"صدى قصائد الحكمة المغنّاة".. عودة إلى رحاب الزمن الجميل

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ما أروعها ليلة موسيقية غنائية متألقة أمضيناها مع الفنان شربل روحانا وجوقة عشتار برعاية فيلوكاليا ورائدتها المايسترا الأخت مارانا سعد والحدث الشرقي بإمتياز: "صدى قصائد الحكمة المغناة" على خشبة مسرح كازينو لبنان.

انتقلنا بسحر ساحر إسمه شربل روحانا، إلى أجواء مجالس الموسيقى والطرب الأصيل التي كانت سائدة في عز عصور النهضة العربية وما اتفق على تسميته لاحقاً بـ "الزمن الجميل"، يوم كان كل النتاج الإبداعي العربي من الباب الأول، ولم يكن متاحاً للمتطاولين أن يعثروا على مساحة اهتمام مهما صغر حجمها.

الانتقال تأمن مع العرض الموسيقي الغنائي المتكامل نصاً وروحاً: "صدى قصائد الحكمة المغنّاة"، مع 50 فناناً على الخشبة ما بين عازف ومغن وكورال وعوّاد أول – شربل روحانا، صاغ كل النغمات وتصدّر المشهد مع راعية هذا المناخ الأصيل المايسترا الأخت مارانا سعد حاضنة فيلوكاليا وملهمته الأولى.

نعم لقد محا هذا العرض النموذجي العميق والمؤثر كل آثام العروض التي حاولت وأخفقت في حصاد جمهور داعم مشارك ومبارك، حيث جمع الفنان روحانا كل ما أمكنه من جمالات النغم الشرقي متواكباً مع قصائد لكبار زمننا الغابر وبعضها من الزمن غير البعيد مع: الإمام الشافعي – إذا المرء، ورأيت الناس، سعيد بن حميد – أقلل غيابك، محمود درويش – الآن في المنفى، جبران خليل جبران – بالله ياقلبي. الخيال، وطمأنينة – ميخائيل نعيمة، ولـ أبو العلاءالمعري – تعب كلها الحياة. ولـ أبو الطيب المتنبي – بم التعلل. إضافةً إلى ثلاث محطات من الزمن الحاضر الذي يحاكي قيمة ما كان في زمان عبر: عالروزانا - فولكلور، تركني الليل – شربل روحانا، سلامي معك – بطرس روحانا، القهوة – جاد الحاج، وميلي ياحلوة – جرمانوس جرمانوس.

كما دخل على خط الغناء: موريال الجردي، جورج نصراني، مارك نصر، جو عازارورودولف الخوري. طبعاً مع خط الغناء الرئيسي للفنان روحانا، الذي يُمتعنا في كل مرة يتدخل مطرباً في حفل وهو ما نرجوه قاعدة أساسية في حضوره لقوة وطواعية وجمال صوته متواكباً مع ريشته على العود، وهذه المرة إستعان بآلتي عود لتكون المتعة السمعية مضاعفة.

هذا العمل جاء في وقته تماماً فأشاع الفرح والسلطنة على أوسع نطاق من التجاوب الجماهيري الراقي الذي أكّد أنّ العمل الحقيقي هو النخبوي بامتياز.. فألف تحية للقيمين والمشاركين والراعين.