اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

سامر الحلبي


تتكرر أعمال الشغب "العنيفة" في ملاعب كرة القدم اللبنانية بين الحين والآخر وخصوصا في مباريات دوري الدرجة الأولى الذي من المفترض أن يكون أكثر تنظيما وتكون الملاعب محاطة برعاية أمنية وطبية..

على الاتحاد اللبناني لكرة القدم أن يكون أكثر حزما ويراعي سلامة وأمن اللاعبين والجماهير وأن يكون أكثر وعيا بما يحصل، وعليه أن ينسق بدرجات اعلى مع القوى الأمنية لحفظ سلامة الملاعب والضرب بيد من حديد مع المخلين والعابثين بالأمن.

وما جرى يوم الثلاثاء 20 ايار الجاري في ملعب فريق العباسية أمر معيب ويندى له الجبين، فبعد انتهاء المباراة بين الرياضي العباسية والبرج ضمن سداسية الأواخر حصل "هرج ومرج" على أرض الملعب واندفعت الجماهير واجتاحت ارضية الملعب لأسباب لا تمت إلى الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا بصلة.

فقد قام أحد الموتورين بطعن لاعب البرج محمد السباعي "وارطان" بسكين ما أدى إلى إصابته ولولا العناية الالهية لتفاقم الوضع الصحي ما أدى إلى نقل اللاعب على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج، ناهيك عن الضرب والشتائم، ويقال أن الأسباب مبيتة ردا على أمور غير رياضية واخلاقية بدرت من جماهير البرج في لقاء سابق جمع الفريقين في بيروت.

سويت الأمور وتدخل العقلاء من إدارة فريق الرياضي العباسية للملمة الجراح وتم إخراج لاعبي وإداريي البرج من الملعب بسلام.. ولكن بعد فوات الأوان.

السؤال الذي يطرح نفسه ما هو دور الاتحاد في متابعة كل مباراة قبل أن تجرى وبعد أن تنتهي من تأمين سلامة الملاعب واللاعبين بالتنسيق مع القوى الأمنية، وهذا الأمر ينبغي أن يكون معد مسبقا وليس وليد اللحظة الآنية، وكلنا يعرف أننا نعيش في "لبنان".. وغالبا ما كانت الملاعب الرياضية مسرحا لأحداث دموية وطائفية وسياسية كادت أن تشعل حروبا وفتن.

الاتحاد هنا مقصر تماما في واجبه، وهذا الأمر يتكرر من حين إلى آخر ولا يغفل عن بالنا غياب عناصر الدفاع المدني والصليب الأحمر، ففي مباراة القمة بين النجمة والصفاء الأخيرة حضر رجال الإسعاف إلى الملعب قبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية بدقائق معدودة فهل هذا الأمر صحي وسليم، وماذا لو أصيب لاعب إصابة خطيرة فهل ينقل بسيارة أجرة أو بتبرع من احد المشجعين إلى المستشفى؟.

الأمر الثاني الذي لا ينبغي السكوت عنه والمرور عنه مرور الكرام هو سكوت الأندية مجتمعة عمّا يحصل وكأنها راضية باداء الاتحاد الذي ولد بمباركات حزبية وسياسية، ويبدو ان "الطقم" القديم سيجدد لنفسه لولاية جديدة عمّا قريب بعدما أوصل اللعبة إلى حافة الانهيار ولم يطورها وهذا شرح يطول، بدلا من المحاسبة العادلة والمطالبة بأشخاص سبق لهم أن مارسوا كرة القدم لاعبين ومدربين وإداريين ولديهم المام ببواطن الأمور، أم أننا نريد تماديا للفساد ووضع الأشخاص غير المناسبين في المكان المناسب تماهيا مع مصالح ذاتية ومنافع شخصية.

خلاصة القول، إن حياة اللاعبين والاداريين في الاندية ليست رخيصة فبعد حادثة "السكين" أمس ربما نشهد إطلاق نار غدا ومن يدري من سيكون الضحية، لذا سارعوا أيها المسؤولين عن اللعبة بحفظ أمن الملاعب وارواح الناس وتواجدوا في الملاعب وليس خلف المكاتب إذا كنتم فعلا "أم الصبي" وأبوها.

الأكثر قراءة

نتنياهو يهدّد وأورتاغوس تساوم... لبنان يردّ بالتفاهمات والترقب انتكاسة لمخزومي في بيروت: طموح السراي يصطدم بضعف التمثيل السني «بلديات المتن»: نيكول الجميّل تتحدى ميرنا المرّ في معركة الاتحاد