اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


عذرًا محمد فجملة لا إله إلا الله، الأحد الصمد، لم تعد تنزل بردا وسلاما على قلوب المؤمنين، وعذرًا يسوع فكل كلامك عن المحبة والتسامح، لم يتعَّد الآذان ليصل إلى القلوب والعقول فالممارسة. كلام "يهوه" وحده هو الذي يُعمي القلوب والأبصار والعقول. كلام "يهوه" هو وحده الذي يُنفذ من قبل "الشعب المختار"، هذا الشعب الذي آمن بكل كلمة قالها "يهوه"، لكن من تحدث معهم من نسل يعقوب = "إسرائيل"، ولمن سبقه أيضا من نسل آدم "التوارة".

وها هم عشرون مليونا من أتباع "يهوه" يُركعون ثمانية مليارات من أتباع كل المرسلين الآخرين، بل هم يستعبدونهم كما بالغهم "يهوه": "اسمع يا إسرائيل... حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك، فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويُستعبد لك. وإن لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها. وإذا دفعها الراب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف... وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما، بل تحرمها تحريما..." (تثنية 21: 10 ـ 17).

"إسرائيل" هذا وكل نسله، منذ ما يقارب ثلاث ألفيات، ما زالوا حريصين على التقيد الحرفي بكلام ربهم، ولم يتقيدوا مطلًقا بكلام الله الذي بشرنا به كل من يسوع ومحمد، وكذلك فعل مع الأسف الشديد، المؤمنون الذين آمنوا بيسوع، ليس فقط كرسول ومعلم، بل ايضا كإله، والمؤمنون الذين آمنوا بما قاله لهم محمد من أن الله واحد "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها، وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما" (سورة النساء- الآية 92). "يهوه" كان واضحا بأوامره لبني "إسرائيل"، وهو لم يعتبر نفسه إلها لجميع البشر، والدليل أنه دائما كان يتوجه بكلامه لبني "اسرائيل": "الرب إلهك" كما وردت آنفا، ولم يقل الرب إله الناس أجمعين الواحد الأحد.

بنو "إسرائيل"، وبالرغم من غضب "يهوه" عليهم أحيانا لأنهم لم يتقيدوا بتعاليمهم، لكنهم كانوا الأفضل بين جميع البشر لتقيدهم، ذي النسبة المرتفعة الأعلى، بالتعاليم المعطاة لهم. أمرهم "يهوه" بالقتل والتدمير والنهب وعدم عقد العهود مع الآخرين. وها هم وبعد مئات السنين ملتزمون بهذه الأوامر، ساعون إلى استعباد سكان العالم أجمع، ومن منهم رفض الاستعباد والذل قتلا يُقتل، لا فرق بين طفل ورجل وشيخ وامرأة، فـ "يهوه" حلل لهم القتل، وأهون الشر الاستعباد.

هل قرأ ترامب وكل القادة في العالم الذين يؤمنون بيسوع إلها مخلصا، صُلب ليخلصنا من الخطيئة، ما كتبه متى في إنجيله ليخبرنا عما قاله يسوع للجماهير يوم صعد إلى الجبل؟ ألم يقل: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل... أما أنا فأقول لكم ان كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم... سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك، واما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم". عذرًا يسوع فكلامك يُقرأ ببغائيا ولا ينفذ، يقرأ ولا يُفهم، إذ إن من فهم كلامك هذا قلة قليلة، وما زالوا قلة بعد ألفي عام، لأن الذين أدركوا انك كنت تنقض كلام "يهوه" وأوامره، زوّروا إرادتك بحيث استبقوا كلام موعظتك بكلام نسبوه لك، وأنت لست بقائله لانه يتعارض مع تعاليمك.

"لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل". كيف يتطابق هذا الكلام مع ما قاله يسوع لاحقا في إنجيل متى ناقضا معظم ما جاء في الوصايا العشر "اليهوهية" لم المخصصة لبني "إسرائيل" فقط وليس لكل البشر؟ ولماذا تبنت الكنيسة هذه الوصايا "اليهوهية" التي لم يكتف يسوع بنقضها، بل صححها لتكون أكثر إنسانية لا تميز بين إنسان وآخر، وفضلا عن ذلك تزرع في النفوس المحبة بدلا من الكره، التسامح بدلا من الحقد، الغفران بدلا من العقاب الدموي؟

"يهوه" هو المنتصر، وشعبه الخاص بنو "إسرائيل" هم المنتصرون، وما على عامة المؤمنين الا التسليم والاستسلام. التسليم بأنهم عجماوات خلقت لخدمة بني "إسرائيل"، والاستسلام لعهر بني "إسرائيل" المتعطش دائما إلى الدماء والتدمير.

لا إله إلا "يهوه"، فهو الذي أمر بني "إسرائيل" بالقتل والسحق والسحل، وهو بالرغم من إطلاق أوامره لبني "إسرائيل"، شعبه الخاص المختار، فإن هذه الأوامر خرقت حصون يسوع ومحمد، فإذا بالصليبيين يجتاحون بلادنا التي احتضنت الحضارة الإنسانية الأولى باسم الدين، وإذا بالمحمديين يطلقون لسيوفهم العنان تقطع رقاب العباد باسم الدين أيضا، والدين من الجميع براء.

وأكمل أتباع يسوع المهاجرين من أوروبا إلى العالم الجديد، قتل الملايين بحجة استيطان الأرض الموعودة المزعومة، وأتى العثمانيون فاجتاحوا بلادنا وجزءا كبيرا من أوروبا باسم الدين، فقتلوا ودمروا وشردوا. وما زالت هذه الأفعال تتوالى منطلقة من أوامر "يهوه" المقدسة، ولن تنتهي الا بانتصار بني "إسرائيل" على العالم أجمع. ومن لا يصدق فلينظر إلى هذا العالم الصامت على إجرام بني "إسرائيل" الذي تتناقله وسائل الإعلام وتعممه على كل بيت في زوايا العالم الأربع.

جرفوا غزة بكل ما فيها من أبنية سكنية ومدارس ومستشفيات، وما أن أصيب مستشفى واحد من جراء القصف الإيراني، حتى طبلوا وزمروا وحشدوا الإعلام العالمي للتنديد بهذا العمل الإجرامي اللاإنساني. يهاجمون كعمل استبقائي حتى إذا تم الرد عليهم ، نددوا وهددوا ودفعوا دول العالم للوقوف إلى جانبهم بحجة الدفاع عن النفس. أي حول فكري وأخلاقي وديني وإنساني هذا؟ إلام سيبقى العهر مسيطرا على القلوب والضمائر والعقول؟

لا إله إلا "يهوه"، فلُنِعد صلب يسوع ومحمد، وهما يُصلبان فعلا على يد بني "إسرائيل"، "شعب يهوه المختار"، بل على يد أتباع يسوع ومحمد المستسلمين الخائفين الراضين بتحمل تبعات أوامر "يهوه"، التي ينفذها بنو "إسرائيل" بكل إخلاص. دمروا الكنائس والجوامع، وضعوا الإنجيل والقرآن على رف النسيان وامتشقوا أوامر "يهوه"... وعلى الدنيا السلام.

*                                                                                                                                          كاتب وباحث

                                                                                       عضو اتحاد الكتّاب اللبنانيين

الأكثر قراءة

بشرى سارة من مصرف الاسكان : القرض بات ١٠٠ الف دولار لشراء السكن و١٠٠ الف للبناء و٥٠ الف للترميم حبيب للديار :هدفنا وقف نزف هجرة الشباب ولا وساطات بل منصة تقبل الطلبات