تُعد السياحة في لبنان أحد أهم مصادر الدخل في خزينة الدولة، حيث كانت منذ القدم ولا تزال تُشكل دعامة للاقتصاد الوطني اللبناني، وتؤمن فرص عمل للعديد من الناس، وكان يُنظر إلى لبنان قبل الحرب الأهلية، على أنه «سويسرا الشرق»، حيث كان يستقطب رؤوس الأموال والأعمال الأجنبية والعديد من السائحين الذين يرغبون بالتعرّف الى ثقافة وعادات سكان شرق البحر المتوسط.
إن طبيعة لبنان وتنوعه الثقافي والتاريخي كنتيجة للحضارات المختلفة التي مرت عليه جعلته مقصدًا بارزًا للسائحين الأجانب، فلبنان يضم عددًا من المعالم والنشاطات التي تهم فئات مختلفة من الناس، فهناك العديد من الآثار الإغريقية والرومانية الباقية، الحصون والقلاع العربية والبيزنطية والصليبية، الكهوف الكلسيّة، الكنائس والمساجد التاريخية، الشطآن الرملية والصخرية، الملاهي والمرابع الليلية، منتجعات التزلج الجبلية، بالإضافة إلى المطبخ اللبناني المشهور عالميًّا.
العام 2010 كان عاما سياحيا استثنائيا، اذ وصل عدد السياح الى نحو مليونين و168 الف زائر، وبلغت مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلّي الإجمالي انذاك نحو 29 في المئة، و هذا العدد كان مرجحا للارتفاع في الـ2011 لولا التجاذبات السياسية الداخلية والتوترات الأمنية، فضلًا عن تداعيات الأزمة السورية.
كل ذلك ساهم في تراجع القطاع السياحي رغم المحاولات المستمرة لانقاذه. وبذلك خسر الاقتصاد أهم مورد مالي مع خسارة السوق السياحية الخليجية بعد الحظر الذي فرضته دول الخليج.
واستمرت السياحة في لبنان بالتراجع أكثر وأكثر حتى بلغ هذا التراجع ذروته مع بدء الأزمة الاقتصادية في لبنان العام 2019 إلى أن انعدمت مع تصاعد وتيرة الحرب الإسرائيلية على لبنان.
أما اليوم بعد الانفراجات السياسية والأمنية الحاصلة مع الأمل في انتهاء الأزمة الاقتصادية والنقدية والمصرفية، فكل المؤشرات تنبىء بموسم صيف واعد يأمل اهل السياحة تعويض ما خسروه في الاعوام السابقة بسبب الانهيار النقدي وجائحة كورونا وانفجار مرفأ بيروت وحرب اسرائيل على لبنان المستمرة، ويأملون في تخطي كل الارقام القياسية وخصوصا في العام 2010 حيث وصل عدد السياح دون اللبنانيين المغتربين والسوريين الى مليوني سائح نصفهم من السياح العرب وخصوصا الخليجيين منهم كان السياح السعوديون هم الاكثر عددا وانفاقا .
حول خطة واستعدادات وزارة السياحة لاستقبال موسم الصيف مع ترقب عودة الخليجيين إلى لبنان كان للديار هذا الحديث مع وزيرة السياحة السيدة لورا الخازن لحود التي أكدت أن وزارة السياحة أعدت خطة وقد بدأت تطبيقها تدريجيا وهذه الخطة تنطلق من وزارة السياحة، لكنها تشمل عمل وزارات معينة وعمل الحكومة ككل من أجل تأمين كل الأمور المطلوبة.
وحول تفاصيل الخطة قالت لحود : الخطة تتضمن تجهيزات المطار لأنه الواجهة الأساسية للبنان ولجذب السياح وبالتحديد طريق المطار بالتعاون مع شركة طيران الشرق الأوسط التي تعهدت بتعبيد الطريق وتحسينها إضافة إلى طرق أخرى يتم تجهيزها.
أضافت لحود: طبعا ما يخص المطار يتم بالتنسيق مع وزارة الأشغال وكذلك هناك عدة أمور أخرى يتم وضعها على السكة بحسب خطة وزارة السياحة التي تقول إنه كل من يطلب تسهيلات كمعاملات و كدعم معنوي فالوزارة تقوم بتلبيتها جميعها، إضافةً إلى التشجيع على إقامة المهرجانات واللقاءات من أجل جذب السياح.
وفي موضوع الأسعار كشفت لحود أنه سيتم في الثلاثين من الشهر الجاري توقيع تعهد من قبل كل القطاعات السياحية المعنية لجهة الشفافية في موضوع الأسعار والتزام مطلق بعدم التلاعب بالأسعار وألا يكون هناك سعر للبنانيين وللأجانب سعر آخر.
كما كشفت لحود أن وزارة السياحة تعمل على تنشيط وتطوير سياحة الدروب أي المشي وهي تتضمن دروبًا دينية ودروبًا بيئية، مشددة على أهمية السياحة الطبية والسياحة الأثرية وكل أنواع السياحة التي يمكن أن تُعرِّف بلبنان من اجل إعادة وضعه على الخريطة السياحية .
ورأت لحود أن الأهم من كل شيء هو أن تعود الثقة بلبنان ويتم رفع حظر السفر من قبل كل البلدان العربية والخليجية، "والذي انطلق مع دولة الإمارات العربية المتحدة التي رفعت الحظر وكذلك الكويت هي في الأجواء نفسها على أمل أن تتبعها بقية الدول العربية والخليجية".
وردًا على سؤال حول التحضيرات لموسم عيد ألأضحى وموسم الصيف قالت لحود : لا نريد أن نبقى محصورين في مواسم معينة فالخطة تشمل كل لبنان وعلى مدار السنة وفي كل المواسم وكل الأعياد و كل الأوقات، مشيرة إلى أن اعداد السياح بحسب الأجواء التي بدأت من رفع الحظر التي ترافقت مع بدء الحجوزات فمن المتوقع أن تكون الأعداد كبيرة، "لكن هذا الأمر لا يمكننا أن نؤكده قبل أن تكتمل الحجوزات إن كان في بيوت الضيافة أم في الفنادق أم في بطاقات السفر".
وبالنسبة لأهمية عودة السياح الخليجيين إلى لبنان رأت لحود أن عودتهم مهمة جدا لأنهم لطالما كانوا يأتون بأعداد كبيرة و لديهم منازل في لبنان، كاشفة عن أن البعض منهم بدؤوا بترميم منازلهم سيما في بلدات الاصطياف في الجبل. "وهذا دليل إضافي على أن الحركة ستكون أفضل".
وأشارت لحود إلى أنه مر على لبنان سنوات إيجابية بالنسبة للسياح بحيث وصل عدد السياح إلى مليون ونصف ومليونين وحتى أكثر،" على أمل أن نعود ونسترجع هذه الأرقام هذا العام ونشهد موسما سياحيا أكثر من إيجابي وجيد وممتاز".
يتم قراءة الآن
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:25
اوجيرو: توقف خدماتنا في الباروك والمناطق المجاورة بسبب عطل في السنترال، ونعمل على إصلاحه بالسرعة الممكنة.
-
23:24
الرئاسة التركية: الرئيس أردوغان أكد ضرورة لقاء على مستوى القادة بعد استكمال محادثات الوفدين الروسي والأوكراني.
-
22:58
القناة 12 عن مسؤول "إسرائيلي": الجيش قصف مخازن أسلحة استراتيجية في سوريا.
-
22:57
التلفزيون السوري: غارة للاحتلال "الإسرائيلي" تستهدف قرية زاما في ريف جبلة جنوبي اللاذقية.
-
22:32
غارة للطيران "الإسرائيلي" استهدفت اللواء 107 في ريف مدينة جبلة غرب سوريا.
-
22:07
ترامب: بوتين وزيلينسكي عنيدان وكنا سنحل مشكلة وأنا أشعر بخيبة أمل كبيرة حيال ذلك وأتمنى أن ينتهي الأمر.
