اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



بدأ العدوان الاميركي على ايران فجر الاحد وتوقف فجر الثلاثاء، واعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب بعد 48 ساعة عن ذلك، واعطى مهلة 12 ساعة لنفاذ مفعوله، وهو اتى بعد ساعات قليلة على استهداف "الحرس الثوري الايراني" لقاعدة "العديد" العسكرية الاميركية في قطر، التي ذكرت تقارير اعلامية وعسكرية، ان طهران ابلغت الدوحة وواشنطن عبر وسائلها، بانها ستقوم بالضربة العسكرية، كرد على ما قام به سلاح الجو الاميركي ضدها. ولم تمض ساعات حتى صدر عن البيت الابيض بيان بوقف اطلاق النار، بعد اتصال ترامب برئيس حكومة العدو "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو للالتزام به. وجرت اتصالات بين قطر وايران لوقف اطلاق النار، بعد ان اعلنت القيادة الايرانية انها لا تستهدف قطر الدولة الصديقة والشقيقة، بل القاعدة الاميركية.

فقرار وقف اطلاق النار رحبت به جميع الدول، كيلا تنزلق المنطقة الى حرب اقليمية وتتوسع الى حرب عالمية، فتحركت روسيا التي زارها وزير الخارجية الايرانية عباس عراقجي والتقى الرئيس فلاديمير بوتين، الذي اعلن وقوفه الى جانب ايران، ومثله اعلنت الصين. فاستشعر العالم بان اميركا و"اسرائيل" تنزلقان به نحو حرب، يريدها نتنياهو لتغيير خارطة الشرق الاوسط، ورسم اخرى لا تكون ايران بسلاحها النووي ضمنها، ولا اذرعتها ومحور المقاومة.

وما اتخذ من قرار بوقف اطلاق النار هو هدنة، وفق مصدر عسكري، لانه غير مبني على اسس متينة بل متحركة. ويخشى المصدر ان يكون وقف النار كما حصل مع لبنان، وقبل ذلك في غزة من فترات تهدئة، كان العدو الاسرائيلي يخرقها، ويوسع اعتداءاته كما يفعل في لبنان، ويواصلها على غزة. لكن ايران، التي كانت دائما مع وقف العدوان عليها، قبل استئناف المفاوضات غير المباشرة حول برنامجها النووي، حصلت عليه ووجهت رسالة حربية الى الكيان الصهيوني قبل نفاذ وقف اطلاق النار، بضربة موجعة له، بان هذا ما ينتظره اذا استأنف الحرب.

وفي لبنان، الذي تلقى قرار وقف الحرب الاميركية ـ "الاسرائيلية" على ايران بالترحيب، لان انعكاساتها عليه كانت ستظهر في مرحلة من مراحل استمرارها او استئنافها، لان حزب الله حليف ايران، له علاقات عقائدية ـ دينية وثقافية وسياسية وامنية معها ، واعلن مع بداية الحرب "الاسرائيلية" على الجمهورية الاسلامية الايرانية، انه يقف على الحياد منها، وان كان يَدينها ويتضامن مع الشعب الايراني، وان ايران قادرة وقوية في الدفاع عن نفسها.

 لكن موقفه تطور مع مشاركة اميركا مباشرة في الحرب على ايران، فاعلن الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، عن مراقبة تطور العدوان الاميركي، فان توسع واستمر فسيكون له موقف يعلنه في حينه، لكنه لا يرى ان ايران بحاجة الى مساندة، لان ضرباتها خلال الايام 12 من الحرب على الكيان الصهيوني كانت موجعة ومؤلمة، وهذا كاف بان ايران ليست بحاجة الى مساندة.

اما في العدوان الاميركي، فان الرد الايراني السريع سرّع بوقف اطلاق النار، وهذا ما اعطى فرصة لكل طرف لتقييم هذه المرحلة، التي رأى فيها حزب الله انها اتت لمصلحة ايران، التي لم تتراجع عن شرط اميركي عليها بوقف برنامجها النووي بالكامل، وهذا ما لم يحصل، بالرغم من الضربات العسكرية التي تلقتها، اذ تؤكد مصادر قيادة في حزب الله ان قرار وقف اطلاق النار في لبنان ملتزم به الحزب ، وهذا امتد الى جبهات أخرى، هو ما زال يقف منها على الحياد، فلم يشارك فيها ومستمر في الابتعاد عنها، ما دامت الجمهورية الاسلامية الايرانية لم تطلب هي الحرب، بل تدافع عن نفسها، وان حزب الله يؤيدها في ذلك ولم ينخرط في الحرب الى جانبها.

فوقف الحرب الاميركية ـ "الاسرائيلية" على ايران اذا صمد، فانه يوفر حربًا واسعة، اقلقت دول المنطقة والعالم، وان الرئيس الاميركي الذي ظن انه يأتي بايران الى طاولة المفاوضات بشروطه خاب في توقعه، فاعلن عن وقف العمليات العسكرية، التي عليه ان يوقفها على لبنان وغزة.

الأكثر قراءة

بشرى سارة من مصرف الاسكان : القرض بات ١٠٠ الف دولار لشراء السكن و١٠٠ الف للبناء و٥٠ الف للترميم حبيب للديار :هدفنا وقف نزف هجرة الشباب ولا وساطات بل منصة تقبل الطلبات