اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



خلال عام 2025، شهدت أسعار الدجاج في لبنان تراجعًا لافتًا، حيث انخفضت بنسبة تجاوزت 30% في بعض المناطق، ما أثار ارتياحًا لدى المستهلكين لكن  ناقوس الخطر دق لدى المربين والمنتجين. ويعود السبب الرئيسي وراء هذا التراجع في الأسعار إلى تحسّن الإنتاج المحلي بعد مرحلةٍ من التراجع، ما أدى إلى وفرة في العرض مقابل طلب متراجع نتيجة تدهور القدرة الشرائية لدى المواطنين. كما ساهم تراجع سعر صرف الدولار في خفض كلفة بعض مستلزمات الإنتاج المستوردة، ما انعكس مباشرة على الأسعار النهائية للمنتجات. لكن العامل الأكثر تأثيرًا كان دخول كميات كبيرة من الدجاج المستوردة، لا سيما المجمد التركي، إلى الأسواق المحلية بأسعارٍ زهيدةٍ، في ظل غيابٍ واضحٍ لأي حماية جمركية فعلية للمنتج الوطني. الأمر الذي جعل كل من المربين المحليين بيع إنتاجهم بأسعار أدنى من كلفة الإنتاج، ما هدد استمراريتهم وعرض القطاع برمّته لخطر الانهيار. لذلك، تحوّل انخفاض الأسعار إلى عبء ثقيل على المنتجين الذين وجدوا أنفسهم عالقين بين فائض الإنتاج، المنافسة الخارجية غير المتكافئة، وتكاليف تشغيلية مرتفعة في ظل غياب أي دعم حكومي فعلي.

أسباب تراجع أسعار الدجاج في لبنان

قدّمت دراسة MarketResearch.com تحليلًا شاملاً لسوق لحوم الدواجن في لبنان، بما في ذلك حجم السوق والاتجاهات والفرص. كما ناقشت استخدام الطاقة الشمسية في إنتاج الدواجن في مزارع صغيرة في منطقة البقاع، مما يعكس التحديات والابتكارات في القطاع. وتبيّن من خلال الدراسة أنّ انخفاض أسعار الدجاج في لبنان خلال عام 2025 يعود إلى عدّة أسباب أهمها: تحسن الإنتاج المحلي، زيادة العرض وانخفاض الطلب، وتأثير الاستيراد على السوق المحلي، ما أدى الى ارتفاع كلفة الانتاج خاصةً بعد رفع الدعم عن القطاع، مما يجعل المنتجين يبيعون بأسعار أقل من كلفة الإنتاج، مما يهدد استدامة القطاع .

رئيس نقابة الدواجن موسى فريجي، يقول في حديثه للدّيار:" إنّ أسعار الفرّوج الحي في المزارع اللبنانية، تدنّت خلال الأسبوعين الماضيين لسببين، السبب الأول هو تعرُّض معظم المزارع لفيروس النيوكاسل شديد الضراوة، الأمر الذي الزم أصحاب هذه المزارع لبيع الطيور وأوزانها بالرخيص. وما زالت منخفضة هربًا من ارتفاع أعداد الوفيات التي تُعدّ متصاعدة. أما السبب الثاني هو تهريب صيصان عن عمر يومٍ من سوريا بأعدادٍ كبيرةٍ بأسعار متدنيةٍ، وذلك تقريبًا منذ أربعة أسابيع الأمر الذي زاد العرض عن الطلب في فترةٍ وجيزةٍ.

وفيروس النيوكاسل (Newcastle Disease Virus - NDV) هو فيروس يصيب الطيور، ويُعد من أخطر الأمراض الفيروسية التي تهدد صناعة الدواجن حول العالم.اسمه

Avian Paramyxovirus serotype 1 (APMV-1) ينتقل بسهولة بين الطيور عن طريق التنفس، البراز، العلف والماء الملوثين، وأيضًا من خلال الأدوات والأشخاص الذين يتعاملون مع الطيور.

ولكن، مع العلم أنّ أسعار الدجاجا انخفضت في السوق المحلي، إلّا أنّ أسعار الوجبات في المطاعم والسناكات لا تزال مرتفعة. فهل تحتكر المطاعم السوق وتضع أسعارها كما يحلو لها تحت حجّة "اقتصاد حرّ ومنافسة شريفة؟"

رغم انخفاض أسعار الدجاج في السوق اللبناني، لا تزال أسعار الوجبات في المطاعم مرتفعة لأسباب متعددة، أبرزها: تكاليف التشغيل الثابتة أو المرتفعة (لأنّ إيجارات المحال ما تزال مرتفعة، خصوصًا في المناطق التجارية. كذلك فواتير الكهرباء والغاز والمولدات الباهظة الثمن بسبب غياب الكهرباء العامة المستقرّة. وأجور الموظفين بالدولار أو بالدولار النقدي (Fresh USD) في بعض الأحيان). تكاليف مكونات أخرى لم تنخفض (مثل الزيوت، الخضار، الخبز، الأجبان، والتوابل وكل ما هو مستورد). الضرائب والرسوم الإضافية (لأنّ عددًا من المطاعم يتحمّل ضرائب ورسوم بلدية وجمركية مرتفعة، حتى بعد انخفاض الدولار). والسياسة التسعيرية للمطاعم (فبعض المطاعم تتبع سياسة "تثبيت السعر" حفاظًا على هامش ربح مريح أو تحسبًا لتقلبات السوق. وفي بعض الحالات، لا تُعدّل الأسعار سريعًا نزولًا كما تُعدّل صعودًا). وأخيرًا تراجع الطلب وتأثير التضخم (بسبب تراجع القدرة الشرائية)، ترفع بعض المطاعم الأسعار للحفاظ على الربحية.

الأكثر قراءة

«غسل القلوب» في السراي؟ جهود «للمصالحة» بعد عودة سلام استراتيجية أميركية جديدة و«اسرائيل» تسعى لاجهاض الحوار تحقيقات المرفأ تبلغ القضاة