نعى الرئيس السابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس الوزير السابق الرئيس السابق للهيئات الاقتصادية الراحل عدنان القصّار، وقال في بيان: "بغيابه يفقد لبنان قامة وطنية واقتصادية واجتماعية. لقد كان من دعائم الاقتصاد اللبناني، ومسانداً وحاضناً لجميع القطاعات، مترئساً الهيئات الاقتصادية واتحاد الغرف اللبنانية وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان وغرفة التجارة الدولية ووزارة الاقتصاد ومصرف "فرنسبنك". كان رجلاً صاحب رؤية استراتيجية شاملة ومرجعية وازنه له حضور مميّز .
علاقاته العربية والدولية الواسعة، شكّلت جسرًا متينًا للبنان مع محيطه والعالم.
ترك وراءه إرثاً حافلاً بالإنجازات وسيرة ناصعة من العطاء والتفاني في خدمة الوطن والناس.
وقد عرفته عن قرب فوجدت فيه الإنسان، الأخ والصديق، وفياً في علاقاته، فكان لي المثال والقدوة خاصة خلال ترؤسي تجّمع رجال الاعمال والمجلس الاقتصادي والاجتماعي وعضويّتي في مجلس إدارة غرفة بيروت وجبل لبنان.
تغمّده الله بفسيح جنانه، ولزوجته رائدة وابنته رولا وأخيه عادل والعائلة أحرّ التعازي".
اللمع: ظاهرة لا تتكرر
كذلك نعى الراحل، النائب السابق لرئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد لمع بكلمة مؤثرة، فقال: غابت الأسطورة... أسطورة الرجل الذي لم يعرف التقاعد عن العمل يوماً الى ان كتب آخر سطر في صفحة الحياة ورحل... ما ذكر الاقتصاد اللبناني إلا وكان ذكر اسم عدنان القصار مرادفاً له... وما ذكر الاقتصاد العربي إلا وكان اسم عدنان القصار في طليعة قادته، وحتى يبقى الترابط قائماً بين الاقتصادي العربي واللبناني تبرّع القصار على نفقته الخاصة، بإقامة مبنى في بيروت يكون مقراً للاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية... ماذا أقول فيك أيها الأخ الكبير اليوم بعدما رافقتك اكثر من ستين عاماً كنت خلالها لك الأخ والصديق وكاتم الأسرار والرفيق في معظم الزيارات الى الخارج. فعشت معك عن كثب عصاميتك وعرفت كيف كانت الرحلة الى الصين تستغرق خمسة وستة ايام فكنت اول من ارسى العلاقات الاقتصادية بين الصين ولبنان وانت لم تتجاوز العشرين من عمرك ...
ماذا أقول فيك يا رفيق العمر ويا رفيق الدرب وقد باعد المرض بيني وبينك، فخانتك صحتك وعانيت انت ما عانيت وما زلت انا اعاني من عدم قدرتي على الوقوف أو المشي مما أصبح يحول دون رؤيتي لك ومما زاد في ألمي عدم قدرتي على المشاركة في وداعك ولا في تقديم التعازي ... لقد جاء غيابك ايها الاخ الرئيس كسقوط نسر من عليائه او زلزال أصاب جبلاً فصدّعه ... كلمة "البرزيدان" لن نسمعها بعد اليوم وهي الكلمة التي كانت محببة لك وكلمة: "عوافي" من سيقولها من بعدك؟ حفظ الله اخاك عادل في اكمال المسيرة مع العائلة الكريمة...
من سأنتظر مساء كل يوم ان اسمع منه كلمة: "عوافي" ها انا قد غادرت المكتب الى البيت وككل يوم شو الأخبار؟ شو عنا اليوم ؟ كيف وكيف وهذه الحالة تتكرر عبر الهاتف مساء كل يوم ...
مرة كنت اجلس معه في منزله فجاءته مكالمة هاتفية من رئيس احدى غرف التجارة العربية يقول له: بارك لي فقد تقاعدت واخترت راحة نفسي فهل تشاركني في التقاعد بعدما قدمنا زهرة شبابنا في العمل ... سمعته يقول له: انا ليس في قاموسي ان أتقاعد وسأبقي اعطي ما دمت قادراً على العطاء عملاً بالقول الكريم: إعملوا، إن في العمل عبادة. فالعمل هو حياة ثانية لي ...
نجاحاتك ايها الكبير لم تقتصر على ناحية دون اخرى فقدانت في كل الميادين من مصرفية واقتصادية واجتماعية وإنسانية ليس هنا مجال تعدادها ...
عدنان القصار لم يكن رجلاً عادياً كان مجموعة رجال في رجل واحد ... كان وطناً في رجل ... كان رمزاً للمحبة والتواضع... عصبي المزاج احيانا ولكنه يحمل في صدره قلب طفل فيه البراءة والحنان ... كان هاجسه الدائم هو وحدة لبنان والحفاظ على وحدة الصف الاقتصادي ففي احلك الظروف واصعبها وتقطع اوصال الوطن وانقسام بيروت بيروت الى شرقية وغربية بقيت الهيئات واحدة موحدة بفضل حكمته وانفتاحه على الجميع وكان عابراً للطوائف والمذاهب همّه ان يبقى لبنان واحداً موحداً ... مسيرة الستين عاماً توّجها عدنان القصار في كتاب لا يقل عن الف صفحة زاخر بالمعلومات والصور التي تؤرخ لتلك المرحلة التي تقلب "البريزيدان" فيها بين رئيس لغرفة بيروت ولاتحاد الغرف اللبنانية ونائباً أول لرئيس الغرف العربية ثم رئيسا للاتحاد لدورتين ورئيساً لغرفة التجارة الدولية كأول عربي يتولى هذا المركز مروراً بصداقته للصين وهنغاريا على ما يزيد على سبعين عاماً وصولاً الى تولي الوزارة مرتين وقد اهدى هذا الكتاب الى "وطني لبنان الذي حملته معي في قلبي وفي عقلي أينما اتجهت ليبقى اسمه عالياً دائماً وأبداً كما يستحق فلا رصعت جبيني الا بسمائه ولا هيأت قلبي يوماً إلا لمحبته "...
عدنان القصار ظاهرة لا تتكرر فقد ظل على مرّ السنين رجل الريادة في القطاع الخاص لبنانياً وعربياً ودولياً وهو الذي انضوى تحت راية نادي الاقتصاد في سن مبكرة، فمضى يوزع سنوات عمره على مشاريع ناجحة يمدها برؤياه الثاقبة فختمت باسمه ووقعت بحبر يده ...".
يتم قراءة الآن
-
متى المفاوضات بين أميركا وحزب الله؟
-
من صناديق الشمال الى طاولة ترامب... هل يعبر لبنان زمن الغياب؟ تحديات الشمال امنية ولا انقلاب سياسي «والعين» على بيروت قاسم: نتجه نحو الاستقرار ونحن شركاء للعهد... ولن نستسلم
-
سقوط المشرق العربي جرس إنذار للسعودية ودول الخليج
-
ترامب يرفع العقوبات عن سوريا و«يشترط» لمساعدة لبنان طرابلس تحت الضغط: شارع غاضب وانتخابات معلّقة قضية «المرفأ» تتحرك و«المتقاعدين» الى التصعيد
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:21
ماكرون: ما يحدث في غزة مأساة إنسانية غير مقبولة ومروعة ويجب وقفها
-
23:20
ماكرون: يجب الضغط على "إسرائيل" واعتبر أنه من المعقول الحديث عن إعادة النظر في اتفاقيات الشراكة بينها والاتحاد الأوروبي
-
23:19
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: ما يقوم به نتنياهو في غزة مخزٍ
-
22:47
القوات المسلحة اليمنية: على الشركات التي لم تعلن وقف رحلاتها أن تحذو حذو تلك التي أعلنت وقف الرحلات إلى مطارات فلسطين المحتلة
-
22:46
القوات المسلحة اليمنية: العملية تأكيد على استمرار حظر الملاحة في مطار "بن غوريون"
-
22:43
القوات المسلحة اليمنية: الصاروخ حقق هدفه بنجاح وتسبب في هروب ملايين "الإسرائيليين" إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار لنحو ساعة
