اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اقل من عام على الإنتخابات النيابية في ربيع 2026، لا تزال عائلات بيروت واحزابها في خضم مخاض الانتخابات البلدية والاختيارية، والتي غلب عليها "النفس التوافقي" بين الاضداد. وولد هذا التناقض لائحة توافقية لم يخرقها، الا العميد محمود الجمل ابن الطريق الجديدة و"تيار المستقبل".

وإذا كانت العاصمة تتميز بتنوعها المذهبي والطائفي، الا ان لها خصوصية سنية لا يمكن القفز فوقها، او التغاضي عن اكثر من 400 الف ناخب سني فيها، حيث كان لـ "تيار المستقبل" الحصة الاكبر فيها قبل انتخابات العام 2022.

ووفق اوساط سنية بيروتية واسعة الإطلاع، فإن المشهد في بيروت اليوم هادىء في الشكل، ولا يسجل حماوة او استعدادات علنية او فاقعة للانتخابات النيابية، لكن المجالس تضج بأخبار من شتى الاصناف والاشكال.

وتكشف الاوساط ان إعلان رئيس "تيار المستقبل" الرئيس سعد الحريري وكوادره انهم سيخوضون انتخابات الربيع المقبل النيابية، تؤكده حركة الامين العام لـ"التيار الازرق" احمد الحريري، التي من خلالها سيعود "التيار" الى الساحة السياسية، والى تصدر المشهد السني بخوض انتخابات كاملة متكاملة وبلوائح متكاملة، تمكنه من استعادة مكانته وحضوره السني والشعبي والنيابي.

وتشير الاوساط الى ان الكرة ايضاً في ملعب القوى والاحزاب السنية الاخرى، وايضاً العائلات البيروتية التي تشكل عصب هذه القوى والاحزاب.

وتكشف الاوساط نفسها ان الاكثر "حركة" اليوم على الساحة السنية البيروتية، هم "الاحباش" او "جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية"، التي حققت ارقاماً جيدة في الانتخابات البلدية والاختيارية، وحصلت على 6 مخاتير ومقعدين في البلدية.

اما "الجماعة الاسلامية" التي تبقي ماكيناتها "شغالة"، فإنها حافظت على وجودها السني البيروتي عبر حصولها على 4 مقاعد اختيارية.

في المقابل، يتحرك النائب فؤاد مخزومي لمحاولة توظيف الانتخابات البلدية في النيابية رغم تمثيله الضعيف، ومحاولة الحصول على مقعد نيابي ثان في العاصمة، فشل في تحقيقه في انتخابات 2022.

كما تسجل الاوساط حركة للنائب نبيل بدر، الذي يريد الاستفادة من الخرق الذي تحقق بدعمه للجمل بلدياً واستثماره نيابياً.

وتكشف الاوساط ايضاً ان "التغييريين" في بيروت يتحركون، ويحاولون لملمة صفوفهم بعدما عصفت بهم الخلافات السياسية والخدماتية والانتخابية.

اما العائلات السنية الكبرى واتحاداتها وجمعياتها، فإنها تتريث في الترشيحات او "تسويق" اسماء محددة في انتظار "التوجه السني العام".

في المقابل، يستعد آل سلام للعودة الى المشهد البيروتي النيابي، حيث تكشف معلومات خاصة لـ"الديار"، عن عودة صائب تمام سلام من الإمارات اخيراً ومكوثه في لبنان ربما بشكل دائم. وتفيد المعلومات ان صائب سلام الحفيد، يشارك بشكل فاعل في النشاطات السياسية والاجتماعية والعائلية والحزبية في بيروت، ولا يغيب عن اي مناسبة بيروتية الى جانب والده الرئيس تمام سلام.

ويتردد في الكواليس البيروتية، ان صائب تمام سلام يستعد لخوض الانتخابات النيابية لإستعادة "امجاد" الجد الرئيس صائب سلام، والوالد الرئيس تمام سلام، بعدما غاب الاخير (الرئيس تمام) عن الندوة النيابية الاخيرة وامتناعه عن الترشح، بعد عزوف الرئيس سعد الحريري و"تيار المستقبل" عن الانتخابات الاخيرة في العام 2022.

وتكشف المعلومات ان صائب تمام سلام يستفيد من علاقة والده الجيدة بالسعودية وسفيرها في لبنان وليد البخاري ودول الخليج العربي لا سيما الامارات. كما تربط الرئيس تمام سلام علاقة جيدة بالرئيس سعد الحريري و"تيار المستقبل"، بالاضافة الى علاقة ودية مع دار الافتاء والمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان.

في المقابل، تكتفي اوساط عائلة الرئيس تمام سلام بالقول لـ"الديار" ان الرئيس سلام ونجله صائب يمارسان نشاطاً سياسياً واجتماعياً يومياً وطبيعياً بين اهلهما في بيروت، وحتى الساعة لم يتخذ اي قرار بالمشاركة، او عدم المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، وما زال هناك وقت لذلك.

الأكثر قراءة

زمن التسويات الثقيلة: لبنان يستعد لصفقة كبرى على حافة الانهيار؟ القوات تخسر معركة المغتربين... مخاوف من تعطيل المجلس