اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

في خيالي، جلس الى جانبي المتنبي، لا بعمامته ولا بجلاله، بل بروحه... تلك التي تعرف كيف تختصر العمر بكلمة.

نظرت إليه وسألته كمن يسأل مرآته:

"لماذا نخاف الحب؟ لماذا نهرب منه ونحن في أشد الحاجة إليه؟"

ضحك قليلاً... تلك الضحكة التي تشبه اعترافًا خافتًا، ثم قال: "لأننا نعرف أنه لا يُشبه شيئًا آخر... وأنه حين يدخل القلب، يغيّر كل شيء.

الحب لا يستأذن... ولا يُشبه أي معركة خضناها".

قلت له بصوت أقرب الى الهمس:

"لكني أخاف... أخاف أن أحبّ بصدق، في زمن لا يحتمل الصدق. أخاف أن اقول ما أشعر... أن يُخذل قلبي من قساوة بشر غابت عنهم المشاعر وغيبتهم مفاتن الدنيا...

ردّ عليّ بنظرة حنونة لا يشتهر بها شاعر مثله:

"أنا أيضًا خفتُ يومًا...

خفت أن احب فأنكسر، أن اشتاق فلا أشتاق.

لكني تعلّمت أن المشاعر الصادقة دواء للقلوب الصامتة الباردة، وأن الصمت... في الحب... لا يُخفي المشاعر بل يضني القلوب...

فقال، وهو يهمّ بالرحيل:

"القلوب التي تحبّ بصمت... هي القلوب التي تحبّ حقًا.

لكن إياكِ أن تظني ان ذاك الحب العذري هو طوق النجاة أحيانًا يكون الغرق الهادىء".

وترك لي عبارته تمشي معي حتى هذه اللحظة...

كأنها دعوى للصدق... أو للجنون الجميل...

ثم نظرت الى السماء، أنظر الى روائع الخالق أتمعن بحبه اللامتناهي... 

الأكثر قراءة

القصة الكاملة لملف فادي صقر... أحد أكثر الأسماء إثارة للجدل في سوريا