يمر معظم الاباء والامهات الذين يبلغ عمر أطفالهم ما يقرب من العامين بمواقف يظهر فيها الطفل تفضيلًا لأحد الوالدين على الآخر، ومن امثلة هذه المواقف أن يصر الطفل على أن والده فقط هو الذي يستطيع ان يقرأ له، او ان والدته فقط هي التي تستطيع ان تلبسه حذاءه، ومهما تكن الظروف، فان هذا التفضيل الذي يظهره الطفل قد يكون في بعض الاحيان مسببا للازعاج والضيق والتعب لمن يفضله، بالاضافة الى ان الطرف الآخر الذي لا يفضله الطفل قد يبدأ في الشعور بالغيرة وبأنه مرفوض من الطفل، وعلى الرغم مما سبق ايضاحه، فان حقيقة تفضيل الطفل لأحد الوالدين على الآخر هو علامة على انه قد وصل الى مستويات جديدة للفهم في التطور الاجتماعي والادراكي، فهو يدل على أن الطفل قد أصبح يدرك الصفات الخاصة لكل من والديه، بالاضافة الى اختلاف أساليب كل منهما في معاملته والتحدث اليه، وهو يتعلم أن يتعامل مع كل منهما طبقًا لذلك، وتفضيل الطفل احد الوالدين على الآخر هو ايضًا علامة على ادراك الطفل المتزايد لنفسه كفرد وكشخص يعتبر ضلعًا في مثلث، ويحتاج الطفل الى ان يستكشف تعقيدات هذه العلاقات.
وفي بعض الاحيان سوف يحاول التعامل معها بقوله انني أحب والدي وانني اكره والدتي وقد يبدو أنه يضرب أحد والديه. ومكانه في المثلث ولكنه يتعلم الكثير عن نفسه وهو يحاول ان يتعامل مع شخصين منفصلين وعلاقة كل منهما بالآخر، وبالاضافة الى ذلك فانه يتعلم الكثير عن الصفات المميزة لكل من والديه. اكتشاف الوالد: في السنوات الاولى من مرحلة الطفولة، يبدأ الاطفال الذكور في تقليد الذكور في تقليد آبائهم والتعرف الى سمات رجولتهم، ان وجود الوالد يوسع نطاق المجال الذي ينمي فيه الطفل قدراته على التعامل مع المجتمع ومهاراته في الادراك وقد يطلب الطفل من الوالد بصورة متكررة ان يكون هو فقط الذي يلبي احتياجاته ومطالبه، وحيث ان الرابطة المبكرة والارتباط الاقوى يكون مع الأم، فان الطفل البالغ من العمر عامين يظهر الان القدرة على تجاوز حدود تلك العلاقة، ولكن الاطفال يختلفون بصورة كبيرة في الاسلوب الذي يظهرون به تفضيلهم لأحد الوالدين، فبالنسبة لبعض الاطفال سواء أذكورًا كانوا ام اناثًا تستمر الرابطة بالام في كونها الرابطة الاساسية، وبالنسبة لبعض الاطفال الآخرين يكون التحول الى الاعتماد على الاب مثيرًا تمامًا، وهناك بعض الطفال الآخرين الذين لا ينتمون الى الفئتين السابقتين، وهؤلاء الاطفال يفضلون الأم على الأب بعض الوقت، ويستمر هؤلاء الاطفال في هذا التحول من تفضيل الام الى تفضيل الاب وبالعكس.
ان تفضيل احد الوالدين على الآخر هو بالتأكيد أحد اوجه السلوك المضطرب والمشوش للاطفال البالغين من العمر عامين، ويجب مواجهة هذا الموقف من جانب الطفل باسترخاء وسخرية وعدم اكتراث فلا يوجد حقيقة اي سبب يجعلنا لا نقبل تفضيل الطفل أحد الوالدين على الآخرين ما لم يكن من المستحيل فعلًا ان نقبل ذلك، واذا شعر أحد الوالدين بالضيق والتبرم لتفضيل الطفل الطرف الآخر عليه، فينبغي عليه أن يحاول أن يفهم سلوك الطفل، كما ينبغي عليه ان يتذكر دائماً أن الطفل لا يسعى الى اغضابه أو جرح مشاعره.
يتم قراءة الآن
-
النظام السوري الجديد يتمرّكز في لبنان عبر هؤلاء؟ إستنفار أمني لبناني وتحرّك لسفارات لرصد الحلفاء الجدد
-
بري الذي يقرأ ما داخل الجدران
-
تصعيد داخلي يسبق زيارة اورتاغوس وسيناريو جدول نزع السلاح اجتهاد محلي؟ الحكومة تتخبط اجتماعيا إلى الضرائب... ودعم الصندوق مؤخر حزب الله ينتقد بعض الحكومة: لم يقرأ البيان الوزاري
-
هذا ما تخطط له "إسرائيل" بديلاً عن الحرب
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
15:34
حركة_المرور كثيفة من جسر برج حمود باتجاه بولفار سن_الفيل
-
15:34
مصدر في مستشفى الشفاء: شهيدان في قصف إسرائيلي على منطقة الفالوجا بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة
-
15:33
حركة_المرور كثيفة من ساحة ساسين باتجاه اوتيل ديو الاشرفية
-
15:20
وزير الخارجية هاكان فيدان: أملنا الأساسي وصول المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا إلى النتائج المرجوة في أسرع وقت ممكن
-
15:19
وزير الخارجية هاكان فيدان: نتباحث في عقد اجتماع على مستوى قادة الدول
-
15:18
سانا: بدء عملية تبادل الموقوفين بين مديرية الأمن الداخلي في حلب وقوات سوريا الديمقراطية
