تُعتبر الأورام الليفية الرحمية، والمعروفة أيضًا باسم الأورام العضلية الملساء أو الورم العضلي، من أكثر الأورام الحميدة شيوعًا في الجهاز التناسلي الأنثوي. تصيب هذه الأورام ملايين النساء حول العالم، خاصةً في سن الإنجاب، وقد تختلف في حجمها وموقعها داخل الرحم، مما يؤثر بشكل كبير على الأعراض وتداعياتها الصحية. على الرغم من كونها حميدة في الغالبية العظمى من الحالات، إلا أنها قد تسبب مجموعة من المشاكل التي تؤثر على جودة حياة المرأة وصحتها الإنجابية. يهدف هذا المقال إلى تقديم فهم شامل للأورام الليفية الرحمية، من تعريفها وأسبابها إلى أعراضها وتشخيصها وخيارات علاجها.
الأورام الليفية الرحمية هي كتل غير سرطانية تتكون من خلايا العضلات الملساء والأنسجة الليفية التي تنمو داخل جدار الرحم أو عليه. يمكن أن تتراوح هذه الأورام في حجمها من صغيرة جدًا لا تُرى بالعين المجردة إلى كبيرة جدًا تملأ تجويف البطن. وتصنف عادةً بناءً على موقعها: الليفية تحت المصلية (تنمو خارج جدار الرحم)، الليفية داخل الجدار (تنمو داخل جدار الرحم العضلي)، والليفية تحت المخاطية (تنمو تحت بطانة الرحم وتبرز في تجويف الرحم، وهذه الأنواع هي الأكثر شيوعًا في التسبب في النزيف الشديد).
أما عن أسبابها الدقيقة، فلا تزال غير مفهومة تمامًا، لكن يُعتقد أن الهرمونات الأنثوية، وخاصة الإستروجين والبروجستيرون، تؤدي دورًا رئيسيًا في نموها. تظهر الأورام الليفية غالبًا خلال سنوات الإنجاب وتتراجع عادةً بعد انقطاع الطمث عندما تنخفض مستويات الهرمونات. تشمل العوامل الأخرى التي قد تزيد من خطر الإصابة: التاريخ العائلي، العرق (أكثر شيوعًا بين النساء ذوات البشرة السمراء)، السمنة، والبدء المبكر للدورة الشهرية.
هذا وتختلف أعراض الأورام الليفية الرحمية بشكل كبير من امرأة الى أخرى، بل قد لا تسبب أي أعراض على الإطلاق في كثير من الحالات، ويتم اكتشافها صدفة أثناء فحص روتيني. ومع ذلك، عندما تظهر الأعراض، فإنها قد تكون مزعجة وتؤثر على الحياة اليومية. من أبرز هذه الأعراض: النزيف الرحمي غير الطبيعي (مثل غزارة الطمث أو النزيف بين الدورات الشهرية الذي قد يؤدي إلى فقر الدم)، الألم (في الحوض، أو ضغط في البطن، أو أثناء الجماع)، وأعراض الضغط على الأعضاء المجاورة (مثل كثرة التبول أو الإمساك). في بعض الحالات، وخاصة الأورام الليفية تحت المخاطية، قد تؤثر في مشاكل الخصوبة أو تزيد من خطر الإجهاض.
كما يعتمد تشخيص الأورام الليفية الرحمية عادةً على مجموعة من الخطوات، تبدأ بالفحص السريري من قبل طبيب أمراض النساء. بعد ذلك، قد يتم اللجوء إلى الفحوصات التصويرية لتأكيد التشخيص وتحديد حجم وموقع وعدد الأورام الليفية. من أهم هذه الفحوصات: الموجات فوق الصوتية (السونار) التي توفر صورًا مفصلة للرحم، والتصوير بالرنين المغناطيسي لصور أكثر تفصيلا في الحالات المعقدة، وتنظير الرحم لرؤية تجويف الرحم مباشرة خاصة للأورام تحت المخاطية، وفي بعض الحالات النادرة تنظير البطن.
أخيراً، تُعد الأورام الليفية الرحمية تحديًا صحيًا شائعًا للعديد من النساء، ولكن بفضل التقدم في التشخيص والعلاج، يمكن التحكم في أعراضها وتحسين جودة حياة المصابات بها. من الضروري أن تستشير المرأة طبيبها عند الشعور بأي من الأعراض المذكورة أعلاه للحصول على التشخيص الدقيق واختيار خطة العلاج الأنسب لحالتها الفردية.
يتم قراءة الآن
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:38
تحليق متواصل لمسيرة "اسرائيلية" فوق مناطق الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت.
-
23:20
هيئة البث "الإسرائيلية": وزراء في الحكومة تلقوا استدعاء "فوق العادة" لحضور إحاطة أمنية الأحد المقبل.
-
23:19
رويترز: معلومات استخبارية أميركية تشير إلى أن "إسرائيل" تستعد لضرب المنشآت النووية الإيرانية.
-
23:16
رويترز عن مسؤول أميركي: لا يوجد ما يشير إلى أن "إسرائيل" اتخذت القرار النهائي بشأن توجيه ضربة لإيران.
-
23:15
رويترز عن مسؤول إيراني: التوترات الأخيرة تهدف لتغيير موقف طهران بشأن حقوقها النووية خلال مفاوضات الأحد المقبل.
-
22:44
طيران الاحتلال "الاسرائيلي" يشن غارات على وادي الزغارين في المنطقة الواقعة بين سجد والريحان جنوب لبنان.
