد تحالف مفاجئ جمع "القوات" و "الكتلة الشعبية" برئاسة ميريام سكاف، لكن وقبل أيام برزت خلافات ضمن الطرفين ووصلت المفاوضات الى طريق مسدود، نتيجة اختلاف في الرؤية والنهج والنوايا وفق ما جاء في بيان لـ "القوات"، التي اعلنت خوضها للانتخابات البلدية في زحلة ضمن لائحة " قلب زحلة" برئاسة سليم خليل غزالة. وعلى خط مقابل هنالك لائحة برئاسة رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب، مدعومة من النائب ميشال ضاهر، ولائحة ثالثة برئاسة جان عرابي مدعومة من العونيين.
في البقاع الشمالي دخلت السياسة مع الاعتبارات العائلية في بلدة القاع، وسط حماسة لافتة بين ثلاث لوائح تتنافس على خوض الانتخابات البلدية في 18 أيار الجاري للفوز بـ15 مقعداً. الاولى يرأسها رئيس البلدية الحالي بشير مطر، وهي مدعومة من "القوات" وعدد كبير من العائلات، والثانية يرأسها رئيس البلدية السابق نقولا مطر، مدعومة من النائب العوني سامر التوم ومناصري" الوطني الحر"، اما اللائحة الثالثة فهي غير مكتملة ويرأسها طوني شحود، وتلاقي دعماً من القنصل عزّام مخلوف ومن الجمهور العوني في البلدة.
اما بلدة رأس بعلبك فتشهد منافسة شديدة بين لائحتين، الاولى مدعومة من "القوات اللبنانية" وبعض العائلات، واللائحة الثانية تلاقي دعماً من "الكتائب" والنائبين السابقين البير منصور وسعود روفايل، ما يشير الى شدّة المعركة بعد تحالف اضداد لطالما كانوا من الخصوم السياسيين.
يتم قراءة الآن
-
صفا في بعبدا ورحال في عين التينة... طبخة بين «الاستاذ» و«العماد»؟ لقاءات براك ــ أورتاغوس الاسرائيلية «سلبية» والجواب الرسمي السبت السلاح الفلسطيني الى الواجهة: ضغط أم تهدئة أم توريط للدولة؟
-
سلام نتنياهو: لبنان مستوطنة "إسرائيليّة"
-
«إسرائيل» تفرض واقعها جنوب لبنان... لا تعهدات ولا ديبلوماسية توقفها قلق من مرافقة السناتور غراهام المتشدد «اسرائيليا» لبرّاك واورتاغوس الى بيروت
-
موفدان للرئيس الفلسطيني في لبنان لتنفيذ قراره بتسليم السلاح نجله ياسر يبحث عن العقارات... والفصائل المعارضة خارج القرار
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:37
الدوري الألماني لكرة القدم: فوز كاسح لبايرن ميونيخ على لايبزيغ (6-0) في افتتاح الموسم الجديد.
-
23:02
وزير خارجية بريطانيا: تحدثت والشركاء الأوروبيين مع وزير خارجية إيران لتجديد تأكيد مخاوفنا بشأن البرنامج، وعرضنا على إيران حلا دبلوماسيا يتضمن تمديد تخفيف العقوبات لكن الوقت ضيق.
-
23:02
بلومبرغ: وزير خارجية هولندا المستقيل يقول إنه لم يحقق توافقا بشأن إجراءات ذات معنى ردا على ممارسات "إسرائيل".
-
23:01
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: لدى حماس الآن 20 رهينة لكن العدد في الواقع قد لا يكون كذلك لأن اثنين منهم ربما لم يعودا موجودين.
-
22:34
هيئة البث "الإسرائيلية": الجيش بدأ تنفيذ خطة احتلال غزة ووسع من نطاق عملياته في جباليا والزيتون.
-
22:34
الخارجية الإماراتية: الممارسات "الإسرائيلية" تمثل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية.
