اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


1- الزمنُ، بكثافة  أحداثه المتلاحقة في حياتنا، هو كفيلٌ بأنْ يجعل منّا  أشخاصًا اَخرين غيرَالذين كنّاهم بين مرحلةٍ وسواها، أشخاصًا  غير الذين كنّا نعرفهم وكانوا يعرفوننا. ما هي بقليلة المرّات التي ساورنا  فيها ما يشبه الأسى حين التقينا، بعد طول غياب، أحبابًا لنا يبادلوننا التحايا  كالأغراب ... علّمني توالي الاحداث والتحوّلات أن لاحاجة  بي، من بعدُ، الى أيّما  عتاب. ويبقون قلًة ليست  قاعدةً  في القياس والحساب. ما أقسى حياةَ  الذين " أُنعِمَ" عليهم بالقدرة على مقاومة فعل الفراق وما تتركه مسافة الزمن من غبار على مرايا  نفوسهم.

2- الذكرى استرجاعٌ أو محاولةُ استرجاعِ  صورٍ أودعناها  ذمّةَ زمنٍ راح. مع الذكرى، تأتينا  الصور شاحبةً يعلوها غبارُ المسافات. بعضها ممّا له  صلة  بمناسبات فرح كان تراه يبعثُ، بديلَ الفرح، ما  يَستحضر الشجن. هي، هكذا في كلّ أحوالها، مؤلمةٌ، أكثر الأحيان، الذكريات ...

3- لا، لن يكون حكّام العرب اليوم درسًا من تلك الدروس التي يتحدّث عنها التاريخ، في الاَتي من الأيام. هؤلاء الحكّام، ربّما، يذكرهم  التاريخ  كمثل  في واحد من الدروس  التي يعيد  تلاوتها على الذين يعتبرون من وقائع  التاريخ  في واقع حاضرهم. واحدة من اليمات هذه العبر تفيد بأنّ أيًّا من الحكّام المعتقدين بالنجاة من التنين اذا تخلَّوا عن فلسطين سيكون، وكلٌّ بدوره، وليمةَ التنين بعد فلسطين. هذه حقيقة  لا تحتاج، من بعدُ، الى برهان. فلسطين عنوان القدر الكتوب، فيا ليت لنا  مرجعيّاتٍ دينية تقرأ، او  أحزابًا، بالفعل، تقرأ أو حكّامًا، يومًا، يقرأون .

4- على الرغم من هول الفواجع والمواجع، على الرغم من كلّ هذا الدويّ من حولنا ومن تحتنا ومن فوق، لا يزال المعنيّون، مبدئيًّا، بالنهضة وبالنهوض، يحلمون بِـ " جنس  الملائكة ". حالة توحي كأنّنا بحاجة الى مزيد من الويلات، من الحرائق  لنتطهّر بنارها من  صدأ جاهلياتنا ومن أدرانها المزمنة .

 

الأكثر قراءة

أسبوع حاسم لملف السلاح الفلسطيني داخل المخيّمات أورتاغوس في زيارة أخيرة الى لبنان قبل مُغادرة منصبها تفاهم لبناني ــ عراقي على تشكيل لجان تجاريّة ــ سياسيّة ــ أمنيّة