اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


زار وزير الدفاع الوطني اللواء ​ميشال منسى​ قيادة قطاع ​جنوب الليطاني​، حيث اطّلع على المهام الموكلة للوحدات العسكرية هناك، والتنسيق القائم مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان- "اليونيفيل"، في إطار تنفيذ المهام المشتركة ضمن نطاق ​القرار 1701.

وقد استمع منسى إلى شرحٍ عن أبرز التحديات الأمنية ، وما يرافقها من إجراءات لاستعادة الاستقرار في المنطقة، في وقت يواصل العدو "الإسرائيلي" انتهاك الاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الماضي من خلال إعتداءاته المتكررة على لبنان واستمرار احتلال التلال الخمس، ما يعرقل استكمال انتشار الجيش على طول الحدود الجنوبية.

ودوّن وزير الدفاع في السجل الذهبي لقيادة قطاع جنوب الليطاني كلمة هنا نصها: "أُثمّن عاليًا الجهود التي تبذلها قيادة قطاع جنوب الليطاني وضباطها وأفرادها في سبيل حفظ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحسّاسة من الوطن. إنّ تفانيكم في أداء الواجب، وتعاونكم الوثيق مع ​ اليونيفيل، يشكّلان نموذجًا يحتذى به في الانضباط والتضحية والالتزام الوطني. كلّ التقدير لعطاياكم، وكلّ الدعم لمسيرتكم في حماية السيادة وحفظ كرامة الأرض والشعب."

مركز القليلة

ثم انتقل وزير الدفاع إلى مركز القليلة الذي كان قد استهدفه العدوان "الإسرائيلي" بتاريخ 24/11/2024، واستمع إلى شرح عملاني حول الإجراءات الميدانية التي تنفذها الوحدات العملانية. كما التقى العسكريين الذين أصيبوا جراء هذا العدوان.

مقرّ قيادة قوات الأمم المتحدة

بعدها، توجّه منسى إلى مقر قيادة قوات الأمم المتحدة في الناقورة، حيث عُقد اجتماع في مكتب قائدها اللواء أرولدو لازارو. وتخلّل اللقاء عرض مفصّل للمهام التي تضطلع بها القوات الدولية في الجنوب، والتعاون الوثيق القائم مع ​الجيش اللبناني على المستويات كافة في هذه الظروف الصعبة.

ودون وزير الدفاع في السجل الذهبي لقيادة اليونيفيل كلمة جاء فيها: "أود التعبير عن خالص تقديري لقوات اليونيفيل على تفانيها وتضحياتها النبيلة، واهتمامها المستمر بالسلام والاستقرار في جنوب لبنان. إن شركتكم مع الجيش اللبناني ودعمكم المتواصل للمجتمعات المحلية يعكسان الروح الحقيقية للتضامن الدولي والواجب المشترك. لبنان يكنُّ لكم التقدير والاحترام، ويثمّن صداقتكم، ويؤكد التزامه الثابت بمهمتنا المشتركة، القائمة على الدفاع عن السلام، والسيادة، وكرامة الجميع."

التجديد أساسي للحفاظ

على الاستقرار والسلام

وفي كلمة له، اشار وزير الدفاع: "قبل سبعة وأربعين عاما، وتحديدا عام 1978، جئتم إلى لبنان قادمين من 48 دولة صديقة للمساعدة في إحلال السلام في الجنوب، الذي عانى من عدوان "إسرائيلي" أودى بحياة 2000 شخص، وخلف آلاف الجرحى والمشردين والمهجرين. دمر هذا العدوان الممتلكات وسبل العيش والأعمال والأراضي الزراعية والدورة الاقتصادية للبلاد"، مضيفا "جئتم رسل سلام، حاملين رسالة أمل وواجب، تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 425، لضمان إنسحاب "إسرائيل" من لبنان، وإستعادة الأمن والسلام ومساعدة الحكومة اللبنانية على إعادة بسط سلطتها الفعلية في الجنوب".

وتابع "ضباط وجنود الأمم المتحدة، مع اقترابكم من إتمام خمسة عقود من مهمتكم أصبحتم جزءا لا يتجزأ من حياة الشعب اللبناني وخاصة في الجنوب. لقد شاركتم أحزانهم وأفراحهم، واحتفالاتهم وتقاليدهم، وقصصهم وذكرياتهم. صرتم إخوة وعائلة وأصدقاء، ولكم مكانة عزيزة في قلوبهم ومشاعرهم وأثر دائم في ظل الظروف الراهنة، نؤكد أهمية تجديد ولاية اليونيفيل من دون تعديلات".

وأردف منسى: "فهذا التجديد أساسي للحفاظ على الاستقرار والسلام اللذين رسختهما مهمتكم على مر السنين. ونأمل أن يكلل مساعيكم الحثيثة بالنجاح في تجديد الولاية ما يضمن استمرار عملكم الحيوي في لبنان. دفعتم مرارا الثمن باهظا إلى جانب أهالي الجنوب، أثناء تأديتكم لواجباتكم. لا يمكننا أن ننسى عدوان عام 2006، ولا الحرب الأخيرة المروعة والمدمرة التي حولت، الجنوب وجزءا من بيروت والبقاع ومناطق عدة من لبنان إلى مقابر، أنقاض ودمار".

واستطرد: "خلال هذه التحديات الهائلة، بقيتم صامدين، ثابتين على رسالتكم، مدفوعة بنزاهتكم الأخلاقية والتزامكم الإنساني الراسخ. اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن عميق امتناننا للجنرال لازارو، مع اقتراب نهاية ولايته كقائد لـ "اليونيفيل". في الوقت نفسه، نَدين بشدة جميع أعمال العدوان ضد "اليونيفيل"، ان مثل هذه الأعمال لا تخدم سوى العدو من خلال عرقلة المهمة المشتركة التي نسعى بها جميعًا الى دعمها والحفاظ عليها".

وختم منسى: "واليوم يمر لبنان في مرحلة مفصلية وحاسمة، تتطلب استعادة الاستقرار في الجنوب وعلى كامل أراضيه. يكمن هذا التحدي في التنفيذ الكامل للقرار 1701. وهذا يتطلب التزاما ثابتا من جميع الأطراف التي وافقت على القرار منذ عام 2006، دون أي تأخير أو خرق او انتهاكات أو تجاهل لإرادة المجتمع الدولي. وقد أكدت الدولة اللبنانية باستمرار التزامها بتطبيق القرار، مشددة على جاهزية الجيش اللبناني على تنفيذ ولايته بالتنسيق الوثيق مع "اليونيفيل".  ويبقى الهدف هو ضمان السلام في الجنوب، وتسهيل العودة الآمنة للنازحين وبدء جهود إعادة الإعمار".

جولة بطوافة

ثم جال وزير الدفاع يرافقه اللواء لازارو بطوافة تابعة ل"اليونيفيل" على طول الخط الأزرق، متفقدًا نقاط الانتشار، مشيدا بالجهوزية العالية والتنسيق المتواصل بين الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" لاستعادة الاستقرار في الجنوب.

الأكثر قراءة

أيام للتاريخ في الشرق الأوسط