كلمات في زمن الغربة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

1- أمسِ الأول، ومع اعلان نتائج الانتخابات البلديّة في الشمال، عاجلتُ وعلى غير مألوف العادة في مثل هذه المناسبة، الى تهنئة صديقي، لا على فوزه منافسا سواه فيها، بل على نجاته من النجاح. الزمن زمن غربة. الحريص فيه على احترام ما تبقّى من معايير وقيَم، أن يحرص على أن لا يطاله في الاَتي من صحوة الأيّام، غيرُ اتّهام بغير استباحةٍ وغير حرام.

2- بعيدا عن تناول الموضوع من ناحيته اللاهوتية الايمانية، أعجب لهذا النجاح الذي يحقّقه متقنو الاتّجار بالدين في مواصلة اقناعهم الكثيرين، من الذين على بركات الله، بأنّ الله قد أعطاهم سلطانَ مغفرة الخطايا. في العرض اغراءٌ لا يُقاوَم.

ففي مغفرة الخطايا، هنا تسهيلٌ لخلاص أنفس المؤمنين يومَ الدين. ما يتعدّى العجب الى الألم مصحوبا بالقرف في هذا المجال أنّ كثيرين من المتاجرين هؤلاء، قد اتّخذوا من هذا السلطان المُتوٓهَّم، ستارا تُرتكَب خلفه أفظعُ الكبائر والخطايا.

3- ما تراه يفعل حين يكتشف الرجلُ العاشقُ أنّ صورةَ المرأة التي يعشق، ليست هي طبق الأصل عن تلك التي في حقيقة حياتها؟ ليس له الّا أن يخيب ويحزن ويعاتبَ خيالَه ويقفل عليه الباب ويرحل...

4- من اَخر ما يُمليه عليك الوجعُ الأخير: احتفظْ باَخر الكلمات في داخلك. العالم في الخارج على اتّساعه الكبير، لا يتّسِعُ لاَخر الكلمات...