في إطار الاحتفال بالمئوية الأولى لإعلان قداستها، وصلت ذخائر القدّيسة تريزيا الطفل يسوع إلى لبنان في زيارة هي الثانية من نوعها بعد مرور ثلاث وعشرين سنة على زيارتها الأولى، التي تركت أثرًا روحيًا عميقًا في قلوب المؤمنين.
وتُشكّل هذه الزيارة حدثًا إيمانيًا فريدًا، يحمل رسالة رجاء وتجديد روحي في زمن يتوق فيه لبنان إلى الاستقرار والسلام.
وقبيل وصول الذخائر المقدّسة، كان لـ "الديار" حديث قصير مع منسق لجنة "زيارة ذخائر القديسة تريزيا الطفل يسوع إلى لبنان" السيّد فادي فيّاض كشف فيه أنه "تمّ تشكيل لجنة خاصة بإشراف وبركة غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وهذه اللجنة نسّقت مع كل الأبرشيات. وقد أوفد كل مطران كاهنًا أو راهبًا ليمثّل الأبرشية ويتابع كل التفاصيل المتعلقة بالزيارة"، مشيرا إلى أن "التنسيق تمّ بدقة كبيرة، سواء من حيث التوقيت أو تنظيم الاستقبال، حيث جرى تحديد كل رعية في كل أبرشية ستستضيف الذخائر، وتمّ التحضير لمكان إقامة الذخائر ليلًا".
وتابع أنه "تمّ إعداد برنامج جميل جدًا ومتكامل. نحن نعمل على هذا البرنامج منذ أكثر من ثلاثة أشهر".
وكشف فيّاض أن "المحطة الأولى ستكون في سهيلة، التي تحتضن أول دير في العالم حمل اسم القديسة تريزيا الطفل يسوع، على أن تتواصل الجولة الأحد في بكركي، حيث سيُقام قدّاس احتفالي كبير يترأسه غبطة البطريرك الراعي بمشاركة لفيف من المطارنة، عند الساعة العاشرة صباحًا. ومن هناك، تتابع الذخائر مسارها في المناطق المحددة في جولتها.
وشدد على أن "من المحطات التي تكتسب بعدًا وجدانيًا وروحيًا خاصًا، زيارة الجنوب والشريط الحدودي، لا سيما في ظل الظروف الأمنية والسياسية الصعبة التي يعيشها لبنان"، آملاً أن تحمل القديسة تريزيا معها البركة والسلام لأرضٍ عانت الكثير في هذه الحرب. فهذه الزيارة تكتسب أهمية مضاعفة في هذا الظرف".
ورغم التوقعات بإقبال شعبي كبير، أكّد فيّاض أنه "لا إمكان لتمديد فترة الزيارة، لأن هناك دولًا أخرى بانتظار استقبال الذخائر، وبالتالي لا بد من الالتزام بالجدول الزمني الموضوع بدقة".
وذكّر بأن "لبنان كان من أكثر البلدان التي استقبلت ذخائر القديسة تريزيا بمحبة وحفاوة في زيارتها الأولى عام 2002". مؤكّدا ثقته بأن "اللبنانيين سيُثبتون مجددًا محبتهم العميقة للقديسة تريزيا، بل إنّي أتوقّع أن يكون الاستقبال هذا العام أقوى وأصدق، رغم كل التحديات".
وفي تمام الساعة العاشرة من صباح امس الجمعة، حطّت الذخائر المباركة في مطار بيروت الدولي، حيث كان في استقبالها لفيف من الكهنة والراهبات والإعلاميين وأعضاء اللجنة المنسّقة للزيارة.
وقد رافق دخول الذخائر نثر الزهور على وقع الصوت الملائكي للفنانة جومانا مدوّر، في مشهد مؤثّر غمر الحضور بروحانية عميقة.
وأقيمت صلاة قصيرة ترأسها الكهنة المشاركون، أعقبها كلمة منسق اللجنة السيّد فادي فيّاض، الذي عبّر عن امتنانه "لغبطته البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي على تشكيل اللجنة المنظّمة ورعاية هذا الحدث الإيماني الاستثنائي".
كما توجّه بالشكر إلى كاتدرائية ليزيو والقائمين عليها لقبولهم تنظيم هذه الزيارة رغم الظروف الصعبة التي يمرّ بها لبنان، مشيرًا إلى أن "الزيارة تشكّل بارقة أمل لوطن يستعدّ لمرحلة جديدة تحمل الرجاء للبنانيين".
وألقى الأب هادي ضو كلمة نقل فيها بركة غبطة البطريرك الراعي، مؤكدًا أهمية هذه الزيارة "التي تتجاوز الجدران وتلامس القلوب، تمشيًا مع ما كانت القدّيسة تريزيا قد عبّرت عنه بقولها: "سأقضي سمائي في عمل الخير على الأرض"".
ومن جهته، ألقى الأب أوليفيه روفريه كلمة باسم مطران ليزيو عبّر فيها عن فرح الأبرشية بهذه المبادرة الروحية الجامعة.
وبعد مراسم الاستقبال، انطلق الموكب المهيب حاملا الذخائر المقدسة إلى دير القدّيسة تريزيا في السهيلة، حيث ستبدأ جولتها التي ستشمل مختلف المناطق اللبنانية، ناشرة رسالة السلام والمحبة والإيمان في ربوع الوطن.
وقبيل مغادرة ذخائر القديسة تريزيا المطار لتتوجه إلى "ديارها" في سهيلة، كان لـ "الديار" أيضا حديث مع شادي فيّاض، رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشركة Ice International Events وأحد منظمي الحدث، لفت فيه إنّ "زيارة ذخائر القدّيسة تريزيا الطفل يسوع إلى لبنان، والتي جرى التحضير لها منذ نحو عام، تزامنت بطريقة لافتة مع الذكرى المئوية لإعلان قداستها، في وقت تمرّ فيه البلاد والمنطقة بلحظة غليان وأزمات متفجّرة"، لافتا إلى "غرابة عمل الله في توقيته... وكأنّ السماء أرسلت رسالة رجاء لهذا البلد الحبيب على قلب الله، وعلى قلب القدّيسة تريزيا، تؤكّد فيها أنه يستحق أن ينعم بالسلام."
وتابع أن "هذه الزيارة تأتي لتقول: آن الأوان لهذا البلد أن يخرج من الحروب والدمار والإرهاب والانقسام، ويعود إلى رسالته الأصيلة: بلد المحبة، التواضع، الرسالة، والسلام".
وأكد أن "لبنان كان وسيبقى وطن الرسالة، وزيارة القديسة تريزيا اليوم تُثبّت هذا المعنى، وتُعيد الروح إلى القلوب المتعبة".
رغم الظروف الصعبة التي تمرّ بها المنطقة، وخاصةً عقب الأحداث الإقليمية الأخيرة، شدد فيّاض على أن "تنظيم الزيارة تمّ بسلاسة، بإشراف غبطة البطريرك ولجنة منسّقة، حيث كانت كل الأمور مُحضّرة بأمانة ودقّة. الكل ساهم بمحبة، والكل شعر أن ما يحدث ليس مجرّد تنظيم، بل نعمة إلهية تُسكب على الأرض".
وتُعدّ هذه الزيارة، التي تمّت بالتنسيق مع أبرشية ليزيو وإدارة بازيليك القدّيسة تريزيا الطفل يسوع، بمثابة تأكيد جديد على العلاقة الروحية العميقة بين لبنان وكنيسة ليزيو، وعلى استمرارية رسالة القدّيسة الصغيرة التي تحوّلت إلى شفيعة المرسلين ومعلمة في الحياة الروحية، رغم أنها لم تُكمل الصف الخامس الابتدائي.
هذا مع العلم أن الذخائر ستجول لبنان على مدى شهر ونصف وستحلّ في عدّة كنائس ورعايا طول هذه الفترة.
يتم قراءة الآن
-
موسكو وبكين تحذّران من تجاوز الخطوط الحمراء... والمنطقة على شفير التحوّل الكبير! الحكومة تتمسّك بالحياد...وتتخذ اجراءات حاسمة التشكيلات الديبلوماسية تبصر النور اليوم...ولا تسليم للسلاح الفلسطيني
-
الكهرباء مُهدّدة بالإنقطاع.. ماذا عن الأسعار؟
-
كيف تشلّ إيران "إسرائيل"؟
-
جسر الدعم لإيران: شحنات صواريخ من بكين وإسلام آباد تُرعب إسرائيل!
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
07:23
السفارة الأميركية في القدس: سيتم إغلاق السفارة اليوم
-
07:23
السفارة الأميركية في القدس تدعو الأميركيين للبقاء داخل مساكنهم أو بالقرب منها حتى إشعار آخر
-
07:19
وكالة تسنيم: الدفاعات الجوية للحرس الثوري أسقطت مسيرة "إسرائيلية" بالقرب من منشأة نطنز
-
07:19
كوريا الجنوبية توسّع تحذير السفر إلى إيران وتنصح رعاياها بمغادرة البلاد
-
23:53
اكسيوس عن مصادر: واشنطن ابلغت حلفائها بأنها لن تدخل الحرب الا اذا استهدفت ايران أميركيين.
-
23:37
الحرس الثوري الإيراني: لن نسمح للكيان الصهيوني أن ينعم بالهدوء والاستقرار.
