اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


زيارة المُحتَرَم !


بعد الذي يُشبه القطيعةَ الطويلة بيننا، والمُبرّرة بأن ليس بيننا ما يجمع، زارني منذ أيّام وعلى غير توقّعٍ منّي، رجلُ الدين المسؤول عن تنمية مكارم الاخلاق في محلّ اقامتي، والمسؤول ايضا وأيضا، عن خلاص نفوس المؤمنين يوم الدين. بعد ألـ "أهلا وسهلا" والتي واللّتيّا وما يرافق من مجاملات، ومن غير سؤال عن العيال والاحوال، بادرت المحترم مستوضحا سرّ الزيارة، لا سيما أنني منقطع من زمان عن ممارسة أيّمن الواجبات الدينية، التي تؤهّلني للخلاص من الهلاك في الاَخرة .

وكانت استفاضةٌ من قبل الزائر المفاجىء، في شرح ما قام وما يزال قائما به من انجازات لاعلاء كلمة الله. ولم يُخف في نهاية العرض عتبه عليّ أنّني لم أُشِر ولا مرّة، الى ذلك في زاويتي "كلمات في زمن الغربة". وعنده، كخبير بشؤون الدين والدنيا، أنّ الكلام في الاعلام قد يدفع الكرام، من الذين يُتّٓهٓمُ الله بالانعام عليهم، الى مزيد من الكرم عليه، ما يضمن له سبل الاستمرار في ما يراه من اساسيّات مهمّته الروحية.

وفي السياق، والأيّام مواسم انتخابات، وجليسي متابع على تناهى اليّ، وضالع في ما يتخللها من شراء أصوات ومن بيع أصوات بالجملة والمفرّق، سألته دفعا لعتبه عمّا اذا لم يكن من صلب مسؤوليته في اعلاء كلمة الله، التصدّي في عظاته لهذا التعدّي على الانسان بامتهان انسانيته في ما هو رشوة يأباها الله، اذ تطعن كرامة من خلقه على صورته ومثاله؟ هنا، كان لا بدّ للمحترم ان يقف مودِّعا واعدا بمتابعة الحديث في لقاءٍ لاحق.

وافترقنا مع وعد منه بالصلاة من اجلي وبتردادي من جهتي على مسمعه، اَيةً تختصر الغاية من كل حوار في هذا المضمار: "كبُرَ مقتًا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون". افترقنا... أترانا نلتقي ثانيةً؟

في قديم الزمان كان يقال: "الحياءُ قطعة من الايمان". أمّا الاَن فلعلّ افضل توصيف لهذا الزمن: "فقدان الحياء بلاء". وبناء عليه، بلى أنا لا أستغرب لقاء المحترم مثنًى وثلاثًا واكثر .

الأكثر قراءة

إنذار سعودي أخير وخطير للبنان