اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن على هوليوود تصوير أفلامها في أميركا فقط. وبات مستقبل السينما الأميركية مرهوناً بهذا القرار. ولكن، ما هي إيجابيات وسلبيات القرار الذي وعد الرئيس الأميركي‫ بتنفيذه فارضاً 100% ضريبة على كل فيلم أميركي يتم تصويره خارج الولايات المتحدة؟

و‫أثار ترمب بلبلة كبيرة عندما قرّر، قبل نحو أسبوع، أن الوقت حان لفرض رسوم على كل فيلم أميركي، أو غير أميركي، يتم تصويره، وإنتاجه، كاملاً أو جزئياً، خارج الولايات المتحدة الأميركية.

القرار الذي ينتظر صدور أمر تنفيذه ليس اعتباطياً، لكنه ليس صحيحاً أيضاً. أو بالأحرى، يضر بقدر ما ينفع. في كلمة مختصرة: قرار يصعب تطبيقه من دون أن يرتد سلبياً على من يطبّقه.

الأمثلة واضحة، وأقربها إلينا «مهمّة: مستحيلة- الحساب الأخير 2» Mission Impossible: The Final Reckoning الذي سيعرض في مدار الأسبوع المقبل في مهرجان «كان» السينمائي الدولي.

تم تصوير هذا الفيلم في 15 دولة، من بينها جنوب إفريقيا، والنرويج، وبريطانيا. بدوره، انتقل فريق العمل إلى فيلم «الرائعون الأربعة: الخطوات الأولى» Fantastic Four: First Steps، الذي سينطق للعروض في الخامس والعشرين من يوليو، إلى بريطانيا وأسبانيا بالإضافة إلى مدينة نيويورك.

وفي الثاني من الشهر المذكور، ستنطلق عروض «جوراسيك وورلد: إعادة ولادة»، Jurassic World: Rebirth، الذي يتبع سلسلة معروفة ينتجها ستيفن سبيلبرغ، كلما شعر بأن الوقت حان لإنجاز فيلم يعود إليه بنجاح مادي كبير. تم تصوير الفيلم في مالطا، وبريطانيا، وتايلاند. ومثل سواه، ما تم تصويره داخل الولايات المتحدة لا يتجاوز 30 في المئة من مدّة عرض الفيلم الذي تزيد مدّة عرضه على الساعتين بقليل.


مسببات قرار التصوير خارج أميركا

هناك أسباب عدّة تدفع هوليوود للتصوير خارج البلاد. ونسبة الأفلام التي تُقدم على ذلك لا تتجاوز ربع ما يتم إنتاجه في هوليوود. وأغلب الأفلام المنتجة لا تتطلب التصوير الخارجي، وليس لديها من الميزانيات ما يسمح لها بذلك. لكن هذا الربع المصنوع خارج الولايات المتحدة هو من تلك الأفلام الرباعية الدفع، أي تلك التي تحتوي على الفانتازيا، والبطولات الخارقة، والحكايات التي لا بد لها أن تقع خارج أميركا، والمناظر الخلّابة أو (على الأقل)، التي تستدعي الانتباه.

سبب آخر للتوجه إلى آسيا وأوروبا للتصوير فيها، يكمن في المغريات المادية. معظم الدول الغربية والآسيوية حالياً، تؤمّن حوافز مالية تتراوح ما بين 20 و42 في المئة، ما يغطي نفقات السفر والإقامة بالنسبة إلى الشركات الأميركية.

ردّات الفعل على قرار الرئيس الأميركي

ردّات الفعل على الفكرة التي في بال ترامب كانت سلبية، داخل أميركا وخارجها. هوليوود ستجد نفسها مرغمة على رفع ميزانياتها، لأن تصوير الأفلام الكبيرة في الخارج أرخص بنسبة تتراوح ما بين 20 و30 في المئة. كذلك لا يمكن تصوير حكاية تقع أحداثها في أكثر من مدينة أوروبية من دون الانتقال إليها. إضافة إلى أن المغريات المادية التي توفرها بعض تلك الدول ستتوقف إذا ما تم اتخاذ هذا القرار.

في المقابل، تتخوّف الدول الأوروبية والآسيوية من أن يؤثر القرار في المشاركة في الأفلام الأميركية التي توزّع حول العالم، وبالتالي في أحد مصادرها السياحية.

وعلى الرغم مما سبق، يجب ألا يُلغي حقيقة أن وراء هذه الخطوة تكمن إيجابية مهمّة توازن الجانب السلبي لها. خلال السنوات الثلاث الأخيرة تراجع عدد العاملين في السينما الأميركية دون مستوى المديرين، والفنانين، وأصحاب المهن الرئيسية، على نحو ملحوظ. وحسب «إنترناشنال ألايانس أوف ثيتريكال ستايج»، وجد 1800 شخص أنفسهم بلا عمل. هذا متصل بانحدار نسبة الأفلام التي يتم تصويرها إلى 22 في المئة، خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. هذا ليس بسبب هجرة السينما الأميركية إلى خارج الوطن فقط، بل- وعلى قدر مساوٍ في الأهمية- بسبب تفضيل صانعي الأفلام التصوير في ولايات أميركية أخرى أرخص كلفة.

إيجازاً، هي فكرة وطنية بلا ريب، لكنها تقف على خيط رفيع بين النجاح والفشل.

الأكثر قراءة

متى المفاوضات بين أميركا وحزب الله؟