اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

جويل عرموني

رحلت عن هذه الدنيا السيدة نهاد الشامي، التي أضحت رمزاً حيّاً للإيمان والرجاء، بعد أن خُتم جسدها بأعجوبة إلهية خلّدها القديس شربل، فتحوّلت إلى شهادة خالدة ألهمت المؤمنين في لبنان والعالم.

نهاد، تلك السيدة اللبنانية التي شاءت العناية الإلهية أن تختارها شاهدة على قدرة الله وشفاعة قديسيه، خاضت اختباراً روحياً خارقاً في الثاني والعشرين من كانون الثاني عام 1993. إذ أُصيبت بمرض عضال استدعى تدخلاً جراحياً دقيقاً في عنقها. وفي الليلة السابقة للعملية، تراءى لها القديس شربل في حلم، بثوبه الرهباني ولحيته البيضاء، مطمئناً إياها: "لا تخافي، أنا الأب شربل جئت لأجري لكِ العملية".

وفي صباح اليوم التالي، ظهرت على عنقها ندبة واضحة، رغم أنّ العملية لم تُجرَ، فكانت تلك العلامة بمثابة إعلان عن شفاء سماوي، دوّنه الناس في سجلّات الأعاجيب ورفعوه تسبيحاً للرب.

ومنذ ذلك اليوم، بات الثاني والعشرون من كل شهر موعداً روحياً يتوافد فيه المؤمنون إلى دير مار مارون – عنايا، تلبية لنداء الصلاة والشكر، وتمجيداً للنعم الإلهية التي تجلّت في نهاد.

ولأنها حملت الرسالة وصدحت بالحقيقة، بادرت بلدية حالات إلى تخليد اسمها بإطلاقه على أحد شوارع البلدة، تكريماً لرسالتها الإيمانية. كما خُلّد مسارها العجائبي في عمل سينمائي عام 2025، تحت عنوان "نهاد الشامي: للإيمان علامة" (A Sign of Faith)، من إخراج سمير حبشي، وبطولة جوليا قصار.

هكذا رحلت نهاد جسداً، لكنها باقية في قلوب المؤمنين نوراً لا ينطفئ، وندبة إيمان محفورة في ذاكرة الزمن.

الكلمات الدالة

الأكثر قراءة

تصعيد «اسرائيلي» يسبق الانتخابات البلدية جنوباً «تسونامي» مرتقب للثنائي «وام المعارك» مسيحيا في جزين قناة مفتوحة بين بعبدا وحزب الله... واسئلة حول السلاح الفلسطيني