اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


استقالة ال12 عضوا من "نسيج طرابلس" (11 عضوا من "النسيج" + عضو واحد من لائحة "حراس المدينة" الذي انضم متضامنا معهم)، شكلت صدمة في الاوساط الطرابلسية، الذين اعتقدوا ان مدينتهم بلغت مرحلة الاستقرار البلدي ، ونهاية للازمات المتتالية التي انعكست سلبا على حياة المدينة.

امام الاعضاء المستقيلين مهلة ثلاثين يوما للتراجع عن استقالاتهم، والافساح بالمجال لاجراء مشاورات ومحاولات توفيق بين الفريقين، حرصا على المدينة وعلى انمائها ومصالحها العامة، وإلا في حال اصرارهم على الاستقالة، فان القرار الذي سيتخذ هو حل المجلس البلدي واعادة الانتخابات في مهلة شهرين...

ليست الخلافات حادة بين فريقي "رؤية طرابلس" و "نسيج طرابلس"، وليس الخلاف على برامج انمائية او سياسة البلدية المنتظرة للنهوض بالمدينة، انما الخلاف قارب حدود الشخصانية اكثر من اي سبب آخر. بل ان ما جرى طرحه هو من شروط لصرف النظر عن الاستقالة، قابله من الدكتور كريمة تمسكا بما اعتبره "مبدئية وموقع وهيبة رئاسة البلدية" ..

ميثاق الشرف الذي وضعته لائحة "نسيج طرابلس"، ونص على ان يتولى المهندس وائل زمرلي رئاسة اتحاد البلديات، وان يتسلم اعضاء من "النسيج" لجان بلدية، كان مفترضا ان يوقعه كريمة في مقر البلدية، غير ان زمرلي عقد اجتماعا لاعضاء لائحته في مقهى "التل العليا" ودعا كريمة للانضمام الى الاجتماع وتوقيع الميثاق، ثم الانتقال معًا الى المقر البلدي، الامر الذي رفضه كريمة ودعا زمرلي وزملاءه الى البلدية، حيث التوقيع يحصل تحت سقف البلدية وليس في مقهى حرصا على هيبة الموقع. رفض زمرلي وزملاؤه الدعوة واتجهوا الى مقر المحافظة لتقديم استقالاتهم...

لاحقا استقبل الرئيس نجيب ميقاتي في دارته رئيس البلدية الجديد كريمة واعضاء "رؤية"، حيث اكد ميقاتي حياده في الانتخابات البلدية، ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع، واعتباره ان الاعضاء الفائزين من ذوي الكفاءة والاختصاص. وطلب من كريمة الانتقال الى مقر المحافظة لمعالجة سبل الاتفاق مع زمرلي وزملائه، والحرص على وحدة المجلس البلدي.

فانتقل كريمة الى المحافظة حيث كان يوجد زمرلي، وكرر طلبه التوقيع على الميثاق في مكتب المحافظ، فاصر كريمة ان التوقيع يحصل تحت السقف البلدي، حينئذ حسم زمرلي وزملاؤه قرار الاستقالة.

هل مسألة توقيع الميثاق هي السبب المباشر في ازمة البلدية الجديدة ام خلف الاكمة اسباب اخرى؟

ليس سرا ان الزيارة الاولى لكريمة بعد انتخابه رئيسا للبلدية كانت للنائب فيصل كرامي، وتلتها زيارة للنائب ريفي، ولعل زيارة كرامي هي التي تسببت بالعاصفة لدى شريحة من انصار لائحة نسيج طرابلس المدعومة بدورها من النائب ايهاب مطر ومن الجماعة وجمعيات اسلامية.

بعض الاوساط اعتبرت ان زيارة كريمة لكرامي دعسة ناقصة، ويفترض به ان يستكمل جولته لتشمل نواب طرابلس الآخرين.

وحسب رأي اوساط طرابلسية، ان اي ميثاق شرف يوقعه كريمة يمنح بموجبه رئاسة الاتحاد لزمرلي، هو امر غير محسوم، باعتبار ان رؤساء بلديات البداوي والميناء والقلمون مصرون على ان الرئاسة هي محصورة برئيس بلدية وليس بعضو بلدي، ومن جهة ثانية فلدى هؤلاء رغبة بترشيح احدهم،  مع ان العرف المتبع هو ان تكون رئاسة البلدية من نصيب رئيس بلدية طرابلس، وما حصل في مرحلة الازمة السابقة حين تسلم الرئاسة رئيس بلدية البداوي هو استثناء.

وتتوقع الاوساط ان تتكثف الجهود خلال الشهر الحالي، لثني زمرلي وزملائه عن الاستقالة حرصا على مصلحة المدينة، ويبذل بعض النواب جهدا ملحوظا في هذا الاتجاه كيلا تصل الامور الى حل للمجلس البلدي وعودة الى الازمات المتلاحقة التي تزيد من تدهور الاوضاع في المدينة، الا اذا كانت اياد خفية تعمل لاسقاط بلدية حسبها البعض موالية سياسيا لكرامي، رغم ان الاعضاء الفائزين يشكلون تنوعا يمثل النسيج الطرابلسي المتنوع، ويقضي بتوحيد جهودهم لتصب في مصلحة المدينة العامة بعيدا عن الولاءات السياسية .

الأكثر قراءة

كيف تشلّ إيران "إسرائيل"؟