اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


البيتا كاروتين هو أحد مضادات الأكسدة القوية التي تنتمي إلى عائلة الكاروتينات، وهي مركّبات نباتية تمنح الفواكه والخضروات ألوانها الزاهية، مثل اللون البرتقالي للجزر والأحمر للطماطم. لكن البيتا كاروتين ليس مجرد صبغة نباتية، بل هو عنصر غذائي فعال يتحوّل داخل الجسم إلى فيتامين A، الضروري لعدد من الوظائف الحيوية، بما في ذلك الرؤية والمناعة وصحة الجلد.

عند تناول الأطعمة الغنية بالبيتا كاروتين، يقوم الجسم بتحويله إلى فيتامين A حسب الحاجة. وتُعدّ هذه الميزة مفيدة، إذ إن الجسم لا يخزن كميات زائدة منه بشكل سام، بل يستخدم فقط الكمية التي يحتاجها، على عكس تناول فيتامين A بشكل مباشر والذي قد يسبب آثارًا جانبية إذا تم الإفراط فيه.

ويتميّز البيتا كاروتين بخصائصه المضادة للأكسدة، ما يعني أنه يساعد على حماية الخلايا من الضرر الناتج عن الجذور الحرة. وقد ارتبط هذا النوع من الحماية بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، والشيخوخة المبكرة.

تتعدد الفوائد الصحية للبيتا كاروتين وتلامس عدة جوانب من صحة الإنسان. أولًا، يُعدّ ضروريًا للحفاظ على صحة العين، خصوصًا في ما يتعلق بالرؤية الليلية ومنع أمراض العيون المرتبطة بالتقدم في السن مثل الضمور البقعي. ثانيًا، يعزز من كفاءة الجهاز المناعي ويزيد من مقاومة الجسم للعدوى والفيروسات.

كما يُعدّ البيتا كاروتين داعمًا لصحة البشرة، إذ يساهم في ترميم الأنسجة، ويمنح البشرة إشراقة صحية، وقد يساعد في تقليل الحساسية من أشعة الشمس. إلى جانب ذلك، هناك أدلة تشير إلى دوره في تحسين وظائف الرئة وتقليل خطر الإصابة ببعض أمراض الجهاز التنفسي، خاصة لدى المدخنين السابقين أو من يعانون من أمراض مزمنة.

يُعتبر البيتا كاروتين آمنًا لمعظم الأشخاص عند تناوله من مصادر طبيعية كالفواكه والخضروات. ومع ذلك، هناك فئات يمكن أن تستفيد منه بشكل خاص، مثل الأطفال في مرحلة النمو، الذين يحتاجون إلى فيتامين A لبناء عظام سليمة وتقوية مناعتهم، والنساء الحوامل أو المرضعات لدعم نمو الجنين وصحته.

كذلك، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أو من يتعرضون لضغوطات بيئية مثل التلوث أو التدخين السلبي، بزيادة استهلاكهم للأطعمة الغنية بالبيتا كاروتين. أما الأشخاص النباتيون، الذين قد يفتقر نظامهم الغذائي لبعض مصادر فيتامين A الحيوانية، فيمكنهم الاعتماد على البيتا كاروتين كمصدر أساسي لتعويض النقص.

إن الجزر هو المصدر الأشهر للبيتا كاروتين، لكن القائمة تطول لتشمل البطاطا الحلوة، والقرع، والسبانخ، والبروكلي، والمشمش، والمانجو. وكلما زادت شدة اللون البرتقالي أو الأخضر في الفاكهة أو الخضار، زادت نسبة البيتا كاروتين فيها.

ومن الأفضل تناول هذه الأطعمة مع الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون أو الأفوكادو، لأن البيتا كاروتين من العناصر القابلة للذوبان في الدهون، ما يحسّن من امتصاصه في الجسم.

إلى ذلك، يُعدّ البيتا كاروتين مركبًا غذائيًا فائق الأهمية، ليس فقط كمصدر آمن وفعال لفيتامين A، بل أيضًا كدرع واقٍ ضد العديد من الأمراض المزمنة والمشكلات الصحية. الاعتماد على نظام غذائي غني بالأطعمة الطبيعية الملونة والداكنة، يضمن حصول الجسم على الكمية الكافية من البيتا كاروتين دون الحاجة إلى مكملات. وفي عالم تتزايد فيه التحديات الصحية، يبقى الخيار الأفضل هو الوقاية، والبيتا كاروتين أحد أهم أدواتها الطبيعية.

الأكثر قراءة

«حبس أنفاس» في المنطقة... ولبنان لن يدخل الحرب باراك يتفهم موقف عون: تأجيل البحث بملف السلاح الصواريخ الايرانية تنقل الصدمة والترويع «لاسرائيل»