اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



على الرغم من انّ الرئيس السوري أحمد الشرع تولى الرئاسة السورية في اواخر كانون الثاني 2025 بعد سقوط النظام السابق، اي منذ خمسة اشهر، وتلقيه التهاني من بعض رؤساء العالم وكبار المسؤولين، لم تبلغ العلاقات السياسية بين دمشق وبيروت مداها الجديد بعد، اذ إقتصرت الزيارات على بعض السياسيين اللبنانيين، مع تشديد على ضرورة توطيد العلاقة بين البلدين من الند للند والاحترام المتبادل، وهذا ما بدا خلال لقاء الرئيس جوزف عون مع الرئيس الشرع على هامش بعض المؤتمرات الدولية والعربية، في إنتظار المزيد من التعاون والتنسيق لحل الملفات الشائكة بين البلدين.

جديد هذه اللقاءات سيُسجّل هذا السبت 5 تموز الجاري، خلال زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان الى دمشق، لتهنئة الرئيس الشرع بإنتخابه، وافيد بأنّ الزيارة ستستمر لساعات فقط، على ان يوضع برنامج عملها قريباً، وسيضم الوفد مفتيي المناطق وقضاة الشرع واعضاء المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى، على ان يحمل اللقاء عناوين كبيرة تؤكد على الثوابت الوطنية والروابط التاريخية والجغرافية بين البلدين.

اللافت انّ توقيت الزيارة جاء بعد مواقف عالية النبرة اطلقها المفتي دريان، تحدث خلالها عن تهميش اهل السنّة وإستبعادهم عن الساحة السياسية، ففهمه البعض وكأنه يطلق "اللطشات" في إتجاه فريق معيّن، لكنه سارع الى التوضيح بأنّ كلامه لم يكن موجّهاً ضد اي طرف.

كما رأى مصدر نيابي سنّي بأنّ المقصود بهذا الكلام الدفاع عن اهل الطائفة التي سارت على خط الاعتدال، ففهمها البعض خطأً، معتبراً بأنّ غياب الرئيس سعد الحريري عن الساحة السياسية، اطلق العنان للبعض كي يرسموا هذه الصورة ضمن إطار الضعف السياسي، لكننا نرفض ان نكون ضمن هذه الخانة، فنحن موجودون ولنا مواقفنا، ولا يمكن لأحد ان يُسكتنا، لذا على البعض ان يفهم ذلك".

للاضاءة اكثر على الزيارة المرتقبة، قال رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط لـ "الديار": "لا شك في أنّ زيارة المفتي دريان على رأس وفد من مفتيي المناطق، تحمل مدلولاً تاريخياً بعد انتقال سوريا وشعبها من المحور الايراني الى العمق العربي والاسلامي الاصيل"، لافتاً الى "انّ الزيارة للتهنئة رئيساً وحكومة وشعباً بالتغيير السياسي الكبير، الذي إنعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية والعربية". معتبراً انّ "سوريا بقيادتها الجديدة عادت مرفوعة الرأس الى الحضن العربي، وبالتالي لبنان في طريقه الى هذا الحضن، وسيعقب ذلك عودة بغداد وصنعاء، مع الرفض المطلق لكل المشاريع المعادية للعروبة والاسلام. فإنطلاقاً من كل ذلك تأتي زيارة مفتي الجمهورية الى سوريا العربية الشقيقة للبنان ولكل العرب، وفي إطار الحرص على لبنان الدولة والمؤسسات"، مشدّداً على "ضرورة ان يتم وضع حدّ لتجاوز القوانين والفوضى".

وحول ما قاله النائب السابق خالد الضاهر قبل أيام: "اذا إستمر إستهداف المكوّن السنّي في لبنان، سوف نلجأ للرئيس أحمد الشرع للدفاع عنا "، علق الشيخ عريمط: "المسلمون السنّة في لبنان هم اصل لبنان وكيانه السياسي، وحكماً ليسوا ضعفاء وهم متجذرون في وطنهم وأرضهم وتاريخهم، واقوياء بإيمانهم وبدورهم الوطني والعربي، هم الحماة للبنان العربي السيّد الحر وفرسانه، وبالتأكيد ليسوا بحاجه لحماية من احد اياً كان، هم الذين يحمون ويحتضنون غيرهم ولا يحتاجون لحماية، ودولتهم اللبنانية ومؤسساتها الشرعية مهمتها ضمانة حقوق كل اللبنانيين بكل شرائحهم وإتجاهاتهم السياسية، فكفى رفعاً لشعارات فارغة من مضمونها الوطني الجامع".

وعن إمكانية طرح ملف الموقوفين الاسلاميين من قبل المفتي دريان خلال لقائه الرئيس الشرع، أجاب الشيخ عريمط: "انّ مسألة الموقوفين الاسلاميين وظلامتهم في السجون اللبنانية من دون محاكمة منذ سنوات، وفي طليعتهم الشيخ احمد الاسير وغيره إضافة الى الاعتقالات الانتقائية مؤخراً، هي قضية اخلاقية حقوقية وطنية لبنانية بإمتياز، قالقضاء والسلطة السياسية وحدهما مَن يحسما هذه المسألة، ويضعا حدّاً للتدخل والتسيّس، والتطيّيف والتمذهب لمثل هذه الحقوق المشروعة، وعلى الجميع ألا يشطح خيالهم الواسع لمثل هذه الترهات".

وختم: "المسلمون وقياداتهم السياسية والدينية في لبنان، هم دعاة لبناء الدولة ومؤسساتها الوطنية، وليس لهم تطلعات خارج حدودهم الوطنية او العربية، فليطمئن ضعفاء النفوس".

الأكثر قراءة

زمن التسويات الثقيلة: لبنان يستعد لصفقة كبرى على حافة الانهيار؟ القوات تخسر معركة المغتربين... مخاوف من تعطيل المجلس