يعيش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو راهنا أسوأ كوابيسه. فهو الذي ظنّ ان عودة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى البيت الابيض من شأنها ان تفتح له ابواب الجنة في المنطقة، بات يتلقى منه الصفعات تلو الأخرى. فمن احراجه على الملء باعلان ترامب المفاجئ خلال لقائه اياه في البيت الأبيض في نيسان الماضي، عن انطلاق مفاوضات مباشرة مع إيران بشأن ملفها النووي، مرورا بقرار الرئيس الاميركي السير بهدنة مع الحوثيين في اليمن، وصولا لخوض الادارة الاميركية مفاوضات مع حركة «حماس» أدت الى تحرير أسير إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية بدون معرفة إسرائيل..فهذه كلها احداث كبرى ومتسارعة تؤكد ان الهوة تتسع اكثر فأكثر بين الادارتين الاميركية والاسرائيلية ما يهدد باحباط كل مشاريع نتنياهو في المنطقة وابرزها تهجير اهل غزة وتوجيه ضربة عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة الاميركية لايران اضافة لدفن حل الدولتين.
ولم يعد خافيا ان العلاقة بين ترامب ونتنياهو بلغت درجات متقدمة من التوتر. وتقول مصادر مطلعة على الملف لـ «الديار» انه «كما يبدو فان الرئيس الاميركي لن يسامح نتنياهو على المراوغة التي يعتمدها في التعامل مع ملف غزة وهو يرفض «استغباءه» والتعاطي معه كما كان يتم التعامل مع الادارة الاميركية السابقة والرئيس جو بايدن. اذ ان الاوامر الاميركية كانت واضحة بوجوب التوصل سريعا لاتفاق وقف نار في غزة. وقد تبين ان رئيس الوزراء الاسرائيلي هو الذي يرفض التوصل لهكذا اتفاق ويخطط لاستكمال القتل والقصف حتى تهجير آخر مواطن غزاوي».
وتعتقد المصادر ان «ترامب أيقن ان نتنياهو لا يريد السلام راهنا في المنطقة الا بعد احراقها وتحويلها الى رماد. وهو ما يتعارض مع ما كان أعلنه الرئيس الاميركي عن خطته لجهة وقف الحروب في العالم» لافتة الى ان محاولات نتنياهو المستمرة للحرتقة على المفاوضات مع ايران بهدف افشالها، يتابعها ترامب عن كثب ولذلك بات يتعمد تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي في ملفات تشكل اولوية بالنسبة اليه».
كذلك لا يمكن تجاوز قرار ترامب بأن تكون الزيارة الخارجية الاولى له بعد تنصيبه الى المملكة العربية السعودية واستثناء اسرائيل من جولته الحالية الى المنطقة والتي تشمل الى السعودية قطر والامارات.
ويعتبر أستاذ القانون والسياسات الخارجية في باريس الدكتور محي الدين الشحيمي أن هناك «توافقا تاما أميركيا إسرائيليا على كل ما يقوم بهذا الكيان الاسرائيلي داخل الجغرافيا الفلسطينية، لكن هنالك اختلاف كبير حول ما يريده كل من ترامب او نتنياهو على المستوى الشرق الاوسطي» لافتا في حديث لـ»الديار» الى ان «هنالك فرقا بين ما يقع ضمن خانة العلاقات الثنائية بين الطرفين وبين ما يعتبر اصلا من العلاقات الخارجية الاميركية فقط حيث قد يتم التوافق عليه مع الكيان الاسرائيلي او العكس كما هو حاصل الان».
ويشدد الشحيمي على ان «جل ما يهم الكيان الاسرائيلي في العمق هو الاستمرار في تحالف الدفاع الأمني والاستراتيجي مع أميركا ودعمها اللامحدود.رغم ذلك تعيش اسرائيل في حال من القلق بدأ عبر تردي منسوب الثقة بخطوات ترامب الخارجية بخصوص ملفات الشرق الاوسط، وابتعاده كذلك عن رؤى متشددة تتبناها حكومة نتنياهو، سيما ان ترامب حاليا يمشي بعكس السير التكتيكي لخطط اسرائيل المرحلية في ملفات متعددة أبرزها مع الحوثيين والبحر الأحمر والملف النووي الايراني وسير المفاوضات التي لا تريدها اسرائيل اصلا، والملف النووي السلمي السعودي دون أي حديث عن التطبيع»، مضيفا:»وتتجلى الخشية الكبرى لدى اسرائيل من ترامب في احتمال اقدامه على إعلان مبادرة حساسة بخصوص حرب غزة دون تنسيقه مع اسرائيل لجهة تعهده باعترافه بدولة فلسطينية خالية من حماس. وهو سيناريو تعتبره القيادة الإسرائيلية الحالية تهديدا مباشرا لها، خاصة مع وجود جناح اسرائيلي سياسي متطرف لا يستسيغ ترامب ابدا ولا يحبذ حركاته اللامتوقعة. يعمل هذا الجناح على افشال كل مبادراته ومساعيه».
ويعتبر الشحيمي ان «ما يريده ترامب راهنا هو النجاح في رحلته الخليجية لاستثمارها في سجله واضفاء الحلول على المنطقة الشرق الاوسطية والعربية من بوابة القضية الفلسطينية وحرب غزة ، لأن اي فشل سيؤدي الى انفلات الامور وتمدد الحرب زمنيا». ويضيف:»رغم كل ذلك لا يعتبر هذا في الواقع غير توتر محدود وتكتيك سطحي بين اسرائيل واميركا. فإن علاقة الطرفين ثابتة لكن علاقة ترامب ونتنياهو غير ذلك حاليا وهذان امران مختلفان». ويخلص الى ان ما يحصل «هو نوع من توزيع الادوار القريب من شكل الهجر المتقطع دون الوصول الى مرحلة الطلاق السياسي».
يتم قراءة الآن
-
ترامب يرفع العقوبات عن سوريا و«يشترط» لمساعدة لبنان طرابلس تحت الضغط: شارع غاضب وانتخابات معلّقة قضية «المرفأ» تتحرك و«المتقاعدين» الى التصعيد
-
رئيس أميركي في المزاد العلني
-
التنسيق الجنبلاطي – الإرسلاني قائم ومستمرّ... وظهر في الانتخابات البلديّة لقاء خلده أكد تجنيب لبنان ما يحدث في سورية من توترات مذهبيّة
-
المنطقة أمام مفترق طرق
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:02
الجيش الإسرائيلي ينفذ حملة تمشيط من جبل الباط قرب عيترون باتجاه سهل مارون الراس
-
22:55
الشرع: قرار رفع العقوبات كان قرارا تاريخيا شجاعا يمهد لرفع المعاناة عن شعبنا
-
22:52
الـLBCI: لا صحة لما نشرناه سابقًا عن توقيف رمزي نهرا وفرض عليه الإقامة الجبرية
-
22:51
الشرع: رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد كان من أول الداعمين لسوريا
-
22:50
الشرع: حدّدنا أولويات لحل مشكلات البلاد والسوريون في الخارج ساهموا برفع العقوبات
-
22:50
الشرع: - نعاهد الجميع أن تكون سوريا أرض السلام ولن نسمح بتقسيمها
