اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


منذ انطلاق المفاوضات بين واشنطن وطهران، و"ايد" المعارضة السابقة في لبنان "عا قلبها"، خوفا مما يمكن ان يتمخض عن الاتفاق من نتائج لن تكون لمصلحتها في اي من الاحوال، استنادا الى التجارب التاريخية القريبة والبعيدة منها، حيث تتراوح التقييمات، وأسوأها اي تخفيف الضغوط على حزب الله ودخوله كشريك فعلي بعيدا عن معادلات الغالب والمغلوب.

في المقابل، من الواضح ان حارة حريك تخوض معركتها الحالية، مستندة الى "خلطة" من تجاربها السابقة، املا في كسب الوقت في لعبة عض اصابع تسمح لها باستعادة المبادرة، مع انقلاب الموازين الاقليمية والدولية.

في كل الاحوال، يقر المقربون والمتابعون، بان نجاح المفاوضات النووية وما حولها من ملفات مرتبطة بالحضور الايراني في المنطقة، ستكون له انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على حلفاء واشنطن في لبنان، خصوصا في ظل التوازنات السياسية والامنية والعسكرية الدقيقة، التي انتجتها حرب طوفان الاقصى وما تبعها من حرب اسناد، وحرب "اسرائيلية" مدمرة قلبت طاولة المعادلات التي قامت لسنوات، تحديدا بعد اتفاق الدوحة.

مصادر سياسية متابعة لملف المفاوضات، اكدت ان الامور في عمان تسير بالاتجاه الصحيح، وان المفاوضات قطعت شوطا كبيرا، بدليل دخول الامور في التفاصيل التقنية، رغم تأكيدها ان الاتصالات حتى الساعة ما زالت محصورة في الموضوع النووي حصرا، وفقا للاولويات التي وضعها فريقا التفاوض، على ان يتلازم بحث ملف النفوذ الايراني في المنطقة مع بندي الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.

وكشفت المصادر ان واشنطن اوصلت اكثر من رسالة لطهران في المجال الاقتصادي، يفهم منها عدم معارضتها لدخول ايران المسرح الاقتصادي للدول التي تحظى بنفوذ فيها، وان تكون شريكة في انمائها ونهضتها، مقابل استحصال الولايات المتحدة الاميركية على حصة الاسد من الاستثمارات في الجمهورية الاسلامية، وهو ما عبرت طهران عن موافقتها عليه صراحة على لسان الناطق باسم خارجيتها.

هذه الاجواء الايجابية التي وصلت الى بيروت، اثارت الريبة لدى الكثير من "القوى السيادية"، وهو ما ترجم في الاجواء التي بدأ تسريبها عن تحذيرات سفراء غربيين في لبنان، من ان الاهتمام الدولي بلبنان بدأ بالتراجع مع تقدم ملفات اخرى، ابرزها الايراني والسوري، بما يعنيه ذلك من تراجع الدعم الاميركي التحريضي ضد حزب الله، اي تخفيف الضغوط السياسية والاقتصادية على لبنان، وهو ما دفع برئيس حزب "القوات اللبنانية" الى التأكيد في مجالسه ان "الفرصة امامنا لن تبقى مفتوحة كثيرا، فسقف الوقت نهاية السنة ليس اكثر".

ورأت المصادر ان ابرز الانعكاسات ستكون سياسية ، مع تراجع الدعم الاميركي المباشر، نتيجة تركيز واشنطن على "الصفقة الكبرى" مع طهران، وهو ما سيدفعها حتما الى خفض التصعيد مع حزب الله وعدم الضغط على ايران اقليميا، ما سيضع حلفاء "العم سام" في موقع لا يحسدون عليه، نتيجة تراجع دورهم وسقف مطالبهم واهدافهم.

وتابعت المصادر بان ذلك سينعكس على موقع حزب الله في الادارة كما في السياسة، وبالتالي سيترجم في السلطة التنفيذية، اي الحكومة المقبلة، التي ستكون تركيبتها محكومة بامرين: الاول الكتلة النيابية لحزب الله، والثاني استعادة حارة حريك لقوتها السياسية وربما الامنية، وهو ما سيخلط الاوراق والتوازنات المحلية، خصوصا ان البراغماتية الاميركية قادرة على الدخول في تسويات داخلية مع حزب الله.

وختمت المصادر، عمليا سيتمكن حزب الله من تعزيز نفوذه السياسي والاقتصادي، وفتح باب الاستثمارات الايرانية ، وتدفق الاموال من طهران عبر القنوات الرسمية وغير الرسمية، ضمن الشروط الاميركية طبعا.

فهل تصح رؤية "الحكيم"؟ ام نذهب الى انهيار المحادثات، وبالتالي تصعيد الوضع في لبنان، خصوصا بعد الانفراجة السورية؟ 

الأكثر قراءة

ترامب يرفع العقوبات عن سوريا و«يشترط» لمساعدة لبنان طرابلس تحت الضغط: شارع غاضب وانتخابات معلّقة قضية «المرفأ» تتحرك و«المتقاعدين» الى التصعيد