أصبح "الصيام العلاجي" في الآونة الأخيرة من أبرز المواضيع التي تثير الجدل في مجال الصحة والطب البديل. يُعرف الصيام العلاجي بأنه الامتناع عن الطعام والشراب لفترات معينة من اليوم أو الأسبوع، ويُروج له كعلاج للعديد من الأمراض، من فقدان الوزن إلى تحسين صحة القلب وتعزيز وظائف الجهاز الهضمي. ومع ذلك، ورغم الفوائد المحتملة التي يُدّعى أنها تحققت من وراء هذا النوع من الصيام، فإن له أيضًا مخاطر كبيرة قد تؤثر سلبًا على صحة الأفراد في حال لم يتم تطبيقه بشكل صحيح.
من أولى المخاطر التي قد يسببها الصيام العلاجي، هو التأثير السلبي على التوازن الغذائي في الجسم. إن امتناع الشخص عن تناول الطعام لفترات طويلة قد يؤدي إلى نقص حاد في بعض العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات، المعادن، البروتينات، والكربوهيدرات. هذا النقص يمكن أن يؤدي إلى ضعف في الجهاز المناعي، فقدان الكتلة العضلية، وتدهور في الأداء العقلي والجسدي. علاوة على ذلك، فإن الصيام لفترات طويلة دون استشارة طبية قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة على المدى الطويل مثل هشاشة العظام أو ضعف العضلات.
إنّ أحد أهم المخاطر الصحية المرتبطة بالصيام العلاجي هو تأثيره على مستويات السكر في الدم، خاصة لأولئك الذين يعانون من داء السكري أو مشاكل في تنظيم السكر في الجسم. قد يؤدي الصيام إلى انخفاض حاد في مستوى السكر في الدم، مما يعرض الشخص لخطر الإصابة بهبوط حاد في مستويات الجلوكوز، وهو ما يُعرف بحالة "انخفاض السكر" أو "الإغماء السكري". وفي حالات أخرى، قد يؤدي الصيام إلى زيادة مفاجئة في مستويات السكر بعد الإفطار، مما يسبب ارتفاعًا في مستويات الجلوكوز قد يؤثر على وظائف الأعضاء ويزيد من مخاطر تطور الأمراض المزمنة.
رغم أن العديد من الناس يعتبرون الصيام العلاجي طريقة لتحسين الصحة النفسية والعاطفية من خلال "تنقية الذهن"، إلا أن الصيام الطويل أو القاسي يمكن أن يؤدي إلى آثار عكسية. من الممكن أن يؤدي الحرمان المستمر من الطعام إلى الشعور بالقلق، والاكتئاب، والعصبية، وفقدان القدرة على التركيز. كما أن نقص التغذية السليمة قد يؤثر على التوازن الكيميائي في الدماغ، مما يزيد من احتمال الإصابة بأعراض نفسية مثل الاكتئاب الحاد أو اضطرابات النوم. في حالات أخرى، قد يتسبب الصيام في اضطرابات في تناول الطعام قد تؤدي إلى تطور حالات مثل الشره العصبي أو فقدان الشهية.
من الأضرار الرئيسية الأخرى التي قد يسببها الصيام العلاجي هو انخفاض مستويات الطاقة والقدرة على أداء الأنشطة البدنية بشكل طبيعي. في فترات الصيام، يُحرم الجسم من مصادر الطاقة الأساسية مثل الكربوهيدرات والبروتينات، مما يضعف من القدرة على ممارسة الرياضة أو حتى القيام بالأعمال اليومية. في بعض الحالات، قد يتسبب الصيام في تدهور في الأداء الرياضي، خاصة للأشخاص الذين يمارسون تمارين شاقة أو يشاركون في مسابقات رياضية. تكرار هذه الظاهرة قد يؤدي إلى ضعف عام في الجسم وزيادة في الشعور بالإرهاق المزمن.
على الرغم من أن البعض قد ينجح في الصيام العلاجي دون مشاكل، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض معينة يجب أن يكونوا أكثر حذرًا عند التفكير في هذه الممارسة. على سبيل المثال، الأشخاص المصابون بأمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، مشاكل الكلى، أو الأمراض المزمنة الأخرى قد يتعرضون لمضاعفات صحية خطيرة نتيجة للصيام الطويل أو القاسي. الصيام قد يؤثر على توازن السوائل والأملاح في الجسم، مما يزيد من احتمالية تعرضهم للجفاف أو الاختلالات في معدلات الأيونات في الدم، وهو ما قد يعرضهم لمشاكل صحية حادة.
يتم قراءة الآن
-
معركة زحلة حسمت الجمعة... تعليمة جوية وصلت الضاهر: STOP
-
اورتاغوس تصعّد من الدوحة ولبنان يصر على «الحوار» بيروت تستعد لصيف بلا عتمة... وصندوق النقد غير راضٍ
-
الأفضل لسورية... التطبيع أم التقطيع؟
-
نتنياهو يهدّد وأورتاغوس تساوم... لبنان يردّ بالتفاهمات والترقب انتكاسة لمخزومي في بيروت: طموح السراي يصطدم بضعف التمثيل السني «بلديات المتن»: نيكول الجميّل تتحدى ميرنا المرّ في معركة الاتحاد
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:44
فوز الرياضي على الأنطونية بنتيجة 99-72 ضمن المرحلة السابعة عشرة المؤجلة من "ديكاتلون" بطولة لبنان لكرة السلة
-
22:46
وزير الخارجية يتوعد: سوف يتم استدعاء كل سفير يتعدى حدوده!
-
22:38
التحكم المروري: إنقلاب سيارة على أوتوستراد غزير - المسلك الشرقي والأضرار مادية، وحركة المرور ناشطة في المحلة
-
21:28
لابيد: معنى كلام نتنياهو اليوم هو احتلال غزة لسنوات طويلة وأن نستيقظ كل يوم على مقتل جنود
-
21:27
لابيد: معنى كلام نتنياهو اليوم أن وضعنا الدولي سينهار وسيتضرر اقتصادنا بشدة
-
21:27
لابيد: نتنياهو كذب الليلة عندما قال إن لديه تنسيقا كاملا مع الإدارة الأمريكية
