اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


هكذا ينظر أركان الائتلاف الى اعتراف بعض الدول الأوروبية بـالدولة الفاسطينية: اعلان الحرب على "اسرائيل". وجهان لذلك،الوجه الايديولوجي حيث أرض الميعاد لليهود فقط دون أي فئة أخرى، والا كان "الخروج على يهوه".الوجه الاستراتيجي الذي يرى أن أي دولة فلسطينية في الضفة وغزة، هي قنبلة (أكثر بكثير من أن تكون قنبلة نووية) في الخاصرة "الاسرائيلية"، وهذا ما تعكسه "العيون النارية" للفلسطينيين.

 اذ لا يمكن الذهاب بعيداً في الرهان على الخلاف أو الاختلاف بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، القيادة "الاسرائيلية" تتوجس من "ذلك الشيء الغامض"، الذي حدث بين الرئيس الأميركي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حول مقاربة مختلفة لـ"التراجيديا الفلسطينية"، وبعدما تبين أن رئيس الحكومة "الاسرائيلية" ماض في المتاهة الدموية، دون أن يمتلك أي تصور لليوم التالي سوى ترحيل سكان القطاع، ولكن الى أين؟ بعدما أفادت تقارير وكالة الاستخبارات المركزية أن أي عملية ترحيل في اتجاه مصر والأردن، يمكن أن يفضي الى تداعيات بنيوبة خطيرة في البلدين الحليفين.

 "الاسرائيليون" يتساءلون اذا كان بامكان فرنسا والسعودية الدعوة الى عقد مؤتمر دولي حول الملف الفلسطيني في نيويورك ما بين 17 و20 حزيران، دون الضوء الأخضر الأميركي، واذا كانت هناك خلفية محددة تشي بحصول تطور ما في الداخل "الاسرائيلي" قبل ذلك الموعد. وان كان السؤال الأكثر حساسية هو هل يندرج ذلك في اطار السيناريو الترامبي، باعلان واشنطن الاعتراف بانشاء دولة فلسطينية، يفضي بالمملكة العربية السعودية، بما تتمتع به من ثقل مادي وثقل معنوي الى التطبيع مع "اسرائيل"، ما يستتبع التحاق ما تبقى من الدول العربية بدومينو التطبيع . تالياً دخول الشرق الأوسط لعقود طويلة، قد تمتد لحين ظهور "الماشيح" في "الزمن الأميركي (متى كان خارجه؟)، حتى وان كان المخططون الاستراتيجيون الأميركيون يعتقدون أن هذا القرن قد يشهد تطورات زلزالية، يمكن أن تحدث تغييرأ حتى في دوران الكرة الأرضية.

 بطبيعة الحال، باستطاعة الولايات المتحدة المؤازرة المباشرة للدولة العبرية من أجل صد أي خطر خارجي، وهذا ما بدا واضحاً من خلال مئات الطائرات التي كانت تحط في المطارات "الاسرائيلية"، ناقلة الأسلحة والذخائر، وكذلك مئات السفن التي ما زالت ترسو في المرافئ "الاسرائيلية" للغاية نفسها منذ بدء عملية غزو غزة ، لكنها لا تستطيع مؤازرتها للحيلولة دون وقوع انفجار داخلي، بعدما بات جلياً ظهور انشقاقات دراماتيكية في البنى السياسية والعسكرية وحتى البنى الأمنية في "اسرائيل".

 من هذه النقطة بالذات، الكلام عن خلافات عميقة داخل هيئة الأركان "الاسرائيلية" حول طريقة التعامل مع آيات الله. فريق من الجنرالات، على رأسهم رئيس الأركان ايال زامير، يتبنى "الاتجاه المطلق" لنتنياهو حول الضرورة الوجودية لتوجيه ضربة الى ايران، ولو كانت الضربة النووية. وفريق آخر يرفض هذا الاتجاه "لأننا لا نريد أن نخسر أميركا"،وعدم الوصول بالعلاقات مع ادارة ترامب الى حدود خطيرة، بعدما أبلغ الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية، كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين "الاسرائيلين" بأن موضوع البرنامج النووي الايراني مسألة تتعلق بالأمن الاستراتيجي لبلاده التي هي من تقرر ما الخيار، سواء كان ديبلوماسياً أو عسكرياً.

 اضطراب عمودي وأفقي في "اسرائيل". أركان الائتلاف الذين لا يرون ما يحدث في العالم، ودائماً بتلك الخلفية الايديولوجية العمياء، يرون أن ابتعاد الرئيس الأميركي عن "اسرائيل"، خصوصاً في هذه المرحلة المفصلية، ان بمغازلة آيات الله بالتهديدات التكتكية والتي قد تكون كاريكاتورية، اوبالخضوع لـ"الابتزاز"السعودي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لا بد أن يفجّر أميركا من الداخل كيف؟

هم يعتبرون أن أكثرية أعضاء الكونغرس (مجلس الشيوخ ومجلس النواب) ضاقوا ذرعاً بالسياسات العشوائية لدونالد ترامب (الذي قدم "لاسرائيل" ما لم يقدمه أي رئيس آخر)، لا سيما حيال الموضوع الفلسطيني، قد يرفعون الصوت في وجهه . حتى أن النائب الجمهوري راندي فاين دعا في حديث الى قناة "فوكس نيوز"، وبلغة وزير التراث "الاسرائيلي" عميحاي الياهو، الى القاء القنبلة النووية على غزة، ودون أن يعترض احد من أولئك الأعضاء على الدعوة الخطيرة، التي تعتبر اختراقاً مروعاً للقاعدة الفلسفية التي انهجتها الادارات الأميركية منذ قنبلة هيروشيما، أي الحيلولة دون اللجوء الى الخيار النووي في حل أي نزاع يقع في أي منطقة من العالم.

ولكن مقابل دعوة فاين، بذروة العشق للدولة العبرية التي تكاد تزيل، وبالقنابل الأميركية أي أثر للقطاع ولأهل القطاع، ثمة شاب أميركي يدعى الياس رودريغز يكره الدولة العبرية، بعدما شاهد المذابح اليومية بحق الفلسطينيين، أردى موظفين في السفارة "الاسرائيلية" في واشنطن. الطريف هنا أن تهمة اللاسامية في مواقع التواصل "الاسرائيلية" لا تقتصر على رودريغز، بل تشمل ترامب نفسه، كونه بالسياسات الملتبسة حيال الشرق الأوسط ساهم بصورة أو بأخرى، في حصول العملية.

في مواقع "اسرائيلية" أخرى، من يسقط في ذلك الصراع (أي صراع؟) بنيامين نتنياهو أم دونالد ترامب؟؟

الأكثر قراءة

مواجهة بلا سقف بين إيران و«إسرائيل»... وواشنطن على حافة التدخّل! سفير غربي يحذر من عمل عسكري «اسرائيلي» في الجنوب حتى الأولي برّاك بعد لودريان: لا اعذار للتاخير