اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لم يكن مشهد الاربعاء في مطار بيروت عاديا، فهذه الصورة للوجوه الخليجية التي اشتاق لها لبنان، اعادت بث الامل ببلد انهكته الازمات، وافقدته كل امل بابسط مقومات الحياة.

فبعد غياب طويل، ها هي اول طائرة تابعة للخطوط الجوية الإماراتية، والتي تبعتها ثانية وثالثة تحط على ارض لبنان. وجوه اماراتية تستقبل بالورود وب " 100 اهلا وسهلا" ، رسمت على الوجوه اللبنانية بسمة امل بغد افضل ومستقبل مشرق ، كيف لا ولبنان الغارق منذ سنوات طوال بمشاكل متلاحقة وحروب على كل الجبهات ، وبات اليوم متعطشا لاستنهاض نفسه واستعادة مكانته على خارطة السياحة العالمية.

لا يختلف اثنان على ان الجهود التي قادها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، لاعادة وصل ما انقطع بين لبنان والعرب، كانت جهودا جبارة، وهو الذي تنقل بين مختلف الدول الخليجية ، متمنيا رفع حظر السفر الى لبنان، ومتسلحا بالمقابل بثقة استقرار امني سيصبح بالمتناول، تزامنا مع حصرية سلاح " اتخذ القرار به"،  لكنه يعالج بهدوء وحكمة، بعيدا عن المنابر الاعلامية، كما احب عون ان يقاربه.

في جولاته على الدول الخليجية، حمل معه رئيس الجمهورية همّ عودة الخليج الى لبنان ، فتلقى وعدا سعوديا برفع حظر قريب، ولاقى استجابة اماراتية ترجمت فعليا على ارض مطار بيروت، الذي سيشهد بحسب مصادر مطلعة على جو المطار، ارتفاعا ملحوظا بعدد الوافدين، وقد يصل الى 20 الف في اليوم، بعدما كانت سجلت حركة المطار مع وصول الطائرات الاماراتية وصول 11 الف راكب.

وتكشف المصادر المطلعة على حركة الطيران المدني ، بان الاتجاه هو لزيادة عدد الرحلات من والى الامارات وبيروت، اذ ان هناك طلبا لرفع العدد . وتشير المصادر الى ان شركات سعودية بدأت عملية تفاوض مع المعنيين بمطار بيروت، تمهيدا لعودة تسيير الرحلات قريبا .

وفي هذا السياق، يفيد مصدر مطلع على الجو الخليجي، بان الوجوه السعودية ستعود الى ربوع لبنان تزامنا مع عيد الاضحى، ولهذا الغرض يعمل المسؤولون في الدولة اللبنانية، على تسريع عملية المضي بالمخطط التوجيهي وتوسعة المطار، لاستيعاب الاعداد المتوقع وصولها في صيف 2025 .

هذه الزحمة الايجابية التي انتظرها لبنان طويلا، لن تكون بمنأى عما يعمل عليه داخليا وخارجيا، لدعم لبنان على كل المستويات ، لا سيما بعد الاصلاحات التي اقرها مجلس النواب، وتسلح بها الوفد اللبناني الرسمي باجتماعاته مع النقد الدولي، كما خطة حاكم "المركزي" كريم سعيد، الذي شدد على مسمعه رئيس الجمهورية على وجوب العمل لاستعادة ثقة الداخل كما الخارج.

كل هذه التطورات، تقاطع مع معطيات حصلت عليها "الديار" تفيد بان اجتماعا هاما جدا سيعقد في 12 الحالي ،اي الاثنين المقبل في قصر الصنوبر، لا يضم فقط سفراء "اللجنة الخماسية" انما سيكون موسعا، اذ سيشمل سفراء دول عربية واجنبية اخرى، كالمانيا وبريطانيا والكويت وغيرها، تحت عنوان "دعم لبنان".

وتكشف اوساط مطلعة بان البحث على طاولة قصر الصنوبر سيتناول سبل دعم لبنان، سواء عبر مؤتمرات تنظم بالخارج، او اتفاقات ثنائية بمجالات عدة، لكن كلها مشروطة باستكمال طريق الاصلاحات وتحقيق الاستقرار الامني والاقتصادي ، اضافة الى دعم الجيش والقوى الأمنية الرسمية كلها، وفق برامج واضحة وشفافة.

وبانتظار ما قد يسفر عنه الاجتماع الموسع في قصر الصنوبر، علق مصدر موثوق مطلع على جو "اللجنة الخماسية" بالقول : بدأت جهود اللجنة تثمر، بعدما وضع لبنان نفسه على سكة الاصلاح ، معتبرا ان نجاح الجولة الأولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان كان عاملا اساسيا، اذ طمأن الدول كما المغتربين الى ان مؤسسات لبنان بدأت تستعيد عافيتها ، بعدما اثبتت الدولة بكامل عناصرها انها قادرة على بسط سلطتها الامنية على كامل الاراضي اللبنانية.

وعليه، يختم المصدر فيشير الى ان زيارات رئيس الجمهورية للخارج بدأت تنتج على ارض الواقع ، لا سيما انه اظهر ادارة حكيمة لاصعب مرحلة يمر بها لبنان، وعرف كيف يعمل بهدوء لاستعادة مظلة الدعم العربية، خصوصا ان الدول الخلييجة باتت تتعاطى مع لبنان، انطلاقا من قاعدة "ما عاد في شي ببلاش" ، انجزوا المطلوب منكم وبعدها نرى ، نقرر فنحاسب...ويبدو ان وقت القرار قد حان خليجيا ، ودقّ زمن الحصاد على توقيت جوزيف عون!

الأكثر قراءة

التصعيد «الإسرائيلي» مُستمرّ... والرئيس عون يُواجه «ضغوط السلاح» بالحوار بيروت بلا ضامن للشراكة... وفي زغرتا وطرابلس تحالفات تُشعل المعركة