اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


اسبوع على العدوان الاميركي- الصهيوني على ايران ومنشآتها النووية السلمية ومصانع الصواريخ والمسيرات ومنشآت مدنية ومستشفيات وجامعات واغتيال اكثر من 20 قائداً عسكرياً واكثر من 20 عالما نوويا، ولا تزال طهران صامدة وقيادتها تواصل "الابداع" في حرب "الاستنزاف الصاروخي" وكذلك حرب "الألم الموضعي" واستنزاف الدفاعات الجوية والقبب الدفاعية في كيان الاحتلال ومعظم دول المنطقة المتحالفة معه ومع واشنطن.

وإذا كانت طهران اعلنت بشكل واضح وعلى لسان وزير خارجيتها عباش عراقجي ان لا تفاوض مع واشنطن المشاركة في الجرائم الصهيونية وان لا تفاوض قبل وقف العدوان الصهيوني من دون قيد او شرط، تبدو مفاوضات فيينا امس "اختباراً" اولياً لمدى "الصبر" الايراني والصمود بعد اسبوع من العدوان.

وفي السياق يؤكد دبلوماسي ايراني لـ"الديار"، ان طهران متمسكة بحق الدفاع عن النفس وهي متمسكة بالقانون الدولي وحقوقها الكاملة في صد العدوان ولا تزال تراعي كل منطوقات القانون في الحفاظ على المدنيين واستهداف الاهداف العسكرية ووفق مبدأ التناسب والتناظر مع هجمات العدو.

ويشير الدبلوماسي الى ان ايران ستقاتل حتى النهاية ولن تفرط بسيادتها وأمنة شعبها وحقوقها السيادية وهي قادرة على الصمود لأعوام وليس 3 اسابيع وهي اصلاً تعد نفسها منذ انتهاء الحرب العراقية في العام 1988 وفشلها لحرب طويلة وطال انتظارها بعد 45 عاماً من الحصار الجائر والعقوبات التي بلغت الف نوع من العقوبات !

ويلفت الى ان ايران لا تزال تملك الكثير من الاوراق الدبلوماسية والعسكرية والامنية وهي حتى الساعة لم تستعمل اكثر من ربع قدراتها الصاروخية والدفاعية ولا زال هناك الكثير من الاسرار والاجيال الحديثة من الصواريخ التي لم تجرب حتى داخلياً بعد تصنيعها ولم يتسن الوقت لذلك.

ويؤكد ان كلما طال امد العدوان سيكون هناك تكتيكات جديدة واسلحة جديدة واوراق لم تخطر حتى ببال كبار ضباط اجهزة الاستخبارات في اميركا والكيان المحتل وغيرهما من الدول المتواطئة معهما.

اوراق قوة عسكرية واستراتيجية

من جهة ثانية وتقنيياً وعسكرياً، يكشف العميد المتقاعد والخبير العسكري علي ابي رعد، لـ"الديار" ان هناك اوراقا كثيرة بيد ايران: دبلوماسية سياسية وعسكرية وامنية.

ويلفت الى ان اهم الاوراق الدبلوماسية هي فن التفاوض وكذلك الالتفاف الشعبي حول تأييد الحكم وآخرها التظاهرات في طهران والمؤيدة للنظام والمرشد والحرس الثوري.

ويضيف ابي رعد: عسكرياً رغم بعض الاضرار التي حصلت ببعض المواقع النووية والمنشآت، لا تزال قوة ايران العسكرية في ذروتها، وهي متمثلة بالقواعد الصاروخية وهي موجودة بنسبة 70 في المئة داخل الارض والجبال، وهذا ما يحد من الاضرار التي قد تسببها الغارات الجوية للجيش الصهيوني.

ويتابع: ايران تمتلك مخزوناً كبيراً من الصواريخ البالستية، وكان هناك تقديرات انها تمتلك 1500 صاروخ منها في العام 2011. وفي العام 2022 لفت تقرير مخابراتي اميركي ومن حلف الناتو ايضاً الى انه لا يمكن التكهن بعدد وحجم الترسانة الصاروخية الايرانية.

ويشير الى ان التقديرات حالياً تتقاطع على ان ايران تمتلك ما لا يقل عن 5 آلاف صاروخ باليستي. ونرى اليوم حجم الاضرار التي تسببها هذه الصواريخ في كيان الاحتلال. ويشير ايضا الى ان ايران تمتلك ايضاً عدداً من صواريخ كروز و3 آلاف صاروخ "فرط صوتي".

واذا تمكنت ايران من المحافظة على هذه الوتيرة اليومية من الإطلاق (كما يجري منذ اسبوع حتى الآن)، سنكون امام حرب استنزاف طويلة للاحتلال الاسرائيلي وللاميركيين. كما يمكن لهذه الوتيرة ان تستنزف القبب الحديدية ليس في كيان الاحتلال فقط بل في الخليج والمنطقة كلها.

ويلفت ابي رعد ايضاً الى ان ايران تمتلك صواريخ متطورة جداً "ارض-جو" صناعة صينية وكورية شمالية، ومنها صاروخ "سي 180" وهو صاروخ لا يمكن رصده ويستعمل ضد الفرقاطات والبوارج.

كما تمتلك ايران عدداً من الالغام البحرية يمكن نشرها في مضيق هرمز وتمنع اي انزال اميركي او صهيوني في المضيق.

حدودياً، يؤكد ابي رعد على القدرة الايرانية البرية، وهي انتشار الجانب الايراني على حدوده المجاورة لتسعة دول والتعاون الوثيق مع عدد من الدول ومنها افغانستان وارمينيا والعراق وروسيا. ويعطي ذلك طهران مرونة وسرعة تحرك لقواتها البرية، وتستعمل آليات خفيفة وتتكل على القتال المباشر وهذا يُصعّب اي انزال او عملية تحرك برية.

عواقب تدخل اميركا

وعن السيناريوهات المتوقعة في حال تدخلت اميركا مباشرة في الحرب، يؤكد ابي رعد ان اميركا متدخلة اصلاً في الحرب بالدعم اللوجستي والسياسي والمعنوي. وظهر جلياً ان لولا هذه التدخل لما تمكن الاحتلال من استمراره في الحرب، وخصوصاً ان هناك صعوبة في توريد وتصنيع الاسلحة. وعلى سبيل المثال كان العدو يصنع 30 صاروخاً شهرياً لمصلحة ما يسمى "مقلاع داوود" قبل الحرب على ايران. فكيف سيتمكن من التصنيع واستمراره وزيادته في ظل الضغط العسكري الايراني القوي.

ويلفت ابي رعد الى تهويل اميركي غير منطقي في ملف قصف مفاعل فوردو. ومعلوم ان طائرة b52 يمكنها فقط حمل قنبلتين خارقتين للتحصينات، ولا يمكن لطائرة واحدة ان تنفذ هذه المهمة لوحدها. وبالتالي هناك صعوبة تقنية بفعل وجود الدفاعات الايرانية وقادرة على تنفيذ كمائن جوية واسقاط القاذفات هذه او تضررها بشكل كبير.

ويكشف ابي رعد عن خبث ومكر الاميركي، وخصوصاً ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب وضع مهلة اسبوعين قبل التدخل. والسؤال هو هل الاسبوع الذي انقضى محسوب ومن ضمنهما؟ ويرى ان هناك شيئا قذرا يُحضّر عند الاميركي و"الاسرائيلي"، وربما يكون اغتيال قائد كبير او حتى اغتيال المرشد السيد علي الخامنئي.

ويختم ابي رعد ان الدخول الاميركي المباشر على الحرب سيضع المنطقة كلها تحت النار الايرانية كما بات معلوماً.

الأكثر قراءة

إيران تؤلم «إسرائيل» من الشمال إلى الجنوب... والمفاوضات تنتظر وقف القصف الموفد الاميركي لم يحسم التمديد لليونيفيل وغازل جنبلاط اين الحكومة من الغلاء الجنوني وموسم الاصطياف مهدد؟