اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعد الطحال أحد الأعضاء الحيوية في الجسم، إذ يؤدي دورًا مهمًا في تنقية الدم، وتنظيم خلايا الدم، والمساهمة في عمل الجهاز المناعي. يوجد الطحال في الجزء العلوي الأيسر من البطن، تحت القفص الصدري، وعادةً ما يكون حجمه صغيرًا ولا يمكن الشعور به عند الفحص الجسدي. إلا أن بعض الحالات الصحية قد تؤدي إلى تضخم الطحال، وهي حالة مرضية تستوجب الانتباه الطبي والمتابعة الدقيقة.

تضخم الطحال هو حالة يصبح فيها هذا العضو أكبر من حجمه الطبيعي، ويبدأ في احتباس كمية أكبر من الدم وخلايا الدم، مما قد يؤدي إلى ضعف أدائه لوظائفه، وزيادة خطر الإصابة بمضاعفات صحية مثل فقر الدم، والعدوى المتكررة، والنزيف بسهولة. في بعض الحالات المتقدمة، قد يكون من الضروري استئصال الطحال إذا أصبح مصدرًا لمشكلات صحية مستمرة.

هذا وتعود أسباب تضخم الطحال إلى مجموعة متنوعة من العوامل المرضية. في مقدمتها تأتي الالتهابات، سواء كانت فيروسية مثل فيروس إبشتاين-بار الذي يسبب داء كثرة الوحيدات، أو بكتيرية مثل السل، أو طفيلية كالإصابة بالملاريا. كما أن أمراض الكبد، لا سيما التهابه المزمن وتليّفه، تؤثر بشكل مباشر في الدورة الدموية البابية، مما يؤدي إلى احتقان الطحال وتضخمه. أضف إلى ذلك، أن أمراض الدم، كفقر الدم الانحلالي أو سرطان الدم واللمفوما، قد تؤدي إلى زيادة نشاط الطحال في محاولة لتصفية الدم، مما يؤدي إلى تضخمه بمرور الوقت.

في حالات أخرى، قد يُعزى تضخم الطحال إلى اضطرابات مناعية ذاتية مثل الذئبة الحمراء أو التهاب المفاصل الروماتويدي، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم السليمة، ويصبح الطحال مفرط النشاط في محاولته لمواجهتها. كما يمكن للأورام، سواء الحميدة أو الخبيثة، أن تتسببب تضخم الطحال نتيجة انتشارها أو تأثيرها الموضعي.

وتكمن خطورة تضخم الطحال في مضاعفاته المحتملة، لا سيما إذا تُرك دون علاج. فقد يُؤدي إلى انخفاض عدد خلايا الدم السليمة في الجسم، مما يضعف المناعة ويزيد من فرص الإصابة بالعدوى. كما قد يشعر المريض بألم مستمر أو ضغط في البطن، ويُعاني من تعب عام. وفي بعض الحالات النادرة، يُمكن أن يتعرض الطحال المتضخم للتمزق، خصوصًا عند التعرض لإصابة جسدية أو حادث، وهو أمر طارئ يُهدد الحياة نتيجة النزيف الداخلي الحاد الذي قد يسببه.

أما من حيث الفئات الأكثر عرضة للإصابة بتضخم الطحال، فإن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكبد المزمنة، أو من اضطرابات الدم الوراثية مثل الأنيميا المنجلية أو الثلاسيميا، هم أكثر الفئات حاجة للمتابعة الدقيقة. كما أن سكان المناطق الموبوءة بأمراض طفيلية مثل الملاريا، وكذلك المرضى المصابون بأمراض مناعية أو من يتلقون علاجات تضعف الجهاز المناعي، يُعدون من الفئات المُعرّضة بشدة لتضخم الطحال.

في الختام، يمكن القول إن تضخم الطحال ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو مؤشر على وجود مشكلة صحية أعمق تحتاج إلى تشخيص دقيق وعلاج مناسب. المتابعة الطبية المنتظمة، والانتباه للأعراض المبكرة مثل الألم في الجانب الأيسر من البطن، والتعب غير المبرر، يُمكن أن تسهم في الكشف المبكر عن هذه الحالة. ومن خلال المعالجة المناسبة، يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بتضخم الطحال والحفاظ على صحة الجسم وسلامته. 

الأكثر قراءة

نتنياهو يهدّد وأورتاغوس تساوم... لبنان يردّ بالتفاهمات والترقب انتكاسة لمخزومي في بيروت: طموح السراي يصطدم بضعف التمثيل السني «بلديات المتن»: نيكول الجميّل تتحدى ميرنا المرّ في معركة الاتحاد